كتابات

تعز الجرح و الانتصار

 

الكاتب : عمر الحار

تضررت اليمن برمتها من الحرب ، و تجرعت تعز مرارتها على وجه الخصوص ، انقسم الجرح بجدار الوهم لا جدار برالين ، لتتضاعف معاناة المدينة والمحافظة و تمتد لتسع اعوام عجاف ، تجرع المواطن خلالها عذاب لا يطاق ، و مستعصي على الوصف و التصديق  ، وان كتبت تفاصيل ايامه بالدم و الدموع ،  فنتازيا من نوعٍ اخر و جديد تحكي واقعية الاحداث بنسيج الخيال الدرامي الخصب .

تعز جرح الوطن المفتوح ،  المحشو باروت للثورة ، المملؤ باطنان الملح ، الساكن كالبراكين في اعماقه القابلة للانفجار في اي زمان ومكان من صنعاء الى حضرموت المسكونة هي الاخرى بالموت الممنوع من الكلام حتى اشعار اخر ، ولا وجه للمقارنة بين جرح نازف ، وصمت ناشف الشفاة . لكنها الحالمة ادمنت السفر مع جرحها  و انينها الخافت ، المشع في جنبات اليمن ، تعانق الحلم وتمضي في حالها صيرورة قيد التكوين  لا تعرف المستحيل ، و طوق الحصار شديد عليها ، مكبل يديها في صنعاء و في عدنِ ، باقية على عهدها تستقى اشراقاتها من  نور  الشمس و التاريخ ، برغم حجم نكران عاصمتي اليمن لها ، بانها ملاذها الامن في وقت المحن .

انكفأت تعز بالامس على انقسام الجرح ايذانا بالتحامه فهل تتمكن من عناق ذاتها من جديد ؟ .

اتركوها تتماثل للشفاء ايقونة الثورة ، وروح السلام في بلاد السعيدة .

لن تشفى ام الاحرار  من وجع الثورة ، جرح  الثورة ، و عشق الثوار  .

لتبقى تعز الجرح و الانتصار .
عصية  على الانكسار .
مهما يطول الحصار .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى