كتابات

البيضاء

 

بقلم ؛عمر الحار

لم نستطع الوقوف على حقيقة الموقف العسكري في جبهات البيضاء ،ولا نثق في التدولات الاخبارية المتنوعة والمتضاربة عنها في وسائل التواصل ،على اهمية مادتها لكبريات وكالات الانباء ووسائل الاعلام العالمي الغائب صوتها المهني في هذه الحرب الغموس التي تدار على شاكلة جديدة تختلف جذريا عن الحروب العسكرية المعروفة،وهي تمضي على مقولة مابين غمضة عين ويقظتها يغير الله من حال الى حال ،لكن الحديث عن سقوط جبهات بعد مرور ثلاثة اعوام على انتصاراتها،من الامور المثيرة للدهشة والاستغراب،ان لم تكن سابقة في تاريخ الحروب .
وبماذا يمكن تفسير سقوط ثلاث جبهات في غمضة عين في البيضاء ،بعد ثلاث اعوام عجاف من احراز النصر فيها ،وبماذا يفسر عدم استطاعت الجيش الوطني من الاحتفاظ بتلك الانتصارات ان صحت الاخبار،دون فتح باب التأويلات والتساؤلات التي تطرحها طبيعة هذه التطورات العسكرية على صعيد هذه الجبهات،دون الحاجة للبحث عن الاجابة المضنية عنها ،على ما يعتمل من شكوك حولها يجعلها قابلة للتعبير او الصمت عنها ،وان كانت موجعة وموغلة في الحيرة والغموض،ولا تتطلب في كل الاحوال وضع النقاط على حروف اسرارها،وقد نكتفي بالاشارة لها ،من باب طرح التساؤلات الاولية حولها.والتي يتبين من خلالها حجم خطورة الموقف العسكري لهذه الجبهات،ومايترتب عليها من تبعات كارثية على مسار المواجهات الميدانية في بقية الجبهات الاخرى .
هل نحن نقف على اعتاب مرحلة جديدة من الحرب ?
،وما مدى حدودها الميدانية ?الا ان السؤال الجوهري المهم يتمثل في معرفة ماذا هناك تغيرات طارئة على اهدافها التكتيكة والاستراتيجية عن الاولى ?
وهل بالامكان تحديد نوعيتها ?
وهل هناك اتفقات خفية تقضي بتسليم الحوثي البيضاء مقابل تراجع مليشاته عن مأرب ?ام هناك ماهو ادهى وامر في اسرار لعبة الحرب موجبة اعادة ترسيم جغرافية اليمن بالدم وتمكين الحوثي من الحدود الشطرية ?
وقد تحتسب الشرعية من جانبها هذه التساؤلات المشروعة نوعية من ممارسة جلد الذات ،و مرهقة لها وان كانت محكومة بالمجهول اصلا، بل ربما لا تعرف الاسرار العسكرية في الحرب اليمنية ولا تطلق الا عليها، ومادونها يمكن احتسابه في حكم المباح .
ولا يمكن للشرعية ان تبادر وتجلي الحقائق على صعيد الجبهات الثلاث بدلا من تحميلها كل اخفاق عسكري فيها ،وربما تتهم بالتفريط في الانتصارات التي تحققت بملاحم وتضحيات ارواح الرجال ودمائهم الزكية،وكعادتها ستلوذ بالصمت المخزي الذي يضاعف من حدة الهزيمة عسكريا ومعنويا .

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى