الكاتب : عماد الدين الغزالي
- في خضم التحديات الكثيرة التي تواجهها محافظة تعز، يبرز سؤال جوهري: كيف يمكن بناء الدولة من تحت ركام الحرب؟
فالمحافظة التي عانت من ويلات الصراع، لم تكن سهلة في إعادة بناء مؤسساتها، خاصة بعد أن تعرضت لانتكاسات كبيرة على يد الحوثي وعلي صالح.
بفضل تضحيات أبناء تعز وصمودهم، بدأ المشروع الكهنوتي الفارسي العفاشي يتلاشى، ليصبح جزءًا من الماضي.
اليوم، تسير تعز بخطى ثابتة نحو إقامة جيش وأجهزة أمنية حديثة، على الرغم من شح الدعم وغياب التعزيزات الخارجية.
وفي هذا السياق، لا يمكن إنكار النجاح الأمني الذي تحقق، حيث بدأت الأجهزة الرسمية في تغيير واقع المدينة، رغم حالة الاحتقان السياسي والنزاعات الداخلية التي تعصف بها.
الصحوة الشعبية والإعلام النشط في تعز يمثلان نقطة قوة كبيرة، لكن من الضروري توجيه هذه الديناميكية نحو دعم الأمن، بدلاً من مهاجمته، فالتظاهر ضد التقصير الأمني يجب أن يكون مدروسًا، لتفادي الوقوع في فخ الدعاية الحوثية التي تهدد استقرار المدينة.
تتطلب المرحلة الحالية تكاتف الجهود مع الأجهزة الأمنية، التي يجب أن تتبنى عقلية الدولة في معالجة القضايا الراهنة، بعيدًا عن أي تماهي مع الخارجين عن القانون، حتى وإن كانوا من داخل المؤسسة.
فالتعامل بحزم مع الخارجين عن القانون هو السبيل الأمثل لضمان الأمن والاستقرار.
وفي هذا السياق، تُعد الأطراف السياسية مطالبة بتسليط الضوء على قضايا الأمن بدلاً من الانغماس في المناكفات الحزبية التي تعرقل هذه الجهود.
ومما يثير القلق أن تعز تُعتبر اليوم مجرد ورقة في يد المفاوضات السياسية، مما يُنذر بإعادة تدوير نخبة فاسدة تستغل نضال المدينة.
فبعض الشخصيات التي تتواجد في السلطة المحلية، والتي من المفترض أن تكون في مقدمة الصفوف للدفاع عن مصالح المدينة، قد تماهت مع الفساد المالي والسياسي والإداري، مما أدى إلى ضعف تعز وتأخرها عن ركب التحرير المتكامل والبناء.
لذا، فإن الطريق أمام تعز ليس مفروشًا بالورود، بل مليء بالتحديات التي تتطلب التفاف الجميع حول أهداف مشتركة.
و الأمل في بناء دولة حقيقية يتطلب منا جميعًا أن نكون على قدر المسؤولية، ونحذر من الخلايا السُلالية التي تسعى لتقويض الجهود.
فتعز، بكل ما تمثله، هي مفتاح استعادة الدولة، ومن يسيطر عليها يتحكم بمسار الأحداث اليمنية، مما يستدعي تكاتف الجهود لضمان استقرار المدينة وبناء مستقبل أفضل
اضف تعليقك على المقال