الكاتب : أ.د محمد النظاري
اللقاء التلفزيوني الذي أجراه الزميل محمد الشومي مع المرشح الوحيد لرئاسة الإتحاد اليمني لكرة القدم الشيخ أحمد العيسي في قناة اليمن الفضائية، بالتأكيد حظي بمتابعة كبيرة، ليس فقط من مؤيديه، بل قد يكون من تابعه من معارضيه أكثر ممن يؤيده.
الرئيس المنتهية ولايته هو حديث الشارع خلال هذه الفترة، وتحديدا منذ الإعلان عن اقامة الانتخابات في ال٣٠ من نوفمبر ٢٠٢٤م، قبل أن يتم تأجيلها إلى ال ٩ من ديسمبر ٢٠٢٤م، ولكونه حديث الشارع الرياضي بشقيه، فلا غرابة أن تتسلط الأضواء على ما دار في اللقاء التلفزيوني.
من خلال هذا المقال سنحاول قراءة أهم النقاط التي احتواها اللقاء، والذي أكد فيه المرشح لرئاسة الاتحاد، بأن الاتحاد هو المؤسسة الرياضية الوحيدة التي حافظت على وحدتها وإقامة النشاط داخليا وخارجياً، وهي نقطة مهمة تصب في صالحه، نظرا لصعوبة المرحلة والتي ظل فيها الإتحاد متماسكا، وساعده في ذلك تعاون غالبية الأندية لادراكها أن بقاء الإتحاد موحدا تحت المظلة الوطنية، هو في صالح كرة القدم اليمنية.
في اللقاء اعترف بأن هناك من يسعى لإفشال عمل الاتحاد، مرجعا عدم نجاح ذلك لكون الاتحاد يعتمد على جمعية عمومية حريصة على إنجاح الرياضية اليمنية، ولعل تركيبة الجمعية وفق انتخابات ٢٠١٤م ساعد كثيرا في ذلك.
النقطة المهمة التي جاءت في اللقاء كانت ردا على تساؤلات الكثيرين حول عدم إقامة انتخابات الاندية قبل مجلس الإدارة، لتنتج جمعية عمومية جديدة، حيث أكد مخاطبة الإتحاد الوزارة بإجراء انتخابات الأندية واعتذروا بسبب الأوضاع، وباركوا إجراء الانتخابات بحسب مطالب الفيفا، وبذلك يكون بقاء الحال على ما هو عليه من حيث الجمعية العمومية، بسبب عدم استعداد الوزارة لإقامة الانتخابات.
وأرى أنه من الطبيعي عدم إقامة الانتخابات في أندية تتوزع جغرافيا بين وزارتين، فهذا الأمر يحتاج لاتفاق سياسي أكثر منه رياضي.
أكد في اللقاء بأن الانتخابات ستقام في موعدها يوم 9 ديسمبر، مستبعدا أي تأجيل آخر، وأن الفيفا تكفل بكافة نفقات اجتماع الجمعية العمومية، مما يعني مباركته لها.
لعل الأمر بال 17 مليون دولار التي يحتجزها الفيفا (نظرا لعدم اقامة الانتخابات) فقد أكد بأن الفيفا وعد باطلاقها بعد إجراء الانتخابات، وأي مجلس إدارة سواء يقوده العيسي أو غيره، سيعمل جاهدا على الاستفادة من المبلغ، ويبقى المحك في كيفية الاستفادة المثلى له.
بثقة كبيرة قال : نرفض أي تدخل في شؤون الاتحاد، وهو مطلب الفيفا، وفعلا أثبتت التدخلات مضارها أكثر من نفعها قي كثير من الدول.
تطرق عن مقاطعة الانتخابات، وأنها من وجهة نظره مجرد زوبعة إعلامية، ولعل مشاركة الأندية التي أعلنت المقاطعة ولديها مرشحين لخوض الانتخابات، يؤكد وجهة نظره.
اللجنة الأولمبية بحسب قوله، أجرت انتخاباتها خارج اليمن ولم يتحدث أحد، وهو أمر واضح وجلي، ومع أني من المؤيدين لإقامة الانتخابات داخل الأراضي اليمنية، ولكن كلامه يحمل سؤالا وجيها، لماذا حلال على اللجنة الأولمبية إقامة الانتخابات خارج اليمن وحرام على غيرها؟!!.
