الكاتب: حسين اللسواس
al_leswas@hotmail.com
خلال مسيرتي الصحفية، لم يسبق لي أن تعرضت بالمدح لشخصية من الشخصيات، مهما كانت الدواعي والأسباب ومهما كان حجم تلك الشخصية ومكانتها، لدرجة أن الكثيرين كانوا يلومونني على تجاهلي للإيجابيات والتموضع في مربع اصطياد السلبيات.. حيث كنت أتخذ من النقد نهجاً في التعاطي مع كل القضايا والشخصيات.
هنا، يبدو الشيخ أحمد العيسي استثناءً لافتاً جعلني أتخذ من الإشادة طريقاً في التناول الإعلامي لأول مرة في مسيرتي.. لأسباب تتصل بأمور عديدة، أبرزها أمران: أولهما حجم النقد الجارف الحاد والمتجاوز حدود المألوف والمتخطي للمنطق والأخلاقيات، وكذا المد العاتي من الانتقادات الموجهة التي جعلت من العيسي الأكثر عرضة للنقد، كما لم يحظَ بذلك أي قيادي في أي مرفق اتحادي أو سلطوي أو رسمي في اليمن.. هذا عن الأول، أما الثاني فيتمثل في حجم الدعم المالي اللامحدود للأندية الوطنية الذي غيّر وجه اللعبة، لأصل بالتالي إلى قناعة بأن العيسي المتسامح الأكبر يستحق مني وقفة إنصاف لم يسبق لي الإقدام عليها.
استهلالاً واستتباعاً لما سبق، فرغم مرور سنوات طوال على انتخاب القيادة الحالية لاتحاد كرة القدم.. إلا أن المراحل التالية لم تأتِ بقيادي يمتلك المقومات التي تجعله مؤهلاً لقيادة اتحاد الكرة اليمنية في الاستحقاق الانتخابي القادم.
بين “الأوحد” والإغداق المالي
تعبير “المرشح الأوحد” جعل من منافسي ومناوئي الشيخ أحمد العيسي على قناعة بأن الشيخ هو رجل المرحلة.. إذ ليس بوسع هؤلاء تقديم جزء يسير مما قدمه الرجل ويقدمه منذ لحظة تسلمه قيادة اتحاد الكرة.. وهنا نتحدث عن أموال طائلة صُرفت من خزائن المؤسسات التجارية للعيسي، حيث لم يسبق أن حظيت أندية الوطن والكرة اليمنية بهذا الإغداق والدعم المالي من قبل.
مرشح الإجماع الوطني
واقع “المرشح الأوحد” لرئاسة الاتحاد دفع بمناهضي دفة الدعم اللامحدود الذي يقدمه العيسي للأندية إلى إيجاد منافس في الانتخابات المزمع إجراؤها في الدوحة.. ورغم أن المرشح للمنافسة ليس بتلك المكانة ولا يحظى بأي بروز كروي، إلا أن معارضي الشيخ أحمد، وهم في واقع الأمر قلة محدودة التواجد على الصعيد العددي، يسعون بكل الطرائق والأساليب لحرمان الشيخ أحمد العيسي من الحصول على لقب “مرشح الإجماع الوطني” لقيادة كرة القدم اليمنية، نظراً لما يعنيه هذا اللقب في مسيرة الشيخ العيسي ومسيرة كرة القدم اليمنية.. وبالتالي تفرده بالزعامة الاتحادية على نحو يبدو ذا بُعد تاريخي متطاول عن الواقع الزمني الراهن.
ويسهر المنافسون جراها ويختصمون!
ضآلة المكانة ومحدودية الشعبية الرياضية والكروية بالنسبة للمرشح المنافس جعلت الشيخ أحمد العيسي يعيد إنتاج واقعة الانتخابات الحزبية التي جرت لمنافسة رئيس فرع المؤتمر القيادي الرفيع عارف الزوكا.. حيث لم يحضر الرجل الانتخابات وجرى انتخابه غيابياً كرئيس للفرع، الأمر الذي كشف مستوى ما يحظى به من الشعبية على طريقة “أنام ملء عيوني عن شواردها.. ويسهر المنافسون جراها ويختصمون”.. مقاربة جميلة بين الحدثين، لافتة لذوي القراءات المتتبعة.
رئيس دون تواجد في قاعة الانتخاب!
هنا يبدو إيضاح الحقيقة التي يعلمها الجميع، وهي أن إعادة انتخاب الشيخ لرئاسة الاتحاد أمر مضمون بدرجات حسمية وبصورة تجعله قادراً على رئاسة الاتحاد دونما حاجة لحضور الانتخابات من أساسه!
وضع يد المعارضين في يد العيسي
ولأن فوز الشيخ أحمد أمر محسوم، فبإمكان المعارضين والمناوئين له الاتجاه صوب نهج بديل للمنافسة المحسومة سلفاً.. مساندة الرجل ودعمه وتعريفه بأوجه الخلل والزوايا السلبية والمظلمة وكيفية تخطي المشكلات والعراقيل استناداً إلى فرضية الأسرة الواحدة والاتحادية القادرة على مواجهة المشكلات الصعبة أو المتصفة بنعوت الاستعصاء أو تلك التي لم يطلع عليها الشيخ أحمد.
جمع شتات الوطن
ينبغي هنا إدراك أهمية عدم تحويل الاستحقاقات الكروية إلى منزلقات للخلاف، وبالتالي التسامي على أي سلوكيات ومواقف لا تعبر عن الروح الرياضية الخلاقة.. تعالوا لنسعى جميعاً إلى تطوير كرة القدم على كافة الطرائق ووفقاً لما هو متاح، وعلينا أن نتذكر جيداً أن الكرة اليمنية كان لها قصب السبق في جمع الشتات الوطني اليمني على مختلف المراحل التاريخية المنقضية، حيث جرى تذويب خلافات شطري الوطن على وقع الإنصات لصوت ركلات الكرة.
تمثيل العيسي للجنوب
ولا شك أن واقع تمثيل الشيخ للمحافظات الجنوبية بوصفه رئيساً للائتلاف الوطني ومن أبناء الجنوب أمران من شأنهما جعل الرجل مرشحاً ذا بُعد وطني، وهو ما يعني ضرورة الوقوف معه من جانب الباحثين عن الإسناد للقضايا الوطنية، بموازاة العمل إلى جواره لتحقيق غاية تطوير الكرة اليمنية والارتقاء بالواقع الراهن إلى مآلات أكثر تقدماً على كافة الأصعدة، ابتداءً بالمنتخبات الوطنية ومروراً بواقع الإدارة الكروية في الاتحاد ولجانه المختلفة.. وانتهاءً بواقع اللعبة في إطار الأندية.
وماذا بعد؟
عدم إنصات معارضي الشيخ أحمد لنداءات التوحد والاتحاد في خدمة الكرة اليمنية سيجعلنا نقول: استمروا في نهج تعطيل مسيرة الشيخ القيادي الجنوبي أحمد العيسي، وهو خيار من شأنه إلحاق تأثير سلبي بالكرة اليمنية.. وعندها سنقول للشيخ أحمد العيسي: سر ظافراً في مسيرتك الكروية الراهنة، واتخذ من العمل الدؤوب والخلاق نهجاً لمقارعة المناوئين بصورة تؤدي إلى إسقاط رهانات الفشل وإبدالها بوقائع النجاح والتقدم.. وللحديث بقية في تناولات قادمة.
اضف تعليقك على المقال