يمن اتحادي هو منصة إخبارية رقمية رائدة تسعى لتقديم تغطية شاملة وعميقة للأحداث الجارية في اليمن، مع التركيز على تقديم صورة واضحة وموضوعية للأوضاع السياسية والاقتصادية والاجتماعية في البلاد

ياليت تشطبها حضرموت

عمر الحار

 

الكاتب : عمر الحار 

لحضرموت تقديراتها الخاصة في حسابات تعاطيها مع استجابة الرئاسي لمطالبها ، الذي لم يترك من حجة قائمة  لاعذارها ، محققا اعلى درجات من المسؤولية الوطنية تجاهها على الرغم من كثرة الذرائع الممكن ان يرميها على عاتق المرحلة ، هروبا او مراوغة من نيل حضرموت لحقوقها المشروعه المحركة لنضالها الاجتماعي و المدني لاكثر من نصف عام ، امتدادا لتجديد ارث تطلعاتها التاريخية المستعصية على التحقيق منذ الاستقلال . ليكسب الرئاسي سبق القصب في تمكين حضرموت منها في مرحلة فاصلة من التاريخ السياسي المعاصر لليمن . قد يكون لها حضورا في العقلية الحضرمية ، او غيابا عنها نتيجة لقصور تفكيرها في كثيرٍ من القضايا الداخلية العاصفة بها غير ملقية بالا لها و لا مستوعبة جدية مخاطرها الماثلة امامها . على كثرت الملاحظات الممكن ان أخذها على صعيد واقع الازمة و مستقبلها ، في ظل غياب تفكيرها الاستراتيجي الواضح ، مكتفية بتفاعلاتها في البوتقة  الاعلامية  و بالذات الاكترونية منها ، الذي ربما  تتسبب بصورة او اخرها في ارباك قدرة استيعابها المثالي للموقف الحضرمي العام الفاقد لجانبه الروحي كواجهة مثلى لحضرموت ، وغياب الثقل  لرأس مالها  اللذان  يمثلان جوهر قوتها الناعمة و طابعها الحضاري الراسخ في التاريخ و الاذهان .
وربما غفلت حضرموت عن استخلاص العبرة من ترهيب الحزب ، و ترغيب الوحدة راغبة في الاثنين معا ، متجاهلة حجم الضريبة المكرهة على دفعها في حالة النكران المبين لهما . فهناك اجحاف و مظالم حزبية نالتها كغيرها  من محافظات الجنوب ، وهناك انصاف وحدوي واضح احياها من العدم . رغم توالد وتباين قناعتها في الحالتين .
و يمثل ظفر حضرموت بالمصفوفة الرئاسية الملبية لمطالبها الحقوقية ، تكريسا لمكانتها الكبيرة في حاضر ومستقبل اليمن ، ايٌا كان نظامه السياسي القادم ، مما يتطلب الاستماتة في تحقيقها و العض عليها بالنواجد ، عملا بمقولة مالا يدرك كله ، فلا يترك جله . 
ونتمى على حضرموت ان تعرف كيف تجبر ضررها الداخلي بالسمو على الصغائر ، مستلهمة فلسفة وحكمة البيت الشهير (و دواني بالتي كانت هي الداءُ ) ، وذلك بالعمل على شطب البند السادس والسابع من نتائج لقاء السبت الذي ضم مراجعها القبلية والاجتماعية في الهضبة الداخلة اليوم في صناعة تاريخ تحولاتها السياسية الجديدة ، استدراكا لضررها البالغ  والعميق عليها ، باعتبارها صاعق تشظيها المنتظر لو قدر الله .

اضف تعليقك على المقال