كتابات

أنستنا .. يا عيد !!

 

بقلم : خالد السودي

بكل الود والاحترام و الأمل .. اهنئكم بعيد الاضحى المبارك .. مع أمنياتي الصادقة أن ينعاد عليكم بالخير والعطاء في ظروف افضل لكل المكلومين والمهجرين والغائبين قسراً عن اليمن .. و لكل الزعلانين و الموتورين والذين رفسوا النعمة وعاثوا في الأرض الفساد.. وحنثوا باليمين و رفضوا تحكيم كتاب الله العظيم منذ ١٠ سنوات مرت بمرها و خستها .. وانتهازيتها وصعود الطامعين والظالمين و الساذجين .
و لكل أهلي و أصدقائي المنتظرين بفارغ الصبر و الجلد و التطلع أن تفتح الممرات ويرفع الحصار عن مطار صنعاء و الموانئ اليمنية وتضع الحرب اوزارها ويعلو صوت الطرب على صوت المدفع و يطرب على الانسي باسطورته الرائعه ” أنستنا ياعيد ” في كل بيت في اليمن .. اقول : مزيداً من الصبر عيداً بعد عيد فبلدنا تستحق كل هذا العناء و الانتظار .
ينعاد عليكم وجبال صنعاء الحب و الحضارة و ضواحيها تحتضنكم بين جوانحها كأم رؤوم تنتظر اولادها ، وتلفح شواطئ عدن ونسمات بحرها الهادر و جناتكم التي تشتاق الى نضارتها البهية بعد أن شحبت وشاخت تحت وقع عوامل التعرية والعهر السياسي الممنهج ..
عيدكم مبارك بين من بقى من أهلكم وناسكم بعد ان احترق الباقي في متاهات الحرب و سرادق الجوع والمرض .. وقد ترممت النفوس وعادت النفسية اليمنية الى شكيمتها و حالتها .. استقرارها .. شموخها و تسامحها !
ينعاد وقد فُتحت السجون و خرج الأسرى من معتقلاتهم الظالمة .. و تنفست البلد من جديد نسائم الحرية و العدالة والديمقراطية و تحررت من الوصاية و حكم الحديد و النار .
ينعاد عليكم و الحديدة عادت عروسة للبحر الاحمر وقد تفتحت زهرات الرمان من صعدة و اقفلت افواه البنادق بالضبة و المفتاح ، وتذكرت حجه انها مدينة النصر و بوابة الانتصار .. و تجملت المحويت و عمران وريمة بخضرة النفوس مع خضرة التراب !!
ينعاد عليكم جميعاً و قد خف عن كاهل إب الخضراء ” نابولي اليمن ” الحمل الثقيل بعد أن تصدرت المشهد كعاصمة للتسامح والحكمة و الضيافة في زمن التناحر و الجنون و الصياعه .
سأبتهل من أجل العيد .. و اذكر أني لازلت اعشق باجل بحَرها و غَبرتها واتوق للعودة اليها .. و اتمنى ان تعود تعز حالمة رغم ملكيتها اعظم من الملك تماما مثل الضالع و لحج ببحثهما ” الدؤوب ” عن مكان في القلوب و الخارطة .
تتوالى الاعياد .. و تبقى حبيبتي
و حيدة
مضطربة
حزينة ..
منتظرة .. صبورة
الكل ينهش في لحمها .. و الكل يشك في شرفها .. والكل يعض اليد التي امتدت اليه ..
حبيبتي اليمن تسأل ؟!
هل ستبقى حضرموت كما هي
طيبة شامخة تُصدر الحضارة والتجارة
و هل ستفوح رائحة البخور و يعلو صوت الدان على صوت المدفع .
و هل سيظل الرجال في شبوة رجال كما سجل التأريخ
و ماذا عن مأرب
سليلة الحضارة
و شرنقة الحرير .. و الحرائر
و جارتها الجوف المنسية .. والمهرة و سقطرة ذات الاطماع المخفية
و هل تبقى برازيل اليمن ابين أسيرة الصراعات ام ترتقي الى مستوى القيادات .. و هل يستمر ” بياض الوجيه ” لجارتها العظيمة البيضاء وذمار الشامخة العتيقة .
متى يقدر السياسيون قيمتها
و هل سيقف الانتهازيون منهم و اصحاب رؤوس الاموال و أجشع التجار عند حدهم ..
ليعرفوا قيمتها .. و قامتها .. و فيمت اهلها و ناسها .
انها اليمن أيها الجيران لعلكم عرفتموها لكن يبدو بعد فوات الأوان !!
انها الحضارة
والقوة
و الجسارة ..
بلد الرجال الاشداء والنساء العظيمات .
البلد الذي مهما طال الزمن واشتد الظلم ستصنع عيدها من جديد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى