يمن اتحادي هو منصة إخبارية رقمية رائدة تسعى لتقديم تغطية شاملة وعميقة للأحداث الجارية في اليمن، مع التركيز على تقديم صورة واضحة وموضوعية للأوضاع السياسية والاقتصادية والاجتماعية في البلاد

الحوثي.. آلةُ جريمةٍ تتنفس الخراب

صهيب المياحي

 

الكاتب : صهيب المياحي 

لم يعرف الحوثي من الدين إلا قشره، ولا من الإنسانية إلا استغلالها كقناع. جاء كطاعونٍ لا يحمل في جوفه إلا الخراب، اجتاح اليمن كقاطع طريقٍ متعطشٍ للدم، وكأن وجوده مرهونٌ بتمزيق هذا الشعب وإذلاله. لم يدخل أرضنا كمنتمٍ، بل كغازٍ متوحش، يقتحم البيوت كأنها مغنمه، وينهش أرزاق الناس كذئبٍ جائع، يتلذذ بامتصاص دماء اليمنيين، ويعيد إنتاج الجريمة كما لو أنها جزءٌ من تكوينه.

هذا القاتل لا يرى في اليمنيين إلا خزائن مفتوحة للنهب، لا يتذكر وجودهم إلا حين يقرر سرقتهم، وحين تمتد يداه القذرتان إلى جيوبهم، يتدثر برداء الدين، يتقمص دور الواعظ، يتحدث عن الزهد فيما يبتلع خيرات البلاد كوحشٍ مفترس. لم يشهد التاريخ لصًا بهذه الوقاحة، ينهب القوت من أفواه الجوعى، يسرق ما في الأيادي، ثم يرفع رأسه إلى السماء متظاهرًا بأنه يؤدي فرضًا شرعيًا.

الحوثي ليس مجرد قاتل، بل آلة جريمةٍ متكاملة، يدّعي المظلومية وهو يسفك الدماء، يتحدث عن العدالة وهو يمارس أقذر أشكال القهر، يرفع شعار "الموت لأمريكا" بينما يغرس خنجره في خاصرة اليمن. هذه العقلية الطفيلية ليست انحرافًا، بل امتدادٌ لتراثٍ دموي، تاريخٌ طويلٌ من السطو والابتزاز والاحتيال. منذ الأزل، لم يكن السلالي سوى ناهبٍ، يتربص حين يزرع اليمني، ويظهر عند الحصاد ليأخذ ما لا يستحق، يتوارث السرقة كما يتوارث الأسماء، وكأن نهب اليمنيين جزءٌ من طقوسه المقدسة.

لكن هذه المعادلة يجب أن تتحطم، فكل ريالٍ يصل إلى يد الحوثي هو رصاصةٌ جديدةٌ في قلب اليمن، كل تهاونٍ معه هو إطالةٌ لعمر جريمته، كل صمتٍ عنه هو شهادة زورٍ تُمنح لهذا السفاح. هذه ليست مجرد معركةٍ عسكرية، بل حربٌ وجودية، صراعٌ ضد سرطانٍ متجذر، لن ينتهي إلا باستئصاله، تمامًا كما تُباد الأوبئة قبل أن تلتهم الجسد.

اضف تعليقك على المقال