ارسال بالايميل :
9184
الكاتب : عمر الحار
حقق مكتب اوقاف شبوة قصب السبق في تناول واحدة من القضايا الاجتماعية المقلقة ، و المسكوت عنها عنها من سنين .
ونظم المكتب اول ورشة عمل في تاريخ المحافظة عن ظاهرة الانتحار فيها عقب تسجيل ثمان حالات في شهر مارس المنصرم ، دون ايرادها لاحصائيات عنها خلال السنوات الماضية .
و الخطوة تستحق الاشادة لانها دقت ناقوس الخطر عن الظاهرة وبما يكفي لاسماع من في اذنه صمم بقول متنبي العرب وشاعرها ، واجبار الاطراف المعنية بها للنظر اليها بعيون ملؤها الخوف منها ، وحثهم على ضرورة الانتباه لها ، والشروع في التفكير العلمي و المنهجي السليم لمواجهتها ، ووضع الخطوات الاساسية للتعامل مع مؤشراتها الآخذة في الارتفاع مما يستوجب على الدولة واجهزتها المختصة النهوض بواجباتها تجاه الظاهرة .
ولا يمكن التعرض لتقييم اوراق العمل المقدمة للورشة لافتقارها لاشتراطات الابحاث العلمية المتخصصة ، لكنها تمثل صرخة ضمير انساني حي لدولة والمجتمع ، ودعوتهما بصوتٍ عالٍ للاستفاقة من غمض العيون عن الظاهرة لسوء انتقال الظواهر الاجتماعية في المجتمع ، و سريانها و جريانها مجرى النار في الرماد . و مطالبتهما بالتحرك السريع والعاجل لايجاد آلية لرصدها وتوفير قاعدة بيانات عن كل حالة منها ، والعمل على احالتها لمراكز الابحاث الاجتماعية والعلمية المختصة لدراستها ، و دعم مواصلة المسجد لرسالته في التعريف بها ، و ايضاح النواهي الشرعية عنها وبما ورد في الكتاب والسنة .
صحيح ما يمكن للدولة ان تمنع انسان من قتل نفسه ، لكنها قادرة على علاجه حال ظهور اعراض الامراض النفسية عليه ، وتكثيف حملات توعية الناس بذلك لتهيئتهم للمبادرة بالكشف عن الحالات المرضية لديهم او تلك التي يعرفونها او يسمعون عنها ، في ظل ذوبان بصمات التمييز الاجتماعي ضدهم ، بل على العكس من ذلك تماما نجد تعاطف عام معهم ورحمة وشفقة لهم في القلوب .
و ظاهرة الانتحار عريقة وعميقة الجذور في المجتمعات ، عرفها مجتمع الرسول ، كما عرفتها الامم والشعوب في مختلف المراحل والعصور .
و لا داعي للاستغراب من وجودها اليوم في محافظة ريفية من اليمن ، و سط انهيار قيمي عام بسبب انتهاك العولمة لادق خصوصيات مجتمعنا الريفي ، والقروي ، ودفنها في التراب . وتفاقم معاناة الناس و ضغوطات الحياة اليومية جراء الحرب ، مخلفة المزيد من الامراض النفسية والعقلية التي لا تكاد تخلو منها قرية بالمحافظة .
اضف تعليقك على الخبر