يمن اتحادي - وكالات
في منتصف مارس الماضي، ظهر مصطلح "مناعة القطيع" أو "المناعة بالعدوى"، وذلكبالتزامن مع دعوة رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون إلى اتباع هذهالاستراتيجية في مواجهة فيروس كورونا المستجد.
لكن هذه الاستراتيجية سرعان ما انهارت وسط الانتشار الواسع للفيروس، الذي أصابجونسون نفسه، مع تحذيرات متزايدة صادرة عن أطباء وخبراء، من تطبيقها.
وتستند استراتيجية "مناعة القطيع" ببساطة إلى ممارسة الحياة بشكل طبيعي، بحيثيصاب معظم أفراد المجتمع بالفيروس، وبالتالي تتعرف أجهزتهم المناعية على الفيروس،ومن ثم تحاربه إذا ما حاول مهاجمتها مجددا.
لكن المختصين يحذرون من هذه الاستراتيجية في ظل إغراق المستشفيات بالمرضى.
وأعرب جيريمي روسمان، أستاذ علم الفيروسات في جامعة كينت البريطانية، عن اعتقادهأن مناعة القطيع قد تكون غير فعالة في مواجهة فيروس كورونا، مرجعا عدم نجاعة هذهالاستراتيجية إلى تطور الفيروس جينيا وتطوير سلوكه، الأمر الذي قد يحتاج إلى طرقجديدة لمكافحته.
ويمكن لمناعة القطيع أن تكتسب أيضا من خلال إعطاء لقاح لعدد كبير من الناس لمكافحةالوباء، مما يصعّب من انتقاله لآخرين، لكن ذلك الحل أيضا غير متوفر في مواجهةفيروس كورونا، إذ تشير تقديرات الخبراء إلى أن لقاحه لن يكون متاحا قبل سنة إلى سنةونصف السنة من الآن.
ويقول مارك وولهاوس، أستاذ علم الأوبئة والأمراض المعدية في جامعة إدنبرة فيأسكتلندا، إن مناعة القطيع يمكن أن تحدث بشكل طبيعي إذا تعرض عدد من الناسللعدوى، إذ يكوّنون أجساما مناعية مضادة تكسر شوكة الفيروس، ولن يكون بمقدورهالانتشار على نطاق واسع.
لكن وولهاوس أكد في الوقت نفسه في تصريح لصحيفة "إندبندنت" البريطانية، أناسترايجية مناعة القطيع لن تكبح تماما تفشي الفيروس أو تمنع انتشاره بشكل كامل،خصوصا في مجتمعات لم تكتسب المناعة بعد.
من جانبه، حذر تشونغ نانشان، أحد خبراء مواجهة كورونا في الصين، من اتباعاستراتيجية "مناعة القطيع" لمواجهة فيروس، مبررا ذلك بأن "كوفيد 19" مرض معدللغاية.
وأكد تشونغ أنه "لا يوجد دليل علمي حتى الآن على أنه إذا ما أصيب شخص بفيروسكورونا، فإنه لن يصاب مرة أخرى"، داعيا إلى تضافر الجهود من أجل تطوير لقاح ضدالوباء بشكل سريع.
اضف تعليقك على الخبر