كتابات

الموهبة..مابين البيئة والثقافة

 

 ياسر الجبيحي

– انهزم المنتخب الأولمبي اليمني من العراق ٥..ومن إيران ٣.
سئلني أحد اصدقائي الشباب عالميديا..والحل يا اخي..حرام عندنا مواهب أكثر من هؤلاء، وسرد لي أسماء من أكثر من نادي.
أدركت من سؤاله،مستوى ثقافته بما يدور حوله بصفة عامة..ربما كان شاب مراهق غيور على وطنه..وثقافته كلها عالكورة الأوروبية، واكيد ضربت في جمجمته فيوزات المقارنة..
ووو..ووو……الخ.

– ساعدني هذا الشاب بالذهاب إلى بعيد بمخيلتي..وربما ينفع في مجالات أخرى غير كورة القدم.

المهم خرجت بهذا المقال ارجو ان اكون قد وفقت فيه.

اقرأوا.. الرد :

– ماذا ستفعل باللاعبين المهرة،وانت ماعندك منظومة تحتويهم،ونظام،وحراك،واقتصاد..اذا كانت بلدك مالقيت القوت الضروري..الامن الضروري..الاقتصاد الضروري..فكيف ستجد الكماليات الضرورية.
– تدري لماذا تفوقت اووروبا على دول العالم في كورة القدم..مع أن اللاتينين يملكون أفضل اللاعبين،ويصدرونهم بمبالغ خرافية؟
لأن النظام السياسي للقارة الأوروبية،والذي هو في الأصل نظام اجتماعي،يقوم بأدوار عدة،ووظائف متعددة،استنادا إلى سلطة قوية،تمنحه كامل الصلاحيات في إدارة موارد المجتمع،وتحقيق اكبر قدر من الخدمات العامة التي تمنح الشعب الرخاء والازدهار،وتحد من التناقضات الاجتماعية. وحقيقة ما يوجد عند الاوروببين من رخاء واستقرار في شتى مجالات الحياه،لايوجد عنداللاتينين..ولا يوجد في بلادنا ولا في أغلب بلاد القارات الأخري،حتى التي معاها ثروات باهضه.
لكن هذا لايستبعد ان تفاجأنا الأيام باليابان نموذجا ليكسر القاعدة.
قريبا ستشاهدون منتخب اليابان بطلا لكأس العالم.
– لم تعد مجرد الموهبة فقط هي التي تعطينا مانريد في كورة القدم..هذه حقيقة لانستطيع ننكرها.
في ١٩٨٢..كانت موهبة مارادونا خارقة..لكنه كان بلطجي داخل الملعب،لايقبل اي احتكاك، يقوم برد الفعل..وفعل الفعل.
فكروا كيف يصنعو من هذه التركيبة البشرية المتناقضة،التي لا تكتمل فيها كل الصفات المكملة للموهبة.
كانو يدركو قيمتها،لكنهم كانو أيضا يشعروا بأنها ستضيع عليهم،لو تركوها هكذا.
كيف يصنعو بها من أجل الاستفادة منها في بطولة كأس العالم ١٩٨٦.
كانو يدركو موهبته..لم يتركوها لأهوائها كما يحصل في أغلب دول العالم،وبالذات في منطقتنا.
وأدركوا أيضا بأنه انسان في الأول والأخير، وليس كأي انسان..يحتاج لمساعدتهم،كما هم يحتاجون له.
لكنهم كانو أمام مشكله..كيف يخبروه بالحالات النفسيه التي لديه..فربما يخسروه للأبد.
كانو أمام شخصية يجب أن تتناسب كل تركيباتها الفسيولجية،مع هذه الموهبة،والتي ممكن تعطيهم وتعطيه،كل مايتمنونه وأكثر.
– الكلام الذي ساذكره لاحقا..حصل صحيح.. وموجود في كتاب عن حياة مارادونا،الذي نشر بعد كأس العالم ١٩٨٦..كيف تغير مارادونا في هذه البطولة واصبح حمل وديع،يأكل الأخضر واليابس داخل الملعب،ويقدم أشياء خارقة في كورة القدم،بعد مونديال ١٩٨٢.
طبعا حدث هذا أيضا الي جانب تألقه في السنوات التي تبعت مونديال ١٩٨٢ مع نادي نابولي.
كان مارادونا يخترق مساحات الملعب بمهارات تشد الأبصار،وحتى في المساحات الضيقة كان يترك الافواه مفتوحه من شدة الإبهار..حتى أنه كان يطيح ويقوم..يطيح ويقوم..لايشتكي ابدا..بل زاد قوة وصلابة
..فبدل ماكان يتلقي الكروت الحمراء،كان منافسيه هم من يتلقون هذه الكروت..وكان هو في كل إعاقة ما عليه

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى