الكاتب : د هزم احمد*
تستعد العاصمة القطرية في نهاية نوفمبر اجراء الانتخابات المتعلقة باختيار رؤساء الاتحادات الرياضية لكرة القدم والاسماء المرشحة تدور حول رجل الاعمال اليمني ابراهيم السويدي عن صنعاء والشيخ احمد صالح العيسي الذي رأس الاتحاد منذ 2005 رجل الاعمال الاخر هاني الصيادي والنقاش والحوار قوي جدا على الساحة الرياضية والثقافية حول هذه الشخصيات المتقدمة للترشح وبالنسبة لي انا والكثير معي يفضلون الشيخ احمد صالح العيسى.... لماذا ؟
بداية انا لا اريد ان اقلل من نجاحات كل من رجل الاعمال ابراهيم السويدي المنحدرة ثقافته واصوله من مدينة صعدة ودوره الرياضي مع أندية صعدة ونجاحه كرجل اعمال عبر شركة ( يو ) للاتصالات مع سلطنة عمان ولست ايضا اقلل من نجاحات هاني الصيادي ولكن النقاش يدور بشكل اساسي بين ابراهيم السويدي كمرشح عن صنعاء والشيخ احمد صالح العيسي
الرياضة عنوان من عناوين الهوية الوطنية للدول وكره القدم من الرياضة كلها العنوان الاساسي لهذا الملف الكبير الذي اسمه الرياضة والخلفية الثقافية البيئية والمذهبية والحزبية والاجتماعية المدنية والريفية هي شرط من الشروط الاساسية لمن يتقلد هذا المنصب اضافة الى المؤثرات التي قد تؤثر في تحديد عناوين الهوية الوطنية التي يمكن من خلالها ممارسه الانشطه الرياضيه والظهور بها من خلال الشعارات وما تعلق بالرياضة
الشيخ احمد صالح العيسي خلفيته التاريخية البيئية الثقافية مدينة الحديدة التي يمكن ان نقول انها مثل مدينة عدن حيث التنوع وقبول التنوع والتعدد الثقافي والعرقي والقبلي لا عصبية ولا مذهبية ولا عصبية قبلية ولا مناطقية هذه هي خلفية الشيخ احمد صالح العيسي الذي ترعرع في الحديدة وعاش بين ابنائها حيث كل اليمن موجود في الحديدة من الشمال ومن الجنوب من صنعاء وذمار والبيضاء وعدن وتعز وحضرموت بل ومن كل العالم من افريقيا وغير افريقيا
اما خلفية رجل الاعمال ابراهيم السويدي مدينة صعدة حيث اللون الواحد الثقافي والمذهبي والعرقي والفكري السياسي والاجتماعي ... وما علينا سوى ان نستحضر حديث النبي صلى الله عليه وسلم ما من مولود الا ويولد على الفطرة فابواه بهودانه او يمجسانه او ينصرانه وهذا دليل على ان الخلفية التاريخية البيئية والثقافية لها تاثير في تكوين شخصية الانسان فمن يعيش في الحديدة وينجح في الحديدة غير الذي يعيش في صعدة وينجح في صعدة فرق كبير بين المدينة والريف ولذلك نجد ان الشيخ احمد صالح العيسى ومنذ ان توليه منذ عام 2005 لرئاسة اتحاد كره القدم اليمني لم يظهر على نشاط الرياضة اي لون مذهبي او حزبي او مناطق او قبلي او جهوي بل كان العنوان الاساسي هو الوطن واليمن وهوية اليمن ولم تتدخل اي جهات اخرى منذ ان توليه في عهد الرئيس السابق علي عبد الله صالح رحمه الله وحتى اليوم في هوية النشاط الرياضي لان الهوية كانت هي اليمن الكبير ب بتنوعاته وتعدداته المذهبية والقهوية والقبلية والمناطقية والفكرية والحزبية بعيدا عن دوائره الضيقه المذهبية او الجهوية او المناطقية او القبلية او الطبقية
بالنسبه لرجل الاعمال ابراهيم السويدي نتفق على انه رجل اعمال ناجح ولكن خلفيته الثقافية والمؤثرات التي سوف تكون عامل اساسي في التأثير عليه واضحة ولها سلوك سابق مجرب فسلطة الحوثيين في صنعاء تتخذ من العناوين الفرعية الثقافية والرياضية والتربوية وحتى السياحية وسيلة للترويج والدعاية المذهبيه الضيقة لهم التي هي حاله مذهبية بعيده عن تاريخ اليمن المذهبي الزيدية والشافعية ومشروعهم الخاص وهذا يعني ان الرياضة سوف تكون مع رجل الاعمال ابراهيم السويدي في خطر لانها لن تجسد الهوية اليمنية الوطنية الكبيرة بقدر ما سوف تجسد القناعات والاعتقادات والسلوك المذهبي الجهوي العصبوي الفكري والديني لجماعة الحوثيين وسوف تمارس هذه الجماعة عبر ادوات الضغط ما تريده على ابراهيم السويدي وهذا يعني ان الاشكالات سوف تظهر مع الدول الاخرى وهذا يعني انه قد يحصل رفض كثير من الاتحادات العربية والاقليمية والدولية لمشاركات الرياضه اليمنية
تخيلوا ان يتم اجبار المنتخب اليمني للمشاركة بشعارات لها علاقة بالقضايا السياسية وقناعات الحوثيين بالافكار المذهبية كالقضية الفلسطينية وحرب اسرائيل مع حزب الله ومواقف ايران مع امريكا واسرائيل هذا يعني ان الرياضة سوف تكون في خطر مع رجل اعمال ابراهيم السويدي لانه يعيش في صنعاء وتجارته في صنعاء وخلفيته التاريخية اقرب الى الريفية المذهبية المتوافقة بدليل حرصوم على ترشيحه واجبار الانديه الرياضية على اختياره كمرشح عنها كما يقال
الشيخ احمد صالح العيسي نجاحه في الرياضة قبل ان يكون رياضيا كان هو وطنيا يمنيا بتجسيد هوية الثوابت الوطنية والقومية اليمنية والعربية والإسلامية المعتدلة والوسطية والدستور اليمني ومنطلقات ثوره 26 سبتمبر و 14 اكتوبر و 30 من نوفمبر الثقافية ... ولا يزال هو المرشح الافضل وقد قاد مرحلة الرياضة ولا نزكي على الله احد في اصعب مرحلة سياسية مرت بها اليمن خلال فترة عاصفة الحزم ومع ذلك كانت هناك نجاحات رياضيه للمنتخب اليمني على مستويات منتخبات عربية واقليمية
اضف تعليقك على المقال