الكاتب : أشرف محمدين
في عالم كرة القدم، يتميز اللاعب المصري بسلوكيات فريدة من نوعها، تجعل كل مباراة مليئة بالمفاجآت والكوميديا. أولاً، دعونا نتحدث عن “التمثيل الاحترافي”. يملك اللاعب المصري موهبة فطرية في تحويل أي لمسة بسيطة إلى لحظة درامية تستحق جائزة “أفضل ممثل”. فمن لمسة قدم خفيفة أو تماس مع لاعب آخر، يتحول اللاعب إلى “ضحية”، يصرخ ويستلقي على الأرض كأنما تعرض لحادث سير، ليشعل أجواء الاستعراض في الملعب.
ثم يأتي الجزء الأكثر إمتاعًا، وهو احتفالات الأهداف. اللاعب المصري يعتقد، على الأرجح، أنه سجل هدفًا في نهائي كأس العالم. فتراه يقفز ويرقص، ويقوم بحركات متقنة، وكأن الملايين من الجماهير تتابع كل حركة منه بتوقيعها الفريد. والأمر لا يتوقف عند الركض نحو الزوايا أو رفع اليدين في الهواء، بل يتطور أحيانًا إلى “رقصة” خاصة أو إشارة تذكر الجميع بأفلام الأكشن. والسؤال هنا: هل هذه الحركات تليق بهدف واحد في مباراة دوري؟ الإجابة: بالتأكيد لا، ولكنها ببساطة جزء من سحر اللاعب المصري!
وبالحديث عن المشاعر العاطفية، فإن علاقة اللاعب المصري بكرة القدم لا تقل شغفًا عن أي قصة حب ملحمية. في كل لمسة للكرة، تُشعرنا أن اللاعب على وشك إعلان حب من نوع آخر. بمجرد أن تلمس قدمه الكرة، يبدأ في إظهار تعبيرات من الحب والاندفاع وكأن الكرة هي مصدر حياته. أحيانًا يتوقف لحظة، يلتفت للجماهير ويبتسم بتلك الابتسامة التي تشبه ابتسامة العاشق الذي ينظر إلى حبيبه للمرة الأخيرة.
وإذا انتقلنا إلى الجانب الفني في الملعب، فلا بد من ذكر اللاعب “المنفصل”. هذا اللاعب هو الذي يتجاهل تمامًا تعليمات المدرب ويقرر أن يلعب كما يشاء. التوجيهات التي تقدم له تصبح وكأنها “نصيحة عابرة” أو مجرد مقترحات لا داعي للالتزام بها. قد تشاهد اللاعب وهو يمرر الكرة بطريقة مختلفة تمامًا عن المتوقع، أو يقوم بمراوغة غير ضرورية، يصر على اتخاذ القرار الذي يراه مناسبًا، حتى وإن كان خطأ واضحًا.
وما يزيد الطرافة هو الحديث العجيب مع الحكم. اللاعب المصري لديه قدرة خاصة على التفاوض مع الحكم بطريقة تكاد تكون كوميدية. تبدأ المحادثة عادة بإشارة إلى “الظلم التاريخي” الذي وقع عليه، ليضيف في النهاية بعض العبارات الرنانة مثل “يا كابتن، يعني أنا مش شايف الحاجات دي؟!” وكأن حكم المباراة هو “الدليل الوحيد” في عالمه، بينما هو في الحقيقة ربما يكون أكثر شخص يحتاج للمراجعة في تلك اللحظة.
وأخيرًا، لا يمكننا أن ننسى الروح الجماعية التي تتحول في بعض الأحيان إلى “أداء مسرحي”. في كل مباراة، تجد اللاعبين يتقاسمون اللحظات العاطفية معًا، يتشابكون ويتعانقون في كل لحظة فوز، ولكنهم في نفس الوقت قد يتحولون إلى “أبطال فرديين” في لحظات الخسارة. فلا يوجد شيء اسمه “مشاركة المسؤولية” عند اللاعب المصري، خاصة إذا كانت الخسارة قد جاءت بسبب خطأ فردي!
هكذا يصبح اللاعب المصري في الملعب بطلًا دراميًا وكوميديًا في آن واحد، يجذب الانتباه بأدائه وحركاته التي تبقى محفورة في الأذهان.
اضف تعليقك على المقال