ارسال بالايميل :
9492
محمد قشمر
كان لانعقاد مجلس النواب في محافظة حضرموت التاريخ وسيئون الجمال أثر استثنائي على الواقع اليمني والإقليمي والدولي كما كان له أثر مباشر على القلوب الكامنة في صدور اليمنيين التي ترتقب الفرج.
مثل التئام مجلس النواب بقعة ضوءٍ في جبين الشرعية التي كانت تحتاج وبشدة الى ذلك التحرك الوطني الذي سيساهم وبقوة في إعادة الوطن الى أبنائها ، وكانت جهود لملمة الشتات الحزبي والنيابي جبارة، وأثبتت أن هناك توافق يمني وطني وخليجي وعربي على إعادة الروح الى السلطة التشريعية في اليمن ، تلك السلطة التي ظلت فترةً من الزمن في غياهب الصراعات المختلفة الناتجة عن اختلاف الرؤى وضياع الفكر وانتشار الأنا على الوطن .
انطلق السلام الجمهوري في القاعة لتنتشر فرحة طافت أرجاء اليمن كانت ناتجةً عن أمل ٍ يرجوه الشعب اليمني من انعقاد هذا المجلس الذي شكل ضربةً موجعة ً للانقلاب.
لاحظ الجميع ذلك الكم المهول من الألم الذي ساد عالم الانقلاب جراء انعقاد مجلس النواب الذي سعى الحوثيون تغييبه لهذا الفترة الطويلة لتحقيق أكبر قدر ممكن من الانتشار الطائفي لهم المبني على أسسٍ ديكتاتورية لا تؤمن بالسلطات الثلاث إلا إذا كانت في يد السيد الذي لا يفقه من أمور الحياة السياسية والوطنية سوى القتل والتدمير والقمع المخيف .
استطاع هادي كرئيسٍ يمني حكم في اسوء فترةٍ زمنية ٍ وتاريخية لليمن أن يتوج جهداً آخر من أجل عودة مؤسسات الدولة الى عالمها الطبيعي الذي يجب ان تتواجد فيه ، هي خطوة جبارة في الاتجاه الصحيح ومن خلالها يمكن للمجلس أن يساهم في حضور الشرعية اليمنية على المستوى الدولي والإقليمي، ويعلم الجميع أن اليمن الجمهوري الذي يحارب الانقلاب ويحارب الإرهاب موجود بسلطاته الثلاث ، التشريعية والقضائية والتنفيذية ، كما انه لا ينقص وطننا أيضاً السلطة الرابعة التي هي الصحافة والتي لعبت دوراً محوراً في الحرب الدائرة في اليمن الحبيب .
إنعقد مجلس النواب ولن نتحدث عن ما ذا سيقدم بل يجب أن نجزم وأن نطالب بأن يقدموا كل ما من شأنه أن يعيد اليمن الى مكانته الطبيعية بين الأمم واولها ان يعيدوا اليمن الى الحاضنة العربية وان يعيدوه الى جزيرة العرب التي حاول الحوثيون ان ينتزعوه منها ليضعوه في حضن ٍ فارسي إيراني ٍ لا ينتمي الى الجغرافية اليمنية ولا إلى الفكر والهوية اليمنية بشيء .
التم شمل الأخوة في مجلس النواب ليطلقوا صوت الشعب الذي كبله ومازال يسعى لتكبيله الحوثيون من أجل ألا يرتفع صوت فوق صوت الآلهة البشرية التي تعبد من دون الله .
مجلس النواب وانعقاده يعد إنجازاً حقيقياً انتظرناه بشغفٍ وبشوق ويعد أيضاً إنجازا للرئيس عبد ربه منصور هادي الذي يجب أن يتعامل مع الواقع بفكرٍ متزنٍ وبوطنية ٍتناطح هامات السحاب ، كما يمثل انعقاد مجلس النواب انتصاراً آخر وجديد للأشقاء في المملكة العربية السعودية الذين كان لهم الدور الأكبر اقليمياً ودولياً لانعقاد هذا المجلس الذي يعتبر طريقاً دستورياً لعودة اليمن الى مسارها الصحيح .
ابارك لأرضي اليمنية الحرة الأبية وابارك للقيادة اليمنية وابارك لكل حر ٍ من اعضاء مجلس النواب كان جزءً من تلك الأيقونة المشرفة ، كما أمد حبي وحب كل أبناء اليمن وتقديرنا وعشقنا لحضرموت التاريخ والخير والى سيئون العطاء والى أبنائها الأكارم الرجال الشجعان الذين كان لهم دور أهم في نجاح هذا الانعقاد للمجلس النيابي الذي كانت له سيئون صدراً رحباً ضم اليمن بكل أطيافه ومشاربه.
اضف تعليقك على المقال