يمن اتحادي هو منصة إخبارية رقمية رائدة تسعى لتقديم تغطية شاملة وعميقة للأحداث الجارية في اليمن، مع التركيز على تقديم صورة واضحة وموضوعية للأوضاع السياسية والاقتصادية والاجتماعية في البلاد

لا للتغريب.. ثورة 11 فبراير

شعيب الاحمدي

 

الكاتب: شعيب الأحمدي 

ونحن على أعتاب الذكرى الرابع عشرة لثورة 11 فبراير المجيدة، هناك محاولات عبثية لتغريب هذه الثورة، منذ منتصف العشرية الأولى، حيثُ بلغ انحطاطُ الساسة والمثقفين المناهضين لها ذروتهم، فراحوا يروّجون للدماء والقتل، محمّلين الثورة الشعبية السلمية مسؤولية التغيرات اللاحقة.

من الطبيعي أن نخوض هذا العراك الوطني ضد الإمامة بعد ثورة الشباب السلمية. ولو عدنا قليلًا إلى الوراء، فسنجد أن الثورة الدستورية عام 1948م كانت نقطة تحول كبيرة، إذ ولّدَت وعيًا شعبيًا قاد لاحقًا إلى ثورة 55م في تعز، ثم تسلسلت الأحداث حتى اندلاع ثورة 26 سبتمبر المجيدة. وكما حدث صراع سياسي داخل الصف الجمهوري حينها، إلا أن الثورة انتصرت في النهاية، وكانت الوحدة اليمنية إحدى ثمارها.

أما من يلقي باللوم على ثورة 11 فبراير فيما يحدث اليوم، فهو شخص منحط فكريًا. الثورة نجحت، والجميع يعلم ذلك، وشواهد مخرجات المؤتمر الوطني كثيرة، لولا الثورة المضادة وخلافات الثوار اليمنيين على المناصب.

يجب ألا ننسى جميعًا أن ثورة 11 فبراير 2011م، كانت محور تغيير في أعماق التاريخ اليمني المعاصر، و امتدادًا وطنيًا وتاريخيًا لثورتي سبتمبر وأكتوبر المجيدتين، اللتين تحطمت أمامهما مشاريع فارس، وتأكيدًا لما قاله أبو الأحرار محمد محمود الزبيري: "لن يصلح اليمن إلا بثورة تقضي على الاستبداد والجهل والتخلف." وثوار فبراير اليوم هم من يدقون حديد الإمامة الحوثية الجديدة، المكبل لأيادي اليمنيين في ميادين الوغى.

كانت سرديةُ الثورة قائمةً على الحرية والتعبير والديمقراطية، ولذلك خرج الثوار بصدور عارية، حاملين راية السلمية، وبهذا حققوا انتصاراتٍ ثوريةً عظيمةً عبر وقفاتهم الجماهيرية في وجه الظلام. وكل الثورات السلمية تمثل انطلاقةً لحياة جديدة للشعوب، وثورة 11 فبراير كانت انطلاقةً جمهوريةً ضد كل أنواع الصنميات والأوثان البشرية، سواء الفردية أو الأسرية أو السلالية، التي تمجدها الإمامة الحوثية اليوم، وضد أعتى الأنظمة الديكتاتورية.

الثورات السلمية هي طوق نجاة الشعوب إلى الحرية، ولمن يتساءل: لماذا خرج الثوار في 11 فبراير؟ نرد عليه بما قاله، عبدالله السلال: 
"الثورة جاءت لتخلص الشعب من العبودية والفقر والجهل، ولن تتوقف حتى تحقق أهدافها كاملة."

فالحرية حق مكفول للجميع، وعندما تُقيد، لا وسيلة لاستعادتها إلا بالثورة التي تحطم صنمية الطغاة، وهكذا كانت ثورة الشباب السلمية، "لا يمكن لليمن أن يتقدم إلا بالخلاص من الاستبداد والجهل والفقر". علي عبدالمغني.

اضف تعليقك على المقال