الكاتب : أشرف محمدين 

في زمن تتهاوى فيه القيم وتغيب فيه الضمائر تظل الأمانة واحدة من أعظم الفضائل وأسمى الصفات التي لا تستقيم الحياة بدونها
هي ليست مجرد خُلقٍ نبيل بل ميزان عدل وركيزة من ركائز الإيمان
يقول النبي صلي الله عليه و سلم
لا إيمان لمن لا أمانة له ولا دين لمن لا عهد له 
فهي ليست اختيارًا بل فرضٌ أصيل في قلب كل من أراد أن يكون إنسانًا بحق
أمانة العمل
أن تؤدي عملك بإخلاص لا لأن هناك من يراك بل لأن الله يراك
أن تكون مُتفانيًا أمينًا في وقتك في مجهودك في كل تفصيلة أُوكلت إليك
أمانة العمل تعني ألا تبيع ضميرك لمنصب ولا تغش في حساب ولا تظلم في تقييم
كل إنجاز حقيقي يبدأ من موظف أو عامل أو قائد أمين
أمانة البيت
أنت راع ومسؤول عن رعيتك
الزوج أمين على زوجته لا يخون ثقتها ولا يُهمل مشاعرها
الزوجة أمينة على بيتها تحفظه بعين الحب لا عين العادة
الأب أمين على أولاده لا يزرع فيهم الخوف بل الأمان والقدوة
والام تاج الأمانة إن صلحت صلح البيت كله
أمانة الأصدقاء
الصداقة بدون أمانة تتحول لصفقة
أن تحفظ السر وتصدق في النصيحة وتكون حضنًا في وقت الحاجة
تلك أمانة لا يقدرها إلا النبلاء
فلا تطعن من وثق بك ولا تفضح من لجأ إليك ولا تتغير وقت الرخاء.
أمانة الكلمة
كم من كلمة أنقذت حياة وكم من أخرى هدمت بيوتًا
الكلمة أمانة سواء نُطقت، أو كُتبت، أو نُقلت
حين تكتب منشورًا تذكّر أنك تُحاسب
حين تُخبر أحدهم شيئًا كن صادقًا فلا شيء يقتل الروح مثل الكذب
حتى المزاح، له أمانة فلا تؤذِ أحدًا تحت ستار الضحك
أمانة الأسرار
القلوب لا تُفتح بسهولة، فإن فُتحت لك فلا تكن خنجرها
حافظ على السر كأنه جزء من شرفك
أن تحفظ سر من باح لك، حتى لو لم يعُد قريبًا،
تلك قمة الأمانة، وقمة النُبل.
الأمانة مع النفس
ربما هي الأصعب أن تكون أمينًا مع نفسك
تعترف بأخطائك ولا تُجمّل عيوبك
تعرف ما تريد وتصارح نفسك بما تخشى
لا تُنافق نفسك ولا تبرر لنفسك تقصيرًا أو ذنبا
وختامًا - الأمانة نور لا يطفئه الزمن
قد يُخدع الأمين وقد يُستَغل لكنه لا يُهزم
لأن الأمانة علاقة بين العبد وربه لا بينه وبين الناس
الأمين ينام مرتاح الضمير ويمشي ثابت الخطوة حتى لو تعثّر الجميع
فلا تتنازل عن أمانتك
فهي زادك في الدنيا وشفيعتك في الآخرة
وهي ما يجعل الله يرضى والناس تثق والحياة تستقيم