يمن اتحادي هو منصة إخبارية رقمية رائدة تسعى لتقديم تغطية شاملة وعميقة للأحداث الجارية في اليمن، مع التركيز على تقديم صورة واضحة وموضوعية للأوضاع السياسية والاقتصادية والاجتماعية في البلاد

شهوة الشراء والتفاخر.. هل تحولت المظاهر إلى سبب في تدمير العلاقات الزوجية؟

أشرف محمدين

 

الكاتب: أشرف محمدين

في عصر السوشيال ميديا والانفتاح الاستهلاكي، أصبح الشراء أكثر من مجرد تلبية للاحتياجات، بل تحول إلى وسيلة للتفاخر وإثبات المكانة الاجتماعية. الحقائب الفاخرة، السيارات الفارهة، السفر لأغلى الوجهات، كلها أصبحت رموزًا للمكانة وليست مجرد كماليات. ولكن عندما تتسلل هذه النزعة إلى العلاقات الزوجية، قد تتحول إلى قنبلة موقوتة تهدد استقرار الأسرة.

المظاهر.. هل أصبحت شرطًا للحب؟

في الماضي، كانت العلاقات الزوجية تقوم على المودة والرحمة، أما اليوم، فكثير من الأزواج والزوجات باتوا يقيسون نجاح العلاقة بمستوى المعيشة والهدايا والماديات. لم يعد الرجل يُقدّر بحكمته أو كرمه، بل بسعر الساعة التي يرتديها، ولم تعد المرأة تُحترم بطيبتها وحكمتها، بل بعدد الحقائب الفاخرة التي تمتلكها!

ضغط السوشيال ميديا.. الجنة الزائفة!

منصات مثل إنستجرام وتيك توك جعلت الحياة تبدو وكأنها سباق لا ينتهي بين الأزواج: من يسافر أكثر؟ من يشتري أغلى؟ من يعيش حياة الرفاهية؟ المشكلة أن الكثير من هذه الصور مزيفة أو على الأقل غير دائمة، لكن البعض يعتقد أن هذه هي “الحياة الحقيقية”، فيقع في فخ المقارنة المستمرة، مما يولد الإحباط والاستياء بين الزوجين.

التفاخر على حساب الاستقرار

بعض النساء أصبحن يعتبرن الهدايا الغالية والمشتريات الفاخرة دليلًا على الحب والتقدير، وإن لم يستطع الزوج تلبية هذا النمط من الإنفاق، فقد يُتهم بالتقصير أو عدم الحب، مما يخلق فجوة كبيرة بين الطرفين. بعض الرجال أيضًا يقعون في نفس الفخ، فيسعون لإبهار زوجاتهم ماديًا حتى لو كان ذلك على حساب الاستدانة أو الإرهاق المالي.

كيف تدمر شهوة الشراء الزواج؟
    •    الضغوط المالية: محاولة مواكبة نمط حياة استهلاكي قد يؤدي إلى الديون والخلافات حول المصروفات.
    •    الإحساس بعدم الرضا: الزوجة قد تشعر بالإحباط إذا لم تحصل على مستوى الرفاهية الذي تراه حولها، والزوج قد يشعر بأنه غير مقدَّر إذا لم يستطع تحقيق هذه التوقعات.
    •    فقدان القيم الأساسية: الحب الحقيقي يقوم على التفاهم والاحترام، وليس على سعر الهدايا أو ماركات الملابس.

الحل؟ العودة إلى الأصل!
    •    التفاهم المالي بين الزوجين ووضع ميزانية واقعية.
    •    التركيز على الذكريات بدلًا من الماديات، فالسعادة الحقيقية تأتي من اللحظات الجميلة وليس الأشياء الباهظة.
    •    إعادة تقييم الأولويات: هل نحن نعيش من أجل إبهار الآخرين أم من أجل سعادتنا الحقيقية؟

وأخيرًا… هل أنت ضحية المظاهر؟

إذا كنت تجد نفسك تسعى دائمًا وراء شراء الجديد لمجرد التفاخر، أو تشعر بالإحباط لأنك لا تملك ما يملكه الآخرون، فقد حان الوقت لمراجعة حساباتك. الحياة لا تُقاس بعدد المشتريات، بل بمدى الحب والرضا الحقيقي الذي نعيشه.

السؤال الأهم: هل أنت سعيد بحياتك أم فقط تحاول أن تبدو سعيدًا أمام الآخرين؟

اضف تعليقك على المقال