يمن اتحادي هو منصة إخبارية رقمية رائدة تسعى لتقديم تغطية شاملة وعميقة للأحداث الجارية في اليمن، مع التركيز على تقديم صورة واضحة وموضوعية للأوضاع السياسية والاقتصادية والاجتماعية في البلاد

لماذا توافق المصرية المسلمة على الزواج من أجنبي مسلم بدون تعقيدات.. بينما تُعقّد زواجها من ابن بلدها؟

أشرف محمدين


الكاتب : أشرف محمدين 

في الوقت الذي تتصاعد فيه تكاليف الزواج داخل المجتمع المصري، ويصبح الارتباط حلمًا مؤجَّلًا عند الكثير من الشباب، يطلّ علينا مشهد مختلف تمامًا: فتاة مصرية توافق على الزواج من رجل أجنبي مسلم دون قائمة منقولات، ولا شبكة ذهبية، ولا مهر يتناسب مع “بنت خالتها”. فيكتفي الطرفان بخاتم بسيط، وربما بآية كريمة وموافقة ولي الأمر. وهنا يطرح السؤال نفسه بقوة
لماذا؟ ولمَ تتغيّر المعايير بهذا الشكل عند اختلاف جنسية العريس؟
أولًا: لأن النية تصنع الفارق
عادة ما يأتي الشاب الأجنبي المسلم إلى الزواج برغبة صادقة ومباشرة في تكوين أسرة مستقرة، دون خلفيات ثقافية مرهقة أو اشتراطات اجتماعية ضاغطة. هو يُقبل على الزواج بروح التزام حقيقية، خالية من تفاصيل المجتمع المصري التي تحوّل الزواج إلى سلسلة من “المطالب” و”الطلبات” التي تُثقل العريس وتُشوّه جوهر العلاقة
أما ابن البلد، فغالبًا ما يُحاصَر بتوقعات أهل العروس، والضغط الاجتماعي، والمقارنات المستمرة، مما يجعله يبدو أقل التزامًا أو غير جاهز بنظر العائلة رغم أنه قد يكون أكثر صدقًا في مشاعره
ثانيًا: المجتمع يعزّز ثقافة المظاهر أكثر من الجوهر
الزواج عندنا تحوّل، عند فئة ليست قليلة، من كونه ميثاق رحمة وسكن إلى مناسبة اجتماعية للتفاخر. كم جراما في الشبكة؟ كم تساوي القائمة؟ ما عدد الأجهزة؟ من أحضر سيارة؟ ومن لم يستطع؟ وكأن الحياة الزوجية يمكن تقييمها بفاتورة لا بقيمة الإنسان
أما مع العريس الأجنبي فهذه الحسابات تختفي فجأة. فتكفيه كلمة طيبة وخاتم بسيط ورغبة صافية في تكوين بيت. لماذا؟ لأن لا أحد سيقارن ولا أحد سيحاسب ولا أحد سيقول بنت عمّك اتجوزت بأكتر منك
ثالثًا: لأن الفتاة ترى في الأجنبي فرصة لا تُهدَر
بعض الفتيات سواءً عن وعي أو لا يحملن بداخلهن قناعة أن الزواج من أجنبي مسلم يحمل مميزات اجتماعية ربما فرصة للسفر أو شعور بالرقي أو حتى افتخار صامت بأنها اختيرت من رجل من ثقافة أخرى.
وهذا الإدراك يجعلها أكثر مرونة وأكثر تساهلًا وأكثر رُقيًا في التعامل
لكن هل هذا التساهل يظهر مع ابن البلد؟
غالبًا لا بل قد تطالبه بما لم يطالبه به القانون نفسه.
رابعًا: ضغط الأهل والمجتمع يُثقل كاهل ابن البلد
الأهل رغم محبتهم قد يتحولون إلى أكبر معرقل للزواج إذا انساقوا وراء ثقافة المقارنات
بنت خالتها جابت شبكة ٧٠ جرام
لازم نكتب قائمة بـ ٢٠٠ ألف
مش أقل من أوضة نوم مودرن وسفرة ٨ كراسي
هذه الضغوط لا تُمارَس غالبًا على الأجنبي لأنه ببساطة ضَيف ولا أحد يستطيع أن يطلب منه ما يُطلب من أهلنا
خامسًا: خلل في المفاهيم الأخلاقية والاجتماعية
في حالات كثيرة يتم اختزال الرجولة في الماديات فقط وينسى البعض أن الرجولة الحقّة ليست في الذهب بل في الموقف وليست في الشبكة بل في السند وليست في المال فقط بل في الاحترام والمشاركة
وهنا يجب أن نقف مع أنفسنا ونسأل
لماذا نقبل بالزواج من رجل لا نعرفه جيدًا لأنه أجنبي ونرفض شابًا محترمًا لأنه لم يستطع شراء طقم صيني ماركة كذا 
المفارقة المُحزنة
الفتاة التي ترفض خطيبها المصري لأنه لم يُوفّر شبكة بمبلغ كذا، قد توافق على الأجنبي دون أن تُحرجه بسؤال واحد عن المهر.
والعريس المصري، الذي وُلِد وتربّى في نفس الشارع أو الحي، قد يُحاسب على كل تفاصيله
بينما الأجنبي – الذي لا نعرف عنه شيئًا في بعض الأحيان – يُعامل كأنه جاء من الجنة.
الخلاصة:
الزواج علاقة قلبية وعقلية لا ينبغي اختزالها في حسابات مادية فقط.
إن الفتاة التي تختار الشريك على أساس “قيمة” لا “كلفة”، تدرك أن الخاتم البسيط إذا وضعه رجل محترم في إصبعها، أغلى من عقد ألماس يأتي به رجل مستغل أو هش أخلاقيًا.
والأهل الذين يُربّون بناتهم على الاحترام، والاختيار العاقل، والتوازن بين العاطفة والعقل يُخرّجون سيدات لا تاجرات 
أيتها الفتاة
إذا جاءك رجلٌ محترم صادق يعرف الله يُحبك ويقدّرك فاجعلي المعيار هو الرجولة لا الرقم في دفتر المهر.
فالذي يشتريك بقلبه لا يُقدَّر بثمن
والذي تقيسين رجولته بكمية الذهب، ستكتشفين لاحقًا أنه فارغ إلا من المال

اضف تعليقك على المقال