الكاتب : عمر الحار
هناك حضور لروسيا اليوم في رسم خارطة السياسة الدولية ، لا يختلف كثيرا عن دورها وتأثيرها ابان فترة الحرب الباردة ، باعتبارها المحطة الدولية الثالثة لاعادة رسم سياسة العالم من جديد بعد بريطانيا ، وامريكا بغض النظر عن المؤثرات الثانوية فيها لعددٍ من دول الاقتصاد .
و سبق ان طرحت عديدٍ من الافكار المتعلقة بالثالوث الرهيب المتحكم في السياسة العالمية ، منذ انتهاء الحرب العالمية الثانية ، على حدة خلفاتهم الجوهرية في فلسفة الحكم . وان كنت لا ارغب في التعرض لها الا من باب التذكير فقط ، بمقولتي في هذا الجانب ، عن فرضية استخدام بريطانيا لعصا موسكو لتأديب عدن ، و استخدام واشنطن لعصا الرياض لتأديب صنعاء ، على جدلية الفرضية و تشعب براهينها . و لست معني بها في المقام لا قريب ولابعيد ، لتخصيص مقالي للبحث بسردية اولية في البعد الفلسفي لخطاب فخامة الرئيس الدكتور رشاد العليمي ، في جلسة مباحثاته الرسمية اليوم مع الرئيس الروسي فلادمير بوتين ، حينما تزاوجت عقلية العالم وفليسوف السياسة ، مولدة لحظات من تجليات الفكر السياسي الممكن التعاطي معها بايجابية ملحوظة في مختلف الاوساط والدوائر الروسية والعالمية ، لاتقان فخامة الرئيس العليمي لمفردات الخطاب ، والتوفيق في توظيف ذكرى انتصار العالم على النازية في ثناياها ، مستعينا بعمق فكري واضح لتعبير عن مناهض العالم وروسيا القوس و السهم لدوله في محاربة العنصرية والدفاع عن حقوق الانسان ، وعودتها بوجهٍ جديدٍ في الالفية الثالثة من التاريخ لليمن الجمهوري المعاصر . مستعرضا بلغة سياسية راقية طبيعة الاوضاع في اليمن ، والانقلاب على اجماعها الوطني .
خطاب فخامة الرئيس العليمي في روسيا اليوم يمثل تحولا نوعيا وجوهريا في تعاطيه مع القضية اليمنية ، موحيا بفتح ابواب الامل بانفراجها عما قريب ، حال استدراك علاقة روسيا بمختلف الاطراف الداخلية و الخارجية فيها . كواحدةٍ من المحطات الدولية ذات الارتباط المباشر او غير المباشر معها
اضف تعليقك على المقال