ارسال بالايميل :
1746
محمد قشمر
تتفاقم المشاكل الدولية والصراعات وتشتعل الحروب بشكلٍ كبير وكأنها تأتي في أطر ٍ مرتبةٍ، ورغم ان منظمة الأمم المتحدة وجدت عقب انهيار عصبة الأمم بسبب عدم قدرتها على حفظ الامن والسلم الدوليين والذي كان السبب الرئيسي فيها عدم قدرته على فرض ذلك الامن وذاك السلم على الدول التي ترى نفسها استثناءً بين الدول.
اندلعت الحرب العالمية الثانية التي حصدت معها أرواح عشرات الملايين من البشر.
اشتعلت ايضاً قارة افريقيا السمراء بحروبٍ طاحنة دائمة كان الغرب هو المنتصر فيها رغم ان الحرب كانت إما داخلية او دولية وكانت هذه الحروب في ظل وتحت نظر الأمم المتحدة التي ما استطاعت ان تقدم الكثير، واتذكر جيدا الحرب الاهلية البشعة الرواندي والتوتسي والقتل على الهوية وكيف ان الولايات المتحدة الامريكية كانت تبحث فقط عن مصالحها وكيف تحافظ عليها (أمريكا ليس لها أصدقاء بل لديها مصالح) كان هذا رد قوي من شخصية مسؤولة في الخارجية الامريكية لصديقتها التي قالت انه أهلها يبادون. هذه حقائق نعرفها لكنا نتجاهلها.
هنري كاسنجر وزير الخارجية الأمريكي (1973-1977) ومستشار الامن القومي في حكومة نيكسون يقول (ليس من مصلحة الولايات المتحدة أن تحل مشكلة العالم لكن من مصلحتها أن تمسك بخيوط المشكلة وتحرك هذه الخيوط حسب المصلحة القومية الامريكية)، هذه هي قواعد اللعبة عندهم.
ما زلنا متمسكين بحبل أمريكا التي تلعب أيضا ً في سوريا كما تلعب في الخليج العربي واليمن وتحاول ان تكون لاعباً مميزاً في حصد أكثر فائدة ممكنة، والقوانين الدولية تنظم علاقات الدول بعضها ببعض كما ان منظمة الامم المتحدة لديها ما يكفي من المواثيق التي تجعلها قادرة على حفظ الامن والسلم الدوليين الذين اصبحا أداة لتحقيقي مصالح دول على حساب دول، الفصل السابع واستخدام الاجراءات الزجرية يتم تنفيذها عندما يجدون انها تجدي نفعاً لهم ، القرارات الدولية الصادرة بحق اليمني ايضاً من اجل السلم والامن الدوليين الذي ما زال مُهدداً بسبب التلاعب بتلك القرارات والشعوب، لم تحسم الحرب في اليمن بسبب الرغبة الجامحة للغرب ببقاء تلك الحرب مشتعلة ضاربين بكل القرارات الدولية عرض الحائط، اصبح تغذية الصراعات وبناء الميليشيات المسلحة جزء من اللعبة هو من خلف الستار والوكلاء علناً لكن الوكلاء يستندون على صداقاتهم مع بريطانيا وامريكا ، وانا اثق ان اولئك الاصدقاء سيحركون الملفات التي يحتاجونها بسب انتهاكات حقوق الانسان في اليمن ودعم الارهاب وتمويله وغيره لاستخدامها ايضا ليس لأجل الانسانية المكسورة في اليمن بل ايضا لتحقيق مصالح خارج نطاق الانسانية.
هناك تنسيق مخيف بين الأصدقاء الامريكان والبريطانيين في تحقيق مصالحهم لهذا يوجدون دائماً الأسباب غير المقنعة لنا والتي يجب ان نرضى بها كما يسخرون الاقرباء لتحقيق مصالحهم على حسابنا.
ما حدث في جنوب اليمن الحبيب في عدن وابين وما كان يحدث وما به من انتهاك وكسر واضح لكل المواثيق الدولية يؤكد ان الداعم الظاهر يحظى بغطاء دولي يدعمه من تحت الطاولة لأنه سيتخلى عنهم مثلما هم تخلوا في لحظة عن عملائهم في الانتقالي، ليبقى المجتمع الدولي ومنظمة الأمم المتحدة والامن والسلم الدولي اكذوبة نحن ملزمون بتصديقها.
اضف تعليقك على المقال