يمن اتحادي هو منصة إخبارية رقمية رائدة تسعى لتقديم تغطية شاملة وعميقة للأحداث الجارية في اليمن، مع التركيز على تقديم صورة واضحة وموضوعية للأوضاع السياسية والاقتصادية والاجتماعية في البلاد

مخالب القرية

الأربعاء 24/يوليو/2024 - الساعة: 8:20 م
مخالب القرية
الكاتب : شعيب الأحمدي تنام القرية في وقت مبكر كما هي عاداتها، تغلق النوافذ والأبواب من السابعة والنصف مساءً، في هذا الوقت لن ترَ ساهرًا إلا من رحم الله، الكلب يفترش بذراعيه أمام الديار يحرس ساكنيها، كقائدًا مهتمًا بسلامة رعيته، يعول إذا راء غُرباء أو عابرين -في الطرقات- عائدين إلى منازلهم بعد منتصف الليل، ما إن تمر ذاهبًا أو عائدًا إلى البيت في أي ساعة كانت، ستجد الكلب حارسًا أمينًا، لا يغير مكانه يعرف أهلّ الدار، عندما يعبروا يصدر صوت كالترحيب. إذا ظهر متنكرًا يعوي بشكل مخيف وينادي رفاق الدرب ليأتوا بتحالف ليس أجنبيّ وإنما محلي، يرعب اللصوص والمحتلين، ولا يسمح لهم بالاقتراب من الدجاج، حتى يتأكد أنه من الساكنين يحمل حُزمته وينصرف ويبقَ حذرًا من الغدر، لن يذهب من هنا إلا حينما تفتح البوابة صباحًا. ••• في الثالث من تموز شعر بالتعب، وجد الثعلب أنيقًا ببزته العسكرية ورشحه رئيسًا على كلاب والثعالب، أعتمد عليه في حماية القرية، قبل أن يغادر حذرهم: -هناك رقابة على الخونة وسنعمل على تأمين القرية بشكل جيد، سأطرد كل من تسول لهم أنفسهم أن يسرقون المال العام. بداية الليل وزعهم لكل الأزقة، كانوا كالحراسة المشددة في كل مكان، الطرقات الرئيسية فيها حارسين، لا يعطي المهمات إلى لأصحاب القدرات الذين يستطيعون التغلب على الظروف دون أن يقلقوا السكينة العامة، من نصيب الثعلب الأنيق حراسة البوابة الجنوبية للقرية، برفقة اثنين من الخونة يرتدون عمائم سوداء، دار حديثًا بينهم، قال الثعلب: -ماذا لو أصبح الرئيس الشرعي، سأكون أطعمكم كل يوم دجاجة. رد الخونة عليه بحماسة: -سيأتي اليوم الذي نصبح نحنُ سادة هذه البلاد. سمعهم الذئب الأجنبي كان يتصنتهم، وتقدم إليهم، أخبرهم: -ماذا لو أحقق لكم أحلامكم، ويصبح الثعلب رئيس والثاني نائب والأخر رئيس للحكومة؟. نظروا إليه بدهشة، تساءل الثعلب: -كيف سيحدث ذلك؟. ابتسم الذئب الخارجي: -أسمحوا لي الدخول سأسرق دجاجة وسأذهب بالأثر إلى منزل الرئيس، بعد ذلك سيخرج الجميع ضده لأنه سارق. وفقوا و تحالفوا مع الذئب المحترف، شرط عليه الثعلب الأنيق: -مقابل هذا اعطينا من الدجاجة حتى نطمئن أنك لن تخدعنا. أشار لهم برأسه إيجابًا بمقابل نصف الدجاجة، تسلل إلى الداخل، استطاع أن يسرق دجاجة العجوز، عاد إلى قريته مع الثعلب الأنيق والخونة ينظروا ماذا سيحدث؟. ••• عندما صحت المرأة لم تجد الدجاجة، ترقبت الدعسات إلى أين تذهب اشارتهن؟ وصلت إلى بيت رئيس الكلاب، غضبت لم تجده آنذاك، وقفت في منتصف القرية تحرض الأطفال والأمهات والرجال يشتموا الكلاب ويسعون لقتل الرئيس، قالت المرأة : -لن يرتاح البال حتى أقتله. ظلت تلاحقه لثلاثة أيام أختفى عن الأنظار مع رفاقه العشرة، عرفت الثعالب والكلاب الأخرى وبدأت تخاف من القتل، أصبحت تسرق بالسر وتخرج لتتحالف مع كلاب القرية المجاورة يعطوهم نصف الدجاجة مقابل الحماية. خبر الحادثة ينتشر من امرأة إلى أخرى، لم يعد أحد يثق بالرئيس، كل ما تسرق دجاجة أتهم أنه سرقها أو قتلها. يقدحون في أعراض الكلاب وينهكون كل شيء، وينسون كل الخدمات والمتاعب التي قام بها طوال عمره وسهره لأجلهم، بينما الخونة الحقيقيين ينهبون وهربون إلى القرية المجاورة بلا حساب. ••• في القرية الأخرى، ظهر ثعلب فارسي قوي يطمح في الحكم ويعرف كل أزقة القرية، أستغل الفراغ وأدخل مرتزقة الكلاب والثعالب الأجانب، سيطر على القرية بقوة السلاح، يهربوا منه الجميع والرعية يوعدهم أنه سيقتل الرئيس وسيعيد الأمان للقرية. في ذلك المساء الساعة العاشرة مساءً علم الرئيس بقدوم الفارسي وأعد له العدة مع العشرة الأوفياء، حدثهم: -لن نسمح للخونة والاحتلال الخارجي أن يسرق بعد الآن، هذه قريتنا وسندافع عنها حتى الموت. في أول مواجهة مع مقاومة الرئيس، العاشرة والنصف قتلوا وأسروا من الخونة والفرس كثيرًا، ضاق بهم الحال وبدأ الذئب الأجنبي بالقلق، تحدث الرئيس: -إذا اعتقلنا الثعلب الفارسي لن تسرق دجاجة أخرى. ••• الليلة الرابعة لم تسرق دجاجة، زاد خوف الذئب الأجنبي الذي يشرف على المعركة، الخناق يشتد على الثعالب في الداخل، خرج عن طوره واستمر في تقديم الدعم للثعلب الفارسي، كثر العبث والسرقة والقتل للدجاج في بيوتها، ينشر الشائعات على الرئيس: -أطردوا الرئيس من القرية، أو أقتلوه. كلب وطني مرتهن لم يسفك الدماء من قبل، شعر بالضمير ضاق به الحال، رد عليه بشجاعة: -نحنُ نعلم مصلحتنا، سنسد مع الرئيس. غضب الذئب الأجنبي منه وطرده. ••• نمَ الرئيس في الليلة الخامسة من التعب، تسلل الثعلب الفارسي والذئب الأجنبي إلى منزله وقتلوه وغادروا المكان سريعًا، حينها وصل الكلب الوطني إلى قريته غاضبًا يبحث عن الرئيس، المكان مدمر بالكامل الناس لم تعد تخرج دجاجها، في منتصف الليل كان يبحث في الأزقة، أمام منزله وجده معلقًا على الشجرة، مقتولًا وملطخًا بالدماء، أنتشر الخبر المدبر مسبقًا في كل القرية أن الكلب الوطني قتل الرئيس، ظهر الثعالب والكلاب خلف الذئب الأجنبي يطالبون القصاص.

اضف تعليقك على الخبر