يا حكومة الرجال !

بقلم / خالد السودي

تعيش في هذه الدنيا بطولها وعرضها .. و تؤمن انك نزلت مع حبات المطر .. وتصاب بغرور الدنيا فتعتقد انك جئت من كوكب آخر .. ثم لا تتذكر قول الله تعالي :
” واذا بشر أحدهم بالأنثى ظل وجهه مسوداً وهو كظيم ”
من حملتك كانت ” بنت ” رضيعه صغيرة بريئة لكنها كبرت وترعرعت ثم زُرعت في أحشائها ثوانٍ دقائق ساعات ايام أشهر .. و سنوات ضوئية من الترقب والالم والخوف عليك وانت مضغة لو بصقت عليك ذبابة يومها هل ياترى ستكون موجود في تلك اللحظة ؟!
لو نجح كفار قريش في مواصلة تاريخهم ” الاسود ” في وأد البنات هل ياترى سأكون موجود و أمي ” الصالحة ” ليس لها حس في هذا الكون ..
وانت وصاحبك و أخوك وعشيرتك وقبيلتك و قريتك ومدينتك وبلدك و عالمك والكون والحياة بل الإنسانية جمعاء .. لاوجود لشيئ من ذلك دون النواعم ..
البنت هي بذرة الحياة .. و الانثى هي مركز الكون ومصدر السعادة .. والارض الخصبة التي نبدأ منها رحلتنا و نسلم عندها عهدتنا .. و الضوء المشرق في آخر النفق المظلم .. والنحلة التي تنثر عسلها في الارجاء وتلسع عندما تُستفز .. انتبهوا يا مجتمع الذكور من اختبار المرأة او استفزازها او إختبار صبرها وقدراتها ،،
الأنثى هي :
الأم الرؤوم .. الأخت الشقيقة .. الزوجة الصاحبة رفيقة العمر .. البنت الحنونة .. الصديقة الصادقة .. الزميلة الناعمة .. و الانسانة الضعيفة في اوج قوتها .. و القوية في أضعف لحظاتها ..
رسولنا الاعظم خاتم النبيين ساعدته خديجة نحو اعتلاء لقب رسول الانسانية .
و سيدنا عيسى سره في ولادة مريم العذراء ..
بنت الأزور رمز الشجاعة .. و الخنساء ايقونة الوفاء للاخوة والبلاغة ..
النساء كثير من حولنا .. نساء تعلمن لغة القيادة والبناء والنقاء .. و أخريات حملن معول الهدم و الظلم و الشقاء ..
بلقيس العراقية الزوجة الفقيدة فجرت قريحة نزار قباني الشاعر العظيم
و بلقيس ملكة سبأ اثارت قوة نبي الله سليمان و أروى بنت أحمد عمق التاريخ اليمني الناعم الأصيل ..
حبشتسوت الفرعونية الذكية
كيلوا باترا الماكرة
غاندي صنعت مجد الهند
و لولا أميليا ارهارت المغامره لما حلمت ايها الاحمق في ركوب الطائرة A 380
با نظير بوتو وجه باكستان المفقود المشرق ..
مجهولة صرخت في وجه الشعب الثائر اتجهوا افتحوا سجن الباستيل فصنعت ثورة فرنسا العظيمة .
المرأة عضو فاعل في الكون .. و إذا قررت التمرد عليكم الاختباء خلف الاحجار وفي اعماق البحر والكهوف ..
ليلى قتلت قيس ابن الملوح حباً و عشقاً .. و عبله حولت الضرغام القوي الى متسول على عتبة الحب ..
و تجلت قريحة شكسبير العظيم على حواف جوليت الرومنسية .. لتبتكر بعدها ملحمة الحب العظيمة روميو و جوليت ..
النساء اجمل الكائنات ..
باستثناء :
امرأة نوح وامرأة لوط
زوجة الفيلسوف سقراط .. وبعض الزوجات !!
شجرة الدر
و اذا ضاعت بوصلة المرأة دُمرت دول وشعوب ..
ولكم مثل في :
هيلاري كيلنتون
التي سلمت المعول لتوكل كرمان فدمرت اليمن واليمنيين ..
في المقابل
ميركل احتضنت السوريين .. والشرقيين ..
هكذا هي المرأه عبر العصور .. تقودها عاطفتها نحو الابداع او التدمير ..
معظم النساء في التاريخ لوحة بيضاء من الابداع والجمال .. مقابل مساحات شاسعة و متاهات من التدمير والهلاك صنعها الرجال ..

و ياحكومة الرجال ” التي خلت من التمثيل الناعم منذ أكثر من ربع قرن ” بقيادة الدكتور معين عبدالملك شدوا حيلكم واجهوا التحديات بقوة الرجال في غياب حكمة النواعم لعلكم تنجحون !!
يا صديقي المتعجرف .. تعلم فن الحياة .. تعلم كيف تكون المرأة سر الحياة والوجود ..
ويا سيدتي المرأه في اليمن سيأتي اليوم لعودة ريادة بلقيس و اروى بنت أحمد وفايقه السيد و أمة العليم السوسوه وروزا عبدالخالق و اوراس ناجي و عزيزه عبدالله ابو لحوم و رضيه عبدالكريم وسلمى المصعبي و حنان حسين و توجان البخيتي و ماما نجيبه حداد و امل بلجون و جميلة رجاء وايمان النشيري و افراح بادويلان و وهيبه فارع و وذهبه المنتصر المعروفه في الولايات المتحده ب ” Debbie Almontaser و نورا الجروي ورضيه المتوكل .. و الشقيقتين نهاوند و مناهل ثابت ..
و ممن فاتتني اسمائهن الناصعه وسيرتهن المدهشه .. اروى عثمان و رؤوفه حسن و لطيفه حمزه و آمنه النصيري وايمان عميران المعروفة باروى الاعلامية الفنانه المبدعه وبلقيس فتحي ..

المعذرة سيدتي المرأة في اليمن .. لابد من المحاوله مرة ومرات والتشبث بحقك في الحياة والحرية والكرامة والعمل حتى لايتم تجريف تلك المبادئ من خلال تيارات الاسلام السياسي المتطرفه التي باتت متحكمة في القرار في اليمن اذ يتدثرون بالدين ويطبقون النظرة البوذية .. يتغنون بالشعارات ويطبقون افكارهم الراديكالية ذات النظره الدونيه .. و يتركون المرأة على الرف كأنها ارشيف الاعمال الروتينية .. يتمتعون بالحياة تاركين للمرأة الجلباب والمطبخ ومتاعب الحياة ” الماراثونية ” .
جمعتكم مباركة ،،

*من صفحة الكاتب بالفيسبوك