مأساة كوميدية على ٣٠ حلقة بدون فواصل إعلانية

رمضان… الشهر اللي دايمًا بيتقال عليه إنه شهر الروحانيات والصلاة والتقرب من الله…
لكن الحقيقة في البيوت المصرية إنه شهر المواجهة الحاسمة بين الأمهات وأولادهم…
شهر الأرز باللبن المغمس بدموع الدروس… والكنافة اللي بتتاكل على صوت تهديدات المذاكرة…

يصيغ تفاصيلها الكاتب : أشرف محمدين

⸻

المشهد الأول: قبل الفطار بساعة… بطولة “ماما الدكتورة”

الأم واقفة في المطبخ… ماسكة المغرفة بإيد… والمعلقة الخشب بالإيد التانية…
وشعرها منكوش كأنها خارجة من معركة تحرير القدس…
تلاقي الابن داخل:
— ماما… هو أنا ممكن أفطر قبل ما أراجع العلوم؟
— تفطر إيه يا حبيبي! ده إنت اللي هتتحط في الفرن مع صينية البطاطس لو ما ذاكرتش!

في الوقت ده الأم بتطبخ وتشرح في نفس الوقت:
— “شايف يا حبيبي… البروتين في الفراخ بيعمل إيه؟ بيبني العضلات!”
— “طب والنشويات اللي في الرز؟”
— “بتساعد على التركيز!”
— “طب وإنت؟ هتساعدني بقى وتذاكر؟!”
— “أنا هساعدك أغرف الشوربة يا ماما!”

⸻

المشهد الثاني: “ماما… مذاكرة بعد الفطار!”

الفطار خلص… السفرة اتشالت… وكل واحد دخل يريح إلا الأم…
الأم هي الوحيدة اللي بتكمل الماتش من غير استراحة…
تلاقي الابن داخل بالكراريس على صوت دعاء المسلسل:
— ماما… ممكن تذاكريلي؟
— يا حبيبي إنت مش كبير؟
— كبير في السن… صغير في الفهم يا ماما!

وتبدأ الملحمة…
الأم تذاكر وهو يتثاوب…
الأم تشرح وهو يبص على التلاجة…
الأم تقول:
— “الدرس ده مهم يا حبيبي!”
وهو يرد:
— “وأنا برضه مهم يا ماما!”

⸻

المشهد الثالث: “الساعة ٣ الفجر… ومكالمة أخيرة مع الكربوهيدرات!”

الأم بعد السحور قاعدة بتشرب الشاي وبتدعي ربنا يفك كربها…
فجأة الولد يدخل مفزوع:
— ماما… أنا مش فاهم الكربوهيدرات!
— كربوهيدرات إيه يا بني وإحنا لسه واكلين بلح بالكنافة؟!
— طيب أنا هسألك سؤال: النشويات دي بتعمل إيه؟
— بتساعد على التركيز يا ماما!
— طب ما تاكليلي طبق أرز بلبن عشان تركزي معايا!

⸻

المشهد الرابع ؛ التهديد بالبلايستيشن                       يابني تعبت قلبي مش ناوي تذاكر شوية بقي - يا ماما أنا لسه عايز اهضم أكلك الحلو و ده لازمه ماتش جامد بين برشلونه و ليفربول الاول - طب و حياة ابوك لو ما قعدت علي الكتاب دلوقتي لأكون مولعة في البلايستيشن ده قدام عينيك و هنا تلاقيه قام و طلع الكتاب و نط علي المكتب كله في حركة واحدة و في اقل من  ثانية            و في النهاية  - الام  المصرية في رمضان…
بتبقى وزيرة الداخلية… ووزيرة التموين…
والمُدرسة الخصوصية…
وفوق كل ده… بتكون أكتر حد بيحب ولادها… حتى لو شافتهم بيخربوا البيت وهي بتصلي التراويح! و تجدها تظل تدعي لهم بالنجاح و التوفيق و ربنا يعملهم الخير دايما