ارسال بالايميل :
3237
محمد قشمر.
تزداد المأساة وتتفاقم عندما تجد ان الوطن أصبح يشعر أنه بلا سندٍ من أبنائه في المجال الدبلوماسي على وجه الخصوص ، ونحن نشعر معه بالألم عندما نجد ان هناك تجاهل حقيقي من قبل الكثير من السفارات اليمنية في الخارج لهموم الجالية اليمنية في أي مكان تتواجد فيه ، السفارات تعتبر ملاذ آمن تُشعر المغترب بالانتماء ، لا يمكن بأي حالٍ من الأحوال ان تتحول السفارات اليمنية في أي دولةٍ ولأي سببٍ إلى عدو للجالية اليمنية ، غالباً وفي دولٍ كثيرةٍ ورغم حصول اليمنيين على جوازات تلك الدول إلا أن ارتباطهم يبقى مصيري باليمن وتبقى الهوية اليمنية هي العنوان الأبرز لذلك اليمني الذي يعشق اليمن وتراب اليمن أكثر من عشقه لروحه .
هناك الكثير من القصص والحكايات التي تبعث بالألم، عندما نستمع اليها نشعر أن هناك أعداء يعملون في السفارات اليمنية وليسوا دبلوماسيين يهتمون لأمر المواطن اليمني الذي يغترب من أجل أن يكون عنصراً فعالاً منتج لنفسه ولأسرته ولوطنه العظيم، ولكن تبقى الحكايات حكايات حنى وان تم توثيق بعضها.
ويبقى الأمل على وزارة الخارجية لمتابعة الأداء الدبلوماسي والإنساني والوطني للسفراء خصوصاً في فترة ٍ زمنية حرجةٍ كالتي تمر بها بلادنا، مأساةٌ دفعت بالكثير إلى مغادرة اليمن للحفاظ على الأرواح والأجساد و على الهوية التي حاول الانقلاب أم يطمسها وان يمحوها و أن يبدلنا عنها بهويةٍ لا تنتمي للخارطة العربية لا هوىً ولا فكراً ولا عقيدة.
أتكلم على سبيل المثال لا الحصر عن موضوع المدارس اليمنية التي ظهرت في بعض البلدان والتي كما سمعنا أنه تم احتكارها على فئة ٍ معينةٍ حتى بدت العملية التعليمية اقرب الى التدهور والفشل، الاحتكار لمثل هكذا مشاريع ترتبط بالفكر والعقل والروح للهوية اليمنية، ويعتبر احتكارها جريمة يجب أ ن يحاسب عليها المتسببون بها، واعتقد أن المصالح المادية لها دور سلبي كبير في هذا الموضوع.
هناك مئات الالاف من اليمنيين في دولٍ مختلفةٍ يحتاجون الى شيءٍ بسيطٍ من الدعم من أجل ربط أبنائهم بالوطن من خلال المدرسة، المدرسة التي هدم أركانها الحوثيون وحولوها إلى بؤر تربيةٍ طائفيةٍ تهد ولا تبني. كما يجب ان نؤمن أن هناك سفراء يمنيين استطاعوا أن يحدثوا نقلات نوعية في السفارات اليمنية او في بعض السفارات اليمنية، سفراء استطاعوا ان يكونوا قريبين من المواطن اليمني في بلد المهجر أو اللجوء المؤقت. سفراء سطروا صفحات مشرقة في تاريخهم هم عندما كانوا الاصدق في التعامل مع الجاليات اليمنية.
كم كنا سعداء بذلك السفير الرائع عادل محمد با حميد وهو يخرج من جوفه كلماتٍ هزت مشاعرنا عن وطنٍ يحاول المجتمع الدولي أن يغيب هويته ليعيدها با حميد من ماليزيا بحروفٍ مقهورةٍ لكنها لا تعرف الإنكسار.
السفارة اليمنية في المملكة العربية السعودية فيها تحسن ملحوظ في الأداء وتحسن في المظهر يشعرنا بكثيرٍ من الأمل ، وأن فيها قيادةً تسعى لأن تقدم الكثير، وهذا أملنا بالسفير شائع محسن الزنداني الذي قدم خلال فترةٍ زمنيةٍ قصيرةٍ عمل يشكر عليه ، شائع محسن الزنداني الذي يشهد له الكثير بقدرته على القيادة المتميزة وإيجاد الحلول ، اتحدث عن ثقةٍ فقد كنت في زيارةٍ الى السفارة ووجدت فيها العمل الجيد والسعي الدائم لتقديم المزيد، والحقيقية انه لا يمكن للموظفين أن يبدعوا أو أن يخلصوا لولا وجود قيادةٍ للسفارة تتابع وتوجه، لأن اللوم في النهاية لن يكون الا عليها وحدها لا غير .
كنت في زيارة ٍ للسفارة اليمنية في الرياض لطرح بعض الهموم الخاصة بالجالية واستقبلني الأستاذ عبد الملك الإرياني نائب السفير في مكتبه بكل بساطةٍ وتواضع ٍ وأدبٍ جم، شخصية دبلوماسية رفيعة وفكر متميز لديه الكثير من المعرفة والرؤى الوطنية الرائعة وأعتقد أنه يشكل رافد جيد مع الأخ السفير شائع محسن الزنداني في تحسين أداء السفارة اليمنية التي يحتاج اليها أكثر من إثنين مليون ونصف المليون يمني من أبناء الجالية اليمنية مقيمين وزائرين، ذكوراً واناث صغارا وكبارا.
نحتاج الى الكثير من سفراء لنعرف أن الوطن لن يموت في قبضة الإنقلاب وان الخارجية اليمنية يمكن ان تكون عنوان مشرق ومشرف للوطن اليمني الصابر الشامخ رغم كل الظروف.
اضف تعليقك على المقال