يمن اتحادي هو منصة إخبارية رقمية رائدة تسعى لتقديم تغطية شاملة وعميقة للأحداث الجارية في اليمن، مع التركيز على تقديم صورة واضحة وموضوعية للأوضاع السياسية والاقتصادية والاجتماعية في البلاد

غياب النخب اليمنية: حين تصمت السياسة ويتكلم الولاء للراعي الخليجي

عادل الشجاع

 

الكاتب : عادل الشجاع 

في واحدة من أعقد اللحظات التي تمر بها اليمن منذ اندلاع الحرب، تقف النخب السياسية والإعلامية موقف المتفرج، أو في أفضل الأحوال، الناقل المطيع لما يُراد له أن يقال، غابت المواقف الوطنية الواضحة، وتصدرت الساحة خطابات تمجد السعودية والإمارات بوصفهما “صانعي السلام” و”رعاة الحل”، بينما يغرق اليمن في المزيد من التمزق والانقسام والتبعية..

النخب الغائبة.. أم المغيبة؟

غياب النخب اليمنية، خاصة السياسية والإعلامية، لم يكن وليد اللحظة، لكنه تجلى بوضوح صادم خلال الفترة الماضية، خصوصا مع تصاعد الخلافات داخل منظومة الشرعية، وتشكل كيانات سياسية وأمنية تحت مظلة أبوظبي والرياض، دون رؤية يمنية جامعة أو اعتراض نخبوي جاد..

الطبقة التي يفترض أن تكون عقل اليمن، الثقافية والسياسيه، ولإعلامييه، تحولت إلى مكونات ملحقة بالمشاريع الإقليمية، البعض تم شراؤه بالمنصب أو الدعم المالي، والبعض الآخر اختار الصمت انتظارا لدور لم يأت بعد، وآخرون يقدمون أنفسهم كأبواق مأجورة لا تملك من الجرأة ما يسمح لها حتى بالإشارة إلى الاختراق الإماراتي الواضح في السيادة اليمنية..

تمجيد الراعي.. وغياب الرؤية

لعل أخطر ما في أداء هذه النخب هو أنها لا تكتفي بالصمت، بل تعيد إنتاج روايات العواصم الخارجية وتسوقها للشعب اليمني كـ”حقيقة”، فقد تحول الإعلام اليمني إلى نسخ باهتة من قنوات سعودية وإماراتية، يعاد فيها تدوير خطاب “دعم الشرعية” و”تحرير اليمن من الحوثي”، بينما يتم تجاهل قضايا أساسية، كالسيادة اليمنية المنتهكة في سقطرى والمهرة، والمليشيات الانفصالية المدعومة عسكريًا من الخارج، والسيطرة على الموانئ والمطارات التي خرجت عن سلطة الدولة..

لماذا هذا الانهيار في الموقف النخبوي؟

الأسباب متعددة، منها:
 1.الارتهان المالي والسياسي، فكثير من الأحزاب والإعلاميين باتوا معتمدين بشكل كامل على التمويل الخارجي، وفقدوا استقلاليتهم.
 2.ضعف الثقافة الوطنيةو غياب المشروع الوطني الجامع أضعف الانتماء للدولة اليمنية وعزز الولاء للمحاور الإقليمية.
 3.التشظي الجغرافي والسياسي جعل كل طرف في اليمن  يتحدث من جغرافيا منفصلة، وبتوجه مختلف، مما عزز الانقسام حتى داخل النخبة نفسها.
 4.غياب القادة الرمزيين فقد تم اغتيال وتهميش الشخصيات المؤثرة، مما أفرغ المشهد من رموز وطنية ذات تأثير حقيقي..

ما الذي يمكن فعله؟ 

 إعادة بناء الخطاب الإعلامي اليمني على أسس وطنية، ودعم نخب جديدة تمتلك استقلالًا حقيقيا وشجاعة الموقف،لمواجهة أدوات التبعية والارتهان، وكشف مشاريع الخارج مهما كانت لافتاتها، كل ذلك سيساعدنا على استعادة روح المشروع اليمني الجامع ووقوفه في وجه المشاريع الصغيرة، سواء كانت مناطقية أو مذهبية أو دولية..

نخلص إلى القول إن اليمن لا يحتاج إلى نخب تبارك كل ما يملى عليها، بل نخب تقف وتقول: “هذا لا يخدم اليمن”، فنحن في لحظة فارقة، إما أن يكون الخطاب الوطني هو البوصلة، أو أن يستمر المشهد في الانهيار… بصمت مخجل..

اضف تعليقك على المقال