في الموضوع المتعلق بتطبيق العقوبات، فقد كان صارما، بأنهم طبقوا العقوبات بحق الأندية المقاطعة، واذا استمرت مقاطعة الأندية سنتخذ المزيد من العقوبات، والتجربة أثبتت أنه فعلا سيعملها مجددا مع نفس الأندية أو غيرها.
أكد أنه من المفارقات أن البعض يقاطع نشاط الاتحاد وفي نفس الوقت يعترض على إجراء الانتخابات، بمعنى أن الأندية المقاطعة تستطيع المشاركة عبر تشكيل تكتلات لتغييره، بدل الاعتراض مع عدم المشاركة.
واجأ تأخره في إعلان الترشح انتظارا لترشح شخصيات رياضية أو نجوم قدامى ولكن لم يتقدموا، وأحترم قناعاتهم، وهنا فعلا نتساءل كيف لمن يريد التغيير الا يكون هو أول المترشحين، وإن كان يرى أن عدم ترشحه يرجع لكون فوز العيسي مؤكد مسبقا، ففي هذا إقرار بأن هذه رغبة الجمعية العمومية الموجودة حاليا.
أنصف الوزارة في صنعاء، فما تقدمه من تسهيلات لإقامة المعسكرات والمسابقات الرياضية في العاصمة صنعاء، خاصة مع النشاط الكبير لرئيس فرع الإتحاد بأمانة العاصمة الأخ راجح القدمي، والوزارة والفرع يستحقان الإشادة بالجهود العي يبذلونها.
قال بأن اللجنة الانتخابية هي التي أقرت ملفات المرشحين وفق اللوائح والنظم، وهنا نستغرب كيف لرئيس نفس اللجنة، يخرج مستقيلا ويعلل ذلك بأمور لا تتفق والقرارات التي اتخذتها اللجنة تحت رئاسته؟!.
أكد بأن 60% من المندوبين تأكد حضورهم، وهو بذلك يبين كيف يسير الأمور بواقعية، فيما معارضوه يسيرونها بالأماني فقط.
المشكلة التي نعيشها تكمن في أن قراءة المشهد الانتخابي يرجعه كل شخص لرغباته، فمثلا من لا يريد العيسي يلغي تماما بأن الوضع الحالي بالجمعية العمومية تؤكد تفوق الرجل حتى لو نافسه شخص آخر، وكنت أفضل الا يتم استبعاد اي شخص حتى يكتمل مشهد المنافسة، مع أن المتقدمين ليسوا من الطراز الرفيع رياضيا.
بالمقابل فإن من يقف في صف الإتحاد يلغي تماما أحقية المعارضين في الانتقاد والشكوى لأي جهة حاكمة، كمحكمة الكأس، ويرون في ذلك تخوين، وهذا ليس في صالح الإتحاد الموجود حاليا أو مستقبلا.
ما معنى الذهاب لمحكمة كأس؟؟ تقديم اعتراضات مشفوعة بوثائق، والمحكمة بدورها تخاطب الإتحاد للرد عليها، والمخطابة ليست تهمة والرد ليس براءة، فبعد المخاطبة والرد، تدرس المحكمة وثائق كل طرف، لتصدر حكمها في آخر المطاف.
العيسي هو الرئيس القادم للاتحاد، وليس في هذا أدنى شك، يبقى الأمر المرتقب، هل سيكون هناك تغيير كبير في قوام النواب ومجلس الإدارة والأمانة العامة؟ كون التغيير مطلوب لما فيه مصلحة كرة القدم اليمنية.
لو كنت الرئيس الذي ضمن فوزه، سأترك المجال مفتوحا أمام الجمعية العمومية، من أجل اختيار من يرونه الاكفأ، دون أي تزكية.
نسأل الله تعالى التوفيق لكرة القدم اليمنية، وأن تبقى كما كانت موحدة وموحدة لكل الرياضيين.
اضف تعليقك على المقال