الكاتب : احمد ناصر مهدي
في ظل الظروف العصيبة التي تمر بها البلاد، يغدو من غير المنصف أن نطالب بإنجازات كروية في وقت نبحث فيه عن وطن يلفه الألم ويخفت فيه بريق الأمل. لقد باتت كرة القدم الملاذ الوحيد الذي يجمع أبناء الوطن شمالًا وجنوبًا، شرقًا وغربًا، لكن هذه الوحدة الرياضية تظل هشة ما لم تُدعم بموقف موحد بعيدًا عن الاصطفافات الضيقة التي تهدد ما تبقى من الروابط الوطنية.
من الضروري أن نرتقي فوق الخلافات الشخصية والأهداف الضيقة التي يستخدمها البعض للنيل من خصومهم، مسيئين بذلك إلى كرة القدم باعتبارها رمزًا للوحدة وليس ساحة للصراعات. لا يمكن إنكار أن المشهد الكروي يعاني من اختلالات عميقة، اختلالات دفع ثمنها اللاعبون والجماهير على حد سواء. ولطالما تعالت الأصوات المطالبة بإبعاد الفاسدين عن المشهد الرياضي، ولكن المفارقة أن البعض اليوم يبكي عليهم، وكأن القناعات باتت تتغير بين ليلة وضحاها، مدفوعة بجلسة حميمية وكوب من الشاي العدني.
يستحق الجمهور احترامًا حقيقيًا، فلا يجوز أن تتغير المواقف تبعًا للمصالح الآنية أو الغايات غير المحققة. نعم، هناك أخطاء لا يمكن تجاهلها، كما حدث مع منتخب الناشئين، وقد تحدثنا عنها بشجاعة ووضوح، لأن الحقيقة يجب أن تُقال بلا مواربة. ومع ذلك، يجب أن ندرك أن هذه الأزمات ليست وليدة اللحظة، بل تراكمات لأخطاء امتدت لعقد من الزمن.
بدلًا من التمترس خلف الخلافات، ينبغي أن تُوجه الجهود لخدمة كرة القدم اليمنية ومصلحة الرياضيين الذين يحلمون بمستقبل أفضل. لا العيسي يملك عصا موسى، ولا السنباني يملك خاتم سليمان ليحقق الطموحات بين ليلة وضحاها، فالإصلاح الحقيقي يتطلب وقتًا وجهدًا ودعمًا مستمرًا بعيدًا عن المهاترات والتشكيك.
في التاسع من ديسمبر 2026، سيكون من حق الجميع التساؤل عمّا تحقق، ولكن مع الأخذ بعين الاعتبار الواقع المرير الذي نعيشه. وحتى ذلك الوقت، لن يكون الإنصاف في إصدار الأحكام، بل في دعم ما تبقى من الأمل والعمل الجاد لتحقيق ما عجز عنه الآخرون لسنوات.
امنحوا الفرصة للآخرين ليعملوا، كونوا داعمين لما تبقى من الأمل في كرة القدم، فقد تكون الرياضة هي البوابة الصغيرة التي تعيد لنا شيئًا مما فقدناه في دروب الحروب والانقسامات.
وقفة : برافو للجنة الاعلامية ممثلة بالزميل محمد الشومي على الجهود المميزة في إبراز دور اللجنة و العمل بمهنية و برؤية واسعة يتطلب منحها كل الصلاحية
اضف تعليقك على المقال