يمن اتحادي هو منصة إخبارية رقمية رائدة تسعى لتقديم تغطية شاملة وعميقة للأحداث الجارية في اليمن، مع التركيز على تقديم صورة واضحة وموضوعية للأوضاع السياسية والاقتصادية والاجتماعية في البلاد

الولايات المتحدة الأمريكية والعشق الممنوع مع الحوثيين

الأحد 21/يوليو/2024 - الساعة: 3:27 م
الولايات المتحدة الأمريكية والعشق الممنوع مع الحوثيين
  الكاتب : عادل الشجاع بداية أعلن رفضي الكلي لاستهداف بلادي وانتهاك سيادتها من أي كان، والقصف الذي تعرضت له ميناء الحديدة مساء أمس هو عمل إرهابي يجب على أي يمني لديه الإمكانية أن يقدم اعتراضه لدى الأمم المتحدة والمنظمات الدولية والدول التي لها علاقة بالأمن والسلم الدوليين . هذا الميناء الذي تسيطر عليه جماعة الحوثي الإرهابية، تم تسليمه لها قبل خمس سنوات بدعم من الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا وفق اتفاقية أسميت باتفاق " ستوكهولم "، تحت مزاعم إنسانية ومخاوف من ضحايا مدنيين، واليوم يتم استهدافه من قبل الكيان الصهيوني وبطريقة ملفتة للنظر، حيث تم إستهداف خزانات الوقود والكهربا التي هي ملك للشعب اليمني، ولم يتم استهداف قيادات الجماعة الحوثية، دون أدنى اعتبار للمدنيين الذين سقطوا أو أؤلئك الذين تضررت مصالحهم . منذ أن بدأت الحرب على اليمن تحت مزاعم مواجهة انقلاب هذه الجماعة الإرهابية، والحرب تدور على الشعب اليمني وسيادته ومقدراته، ولم تقترب من قيادات هذه الجماعة مطلقا، وبالرغم من رفعها شعار الموت لأمريكا الموت لإسرائيل، إلا أن التقارير الأمريكية في مجملها تدعو إلى احتواء هذه العصابة ولا نجد تقريرا واحدا يدعو إلى مواجهتها . الملفت للنظر، أن الولايات المتحدة الأمريكية، حينما أخذت على عاتقها مواجهة داعش، لم ترسل مبعوثا أمميا ولا أمريكيا لها، في حين أن جماعة الحوثي حظيت بالعديد من المبعوثيين الأمميين ومبعوثا أمريكيا، يعملون جميعا على إنقاذها كلما اقتربت من الهزيمة أو بدأ الغضب الشعبي يقترب منها . هناك تخادم واضح بين هذه العصابة الإرهابية التي ينعكس إرهابها على الشعب اليمني فقط وبين الولايات المتحدة الأمريكية وإسرائيل، فبعد أن كان العالم كله في مواجهة جرائم الكيان الصهيوني، إذا بهذه العصابة تقدم له طوق النجاة وتلفت الانتباه إلى البحر الأحمر وإلى عدو وهمي قدم الكيان الصهيوني بأنه مستهدف وأن هناك أعداء يتربصون به . بالمثل ردت إسرائيل الجميل لهذه العصابة وذهبت لتقصف مخازن المشتقات النفطية، ولم تقصف قيادات هذه العصابة التي أباحت اليمن واليمنيين وجعلت دماءهم رخيصة بلا قيمة أو ثمن، يحاولون تقديم هذه العصابة بأنها تمتلك تسليحا متقدما، والسؤال الذي يطرح نفسه: من الذي يقوم بنظام التفتيش على تهريب الأسلحة إلى الحوثيين، أليست الولايات المتحدة الأمريكية، فطالما تمتلك هذه العصابة، كل هذه الأسلحة، فمعنى ذلك، عدم فعالية الإجراءات المتبعة ؟! ولست بحاجة إلى التأكيد، بأن إعلان أول هجوم حوثي على إسرائيل، كان بمثابة شريان حياة لإسرائيل، فمن حينها وحتى يومنا هذا، غابت غزة عن العناوين الرئيسية للأخبار، ليتم تداول أخبار الحوثيين، وبالمثل فإن هجوم أمس من قبل الكيان الصهيوني، هو بمثابة شريان حياة لهذه العصابة . طبيعة الردود الأمريكية على أي محاولة تضعف هذه العصابة وعدم السماح بفتح معركة برية، كون المعارك العسكرية تحسمها دوما القوات البرية، كل ذلك يسلط الضوء على التواطؤ الأمريكي، وتظل حرب الكلمات بين الطرفين أكثر من الأفعال . إن المأساة والدمار والمعاناة التي تسببها هذه الجماعة للشعب اليمني يفترض أن تكون بمثابة حافز لتجديد الالتزام الدولي بتطبيق القرار الدولي ٢٢١٦، كما أن السماح لهذه الجماعة باستخدام أكثر من ٢٥ مليون يمني كدروع بشرية، يسلط الضوء على محدودية النهج التي تركز على مواجهتها والتصدي لتهديداتها، وهذا يتطلب استجابة شاملة من المجتمع الدولي متعددة المستويات ومتعددة أصحاب المصلحة، فهل نتوخى من مجلس القيادة الرئاسي أن يدين الهجوم على ميناء الحديدة ويطلب من مجلس الأمن الاجتماع، لتنفيذ القرار ٢٢١٦ واحترام الإرادة الدولية، أم أن اليمن قد تم إخراجها من حضيرة المجتمع الدولي واستخدامها فقط لمبادلة ملفات حول العالم ؟ *من صفحة الكاتب على الفيسبوك

اضف تعليقك على الخبر