يمن اتحادي هو منصة إخبارية رقمية رائدة تسعى لتقديم تغطية شاملة وعميقة للأحداث الجارية في اليمن، مع التركيز على تقديم صورة واضحة وموضوعية للأوضاع السياسية والاقتصادية والاجتماعية في البلاد

اليمن.. جراح الحرب وآمال المستقبل

عبدالسلام الدباء

 

الكاتب : عبد السلام الدباء*

على مدى سنوات طويلة عاش اليمن تحت وطأة الحرب والانقسام، وتحولت البلاد إلى ساحة صراع ألقى بظلاله الثقيلة على كل جانب من جوانب الحياة، ولم تكن الحرب مجرد صراع عسكري فقط، بل كانت أيضاً معركة إقتصادية وإجتماعية أثرت بشكل عميق على حياة الملايين من اليمنيين، حيث تحولت بعض المنشاءات إلى أنقاض وتدهورت البنية التحتية، وانهارت الخدمات الأساسية مثل الصحة والتعليم، مما أدى إلى تفاقم معاناة المواطنين بشكل كبير.

ومن الناحية الاقتصادية، أدت الحرب إلى تدمير الاقتصاد اليمني الذي كان يعاني بالفعل من الضعف قبل الصراع، كما انخفضت قيمة العملة المحلية بشكل حاد، وارتفعت أسعار السلع الأساسية إلى مستويات قياسية، مما جعل الحصول على الغذاء والدواء أمراً صعباً للغاية بالنسبة للكثيرين، وتسببت الحرب في توقف العديد من المشاريع التنموية، وفقدان آلاف الوظائف، مما زاد من معدلات البطالة والفقر وأصبحت الأسر اليمنية تعاني من انعدام الأمن الغذائي، وبات الكثير من الناس يعتمدون على المساعدات الإنسانية للبقاء على قيد الحياة.

على الصعيد الاجتماعي أدت الحرب إلى تفكك النسيج الاجتماعي، حيث فرقت الصراعات العائلات والأصدقاء وخلقت انقسامات عميقة بين أفراد المجتمع، كما أدت إلى انتشار العنف والجريمة، وأصبحت الحياة اليومية للناس مليئة بالمخاطر وعدم الاستقرار، بعدما غابت المعايير واهملت شروط ومؤهلات تولي الوظائف العامة، واصبح معيار الولاء هو الاساس لتولي أي وظيفة حتى وان لم تتوفر في شاغرها اي قدر من الخبرة والكفاءة، وهذه المفارقات توضخ بشكل جلى الى اي مدى من التدهور الذي وصل اليه حال البلاد.

ومن الجانب الآخر، فإن المجال الصحي قد شهد تراجعاً كبيراً في مستوى تقديم الخدمات الصحية وتوفير الأدوية، وذلك بعدما تقلص دور المرافق الصحية الحكومية وتلاشى الدعم الحكومي المقدم لدعم الخدمات الصحية ودعم أسعار الأدوية، وما تلى ذلك من ارتفاع باهض في تقديم الخدمات العلاجية في المنشآت الصحية التجارية (الخاصة) والارتفاع الكبير أيضا في تكاليف وأسعار الأدوية الضرورية؛ وهو الأمر الذي أسفر عن تحول أعمال وأنشطة المجال الصحي في عموم البلاد من كونها خدمة عامة إلى سلعة وتجارة تسعى إلى تحقيق الربح قبل أي قيم إنسانية أخرى.

واليوم.. وعلى الرغم من كل ما تقدم ذكره من المشاكل والتحديات، فإن أبواب الأمل ما تزال مشرعة، ولا يزال هناك ضوء في نهاية النفق.. فالشعب اليمني عموماً، وشباب اليمن على وجه الخصوص مازالوا يتمتعون بإرادة قوية وعزيمة لا تلين برغم كل أنواع المعاناة، ومازال الأمل فيهم كبيراً ويزداد اتساعاً كل يوم من أجل تغيير هذا الواقع عن طريق ابتكار الحلول وتقديم المعالجات والمبادرات الطموحة التي تهدف إلى استشراف آفاق المستقبل وبناء اليمن الجديد الذي يتسع لكل أبنائه ويلبي كل آمالهم وطموحاتهم النبيلة في الأمن والاستقرار والسلام والوحدة والعدالة والتنمية الشاملة.

___
*مستشار وزارة الشباب والرياضة

اضف تعليقك على المقال