الكاتب : جلال فضل
مااشبه اليوم بالامس ونحن نشاهد حرب الاباده الجماعية على غزة فلسطين ، الذي لم يسلم منها الشجر والحجر.
تذكرت قصة ذلك الموقف الجلل حين اشتد الحصار على المؤمنين في المدينة في عهد الرسول صلى الله عليه وسلم وظلوا دون أكل وشرب وأنهكهم التعب.. حتى فرج الله سبحانه بدعاء الحبيب المصطفى محمد.
من المشاهد والمواقف العظيمة التي سطرت لنا أروع البطولات والاباء في سبيل الدفاع عن الأوطان والمقدسات الاسلامية من خلال قصص الصناديد الابطال الذين قدموا ارواحهم الزكيه فداء لرفع رايه الاسلام ونصرة فلسطين.
نحكي لكم قصة البطل المجاهدالفقيد ناصر عبدربة الرباش ابن دثينة مودية ( أهل الرباش) ولد في 1907م تعلم القراءة والكتابة وحفظ القراءن وعلوم الحساب حتى سن الشباب ثم غادر إلى مدينة عدن و عمل في التجارة حتى توسعت تجارته واصبح لديه شركة تجارية يديرها وشقيقه
لنقل البضائع من عدن إلى جيبوتي وجدة ودول الخليج العربي. وفي احد رحلاته التجارية المعتاده الى مدينة جدة بصحبة صديقة الحميم عبدربة الفطحاني عام 1948، إذ نادى المنادي للجهاد يستنفر الناس إلى أرض المقدس بعد مغادرة الانجليز وتسليمها للصهاينة. فخرج المجاهدين ناصر الرباش و الفطحاني مع قوات الجيش السعودي النخبة الذي بلغ تعداده 3000 الف مقاتل يقودهم القائد البطل السعودي سعيد الكردي كان في وداعهم وزير الدفاع أنذاك منصور بن عبدالعزيز ال سعود.
وصلت القوات السعودية إلى القاهرة جوا ثم توجهت إلى العريش، وفي السويس وصلتهم السفينة السعودية المحملة بالعتاد والسلاح فالتحموا مع الجيش المصري وعبروا الحدود إلى غزة، وهناك خاض الجيشان وقوات المتطوعين من مصر والسعودية معاركهم الضارية ضد القوات الصهيونية، وكان البطل الرباش من خيرة أبطال المعركة، حيث انتدبه قائد القوات السعودية والفطحاني لتنفيذ عملية فدائية استشهاديه،وفي جنح الظلام هاجموا مخيم صهيوني بالأسلحة والقنابل ثم أحرقوه بالنيران وقتلوا "٤٨" جندي صهيوني.
عاد أبطال دثينة من العملية سالمين. وبعد تطورت الأوضاع والمواقف الدولية التي سارعت لإتفاق الهدنة بين الجيوش العربية والصهاينة.
عادت القوات السعودية إلى أرض الحرمين وعاد معهم البطل الرباش وصديقه الفطحاني، واستقر بهما المقام في جدة، فعاد الفطحاني إلى عمله وعاد الرباش إلى تجارته، وبعدها منح الفطحاني الجنسية السعودية تكرما لمشاركته في الحرب، واعتذر الرباش عن الجنسية، وقرر أن يعود إلى وطنه لأن أعماله التجارية في مدينة عدن .
بعد ذلك قرر العودة إلى مسقط رأسه ، وتفرق لحراثة الأرض والزراعة والعبادة، وفي عام ١٩٥٣م وافاه الأجل فرحل عن عمر ناهز 46 عاما وخلف أبناء وبنات وترك وراءه شركة ثابتة الأركان يديرها شقيقه بعد موته، حتى جاء الاستقلال وصدرقانون التأميم وصودرت جميع ممتلكاته.
رحم الله البطل المجاهد ناصر عبد ربه الرباش
سلمكم الله وعافاكم
اضف تعليقك على المقال