- شريط الأخباركتابات

قرارات المجلس الرئاسي الاخيرة

 

الكاتب: حسين البهام

من خلال متابعتي لقرارات المجلس الرئاسي منذ أن تم إنشاؤه إلى يومنا هذا أرى بأنها تصب في إعادة صياغة الوحدة اليمنية، لكن هذه الصياغة للوحدة اليمنية كما يبدو لي، ولجميع المتابعين السياسين للشأن اليمني بأنها تأتي في إطار سياسي محدود ، ومن زاوية ضيقة لا تبعد نفسها عن الزاوية التي أتت منها الوحدة اليمنية يوم 22 مايو حين رفض الرفاق إشراك أبين وشبوة في السلطة .

اليوم ونحن على أعتاب مرحله جديدة لإعادة صياغة الوحدة اليمنية من خلال ما يتمخض سياسيًّا على الساحة الجنوبية هل بات شعار استعادة دولة الجنوب في خبر كان بعد أن حصل الرفاق على حصتهم في هذه الشراكة باسم الجنوب على حساب محافظات بعينها؟

نعم نقولها بالفم المليان لقد اضمحل ذلك الحلم الجنوبي بعد أن نال الرفاق المتزعمون للحركة التحررية من قبضة الشمال نصيبهم من السلطة. واليوم نقول لكل من خونَّا في الماضي وصنفنا بأننا أعداء للقضية الجنوبية نقول له بأنه قد تم استخدام دم الشهداء من أبناء الجنوب جسرًا للعودة إلى باب اليمن على حساب الجنوب وقضيته العادلة.

لقد قلنا في أكثر من مقال بأن الصراع في الجنوب هو صراع سلطة وليس صراعًا تحرريًّا كما كان يزعم الرفاق.
من يتمعن اليوم في تلك القرارات بعين ثاقبة وحصيفة بعيدًا عن التحيَّز السياسي، أو المناطقي يتضح له بأن المرحلة القادمة هي مرحلة شراكة مع فئة معينة ترى بأنها الأحق في تمثيل الجنوب مع الشمال.

لهذا نقول للدكتور رشاد العليمي بأننا لسنا ضد إعادة صياغة الوحدة فهذا كان مطلبنا ونحن في صنعاء قبل الحرب،
لكن مفهوم الصياغة يجب أن يكون وفق أطر ومواثيق تكفل للجميع حقوقهم السياسية والاقتصادية والعسكرية بعيدًا عن التحيَّز لفئة على حساب شعب لكي لا يعيد الزمن نفسه لأحداث اربعة وتسعين. نحن اليوم بحاجة الى الانفتاح على كل القوى السياسية في الجنوب لبناء مداميك للوحدة الأبدية.

إن مايحصل اليوم من معالجة من قبل المجلس الرئاسي لا تخدم المصلحة العامة بقدر خدمتها لفئة معينه بعينها،
إن إعادة تصحيح المسار السياسي يتطلب منا التخلي عن العنصرية والمناطقية لكي نحقق الأمن والسلام المستدام .

ومن هنا ومن الحرص السياسي السوي نقول للدكتور رشاد العليمي بأن ما تقوم به اليوم من معالجة سياسية، أو إصلاح سياسي كما تسميه هو عمل مرحلي سيعكس
بنفسه على البلاد في الأيام القادمة، نحن بحاجة إلى نظرة شاملة لحلحلة مشكلة الجنوب بين أبنائه من خلال مشاركة الجميع في صنع القرار الجنوبي، وما لم يحدث هذا سيظل الجنوب على فوهة بركان قابلًا للانفجار في أي لحظة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى