يمن اتحادي هو منصة إخبارية رقمية رائدة تسعى لتقديم تغطية شاملة وعميقة للأحداث الجارية في اليمن، مع التركيز على تقديم صورة واضحة وموضوعية للأوضاع السياسية والاقتصادية والاجتماعية في البلاد

المتابعون.. ليسوا جميعاً على نفس الموجة

عبدالسلام الدباء

 

الكاتب : عبدالسلام الدباء*

في عصر شبكات التواصل الاجتماعي، نميل أحياناً إلى الافتراض بأن جميع مستخدمي هذه المنصات يتمتعون بالمستوى نفسه من الوعي التقني والخبرة في التعامل ولكن الواقع قد يصدمنا؛ فهناك شريحة كبيرة من المتابعين المتخلفين (المتأخرين) تقنياً الذين يفتقرون إلى الفهم الصحيح ويظهرون جانباً من ضيق الأفق أو النقص في مقدار الوعي في عالم الإعلام الاجتماعي..

إن هذا التباين قد يكشف درساً يومياً يمكن أن نتعلمه مع الوقت فليس كل من على شبكات التواصل الاجتماعي يمتلك الأدوات ذاتها لفهم الرسائل أو تفسيرها كما نرغب، وقد تزداد المشكلة تفاقماً عندما يدير بعض وسائل التواصل هذه، شخصيات تفتقر إلى الحكمة والإنصاف وإلى اتساع الأفق واتساع الصدور، وهنا نجد أن بعضهم قد يرى الأمور بعين النية الطيبة، بينما آخرون قد يفسرونها بسوء الظن أو بناءً على مواقفهم الشخصية ومعتقداتهم وقناعتهم التي لاينبغي أن يفرضوها على الآخرين بمبدأ الإجبار..

إن هذا التنوع في الفهم والتجارب والقناعات، يُحتّم علينا اليوم كمستخدمين ومؤثرين في شبكات التواصل الاجتماعي، أن نتعامل بحذر وإدراك واعٍ تجاه بيئة الوسيلة المستخدَمة وتجاه منتسبيها، وأن ندرك أن الرسائل التي نرسلها تحتاج إلى صياغة واضحة ومرنة تُراعي اختلاف الجمهور، فالرسالة التي تبدو بسيطة ومباشرة بالنسبة لك، قد تكون معقدة أو قد يُساء فهمها من قِبل أشخاص آخرين..

لقد بات من الضروري في عالم شبكات التواصل الإجتماعي اليوم، أن نهتم جيداً بفهم طبيعة الجمهور المتلقي، والذي يُعتبر ركيزة أساسية لتحقيق الإتصال الفعال والمؤثر، وذلك لأنه لا يقتصر فقط على توصيل الرسائل بشكل صحيح، بل يتطلب أيضاً التفاعل بحساسية تجاه ردود الأفعال المختلفة واحترام وجهات النظر المتنوعة..

من المهم أن ندرك أن شبكات التواصل الإجتماعي لم تعد مجرد منصات للتواصل العابر؛ بل أصبحت ساحات حوار وتبادل ثقافي وإجتماعي مؤثر، وإذا لم نضع هذا الأمر في عين الإعتبار، فإننا قد نخاطر بأن تظل رسائلنا حبيسة سوء الفهم أو تضيع وسط الضوضاء الرقمية، أو أنها قد تخضع للتفسيرات الخاطئة من قِبل بعض سيئي النية أو المتخلفين تقنياً في عالم التواصل الاجتماعي الواسع..

إن مهارات الإتصال الإجتماعي الفعال، ليست مجرد كلمات تُقال، بل إنها مهارات مميزة وفن قائم على المعرفة الشاملة بطبيعة الجمهور المستهدَف وإحترام إختلافاتهم، والإدراك بأن المتابعين ليسوا جميعاً على نفس الموجة، وهذا الأمر في غاية الاهمية، من أجل ضمان أن تصل رسائلنا إليهم صافية وخالية من التشويه أو التحريف.. وبهذه الطريقة (لن نكون ضحيةً للمتخلفين تقنياً) ويمكن لنا أن نبني جسوراً حقيقيةً من الفهم والتواصل في عالم بات أكثر تعقيداً..

ملاحظة أخيرة: يُقصد بمصطلح (المتخلفين تقنياً) بعض المتابعين المتأخرين عن فهم المهارات الواعية للتعامل مع شبكات التواصل الاجتماعي وليس مقصوداً بهذا المصطلح أي نوع من الإساءة أو القدح والتجريح لأيٍّاً كان.. ولذلك لزم التنويه.
 
__
* مستشار وزارة الشباب والرياضة

اضف تعليقك على المقال