- شريط الأخباركتابات

الطرقات والألسنة الفيسبوكية

الكاتب : شعيب الأحمدي

إقدام مليشيا الحوثي على فتح الطريق الرابط بين المدينة والحوبان بهذا الوقت المفاجئ، بعد تسع سنوات من الحرب والحصار، لم يأتِ من فراغ، ولا لأجل سواد عيون الناس كما يروج البعض أنه عمل بطولي، ويحسب للمليشيا كخطوة إنسانية.
وإنما كانت الاستجابة بعد هذه المعاناة، كاستعراض بطولات السجان الذي يوهم المساجين داخل الزنزانة أنه يحرسهم لأجل سلامتهم.

كل من عاش داخل المدينة منذ بدأ الحصار، يدرك جيدًا أنه طرح ملف تعز والمطالبة بكسر الحصار منذ البداية، وخلال أعوام الحرب مرت العديد من الاتفاقيات والمبادرات التي سعت لها السلطة المحليّة والحكومة الشرعية ورفضتها المليشيا، كانت آخر مبادرة في مارس الماضي، لكنها تعنتت جماعة الحوثي ورفضت المبادرة أيضًا.

كما أن آخر قرارات للبنك المركزي في عدن ودعوة سحب شركة الاتصالات عامل كبير في الضغط على موافقة المليشيا لفتح الحصار.
الآن بعد ستة أيام من إعلان موافقة جماعة الحوثي لرفع حصارها، والجرافات وفريق الألغام مستمر في تصفية الطريق ورفع المخلفات الناتجة من الحرب، وذلك يدل على صعوبة الطريق المفخخة وعلى وجود كم هائل من الألغام والشبكات المتفجرة قد تحدث خسائر بشرية فادحة إذا لم يكن هناك تصفية حقيقية ومتابعة حكومية.

المزايدة الإعلامية على قرار قيادة الجيش الوطني، الذي نص حسب كلامهم بعدم النشر والتصوير، لقطيع الفيسبوك بمنطقة الكنب، لا يحتاج إلى هذا التحريض كونه يحمل معيار العمل باستراتيجية عسكرية وفق ترتيبات وعمليات لتمهيد الطريق وبداية العبور بيسر.

لذلك الجيش الوطني والأمن هم أول المعنيين في فتح الطريق، على علم بأهمّيّة فتح المكان وما هي المنافع الإنسانيّة التي ستفرج عن كاهل المواطنين في هذا الوضع المزري، وهم أيضًا أحرص الناس على حياة المدنيين في الداخل من القنص والقصف والخلايا النائمة التي قد تتسلل من هذا المكان، وسلامة المواطنين الذين سيعبرون من الخارج.

تعز برجالها وجيشها ومقاومتها ونسائها وأطفالها يعلمون عدوهم جيدًا، ويعلمون مدى خطورته لذلك تنحوا جانبًا وإن كنتم من سلالة تعز فالطريق حق واجب لا صدقة حوثية.

#لن_ننسى

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى