ارسال بالايميل :
1925
الكاتب : عادل الشجاع*
المظاهرات الجارية حاليا في عدن أظهرت مدى بشاعة المجلس الانتقالي تجاه أبناء الجنوب، فما شاهدناه من استخدام للرصاص الحي ضد المحتجين الذين خرجوا للمطالبة بالكشف عن مصير عشال وهذا مطلب طبيعي وقانوني، ولم نجد أي جماعة عبر التاريخ تقمع المواطنين لأنهم يطالبون بتجسيد القانون، لم يكن من هذه المليشيا إلا أن قمعت المتظاهرين وجرمت فعاليات تظاهرهم، كل ذلك يجري بدون أن تتدخل الحكومة لحماية مواطنيها وتركت حرية التصرف لمليشيا الانتقالي .
في كل العالم المتحضر، تخرج المظاهرات الاحتجاجية السلمية والقانون لايحرمها أو يجرمها ولا نجد من أغلب نتائجها ما نراه في عدن أو صنعاء من قتل وضرب وسحل للمحتجين، خاصة وأنهم خرجوا للمطالبة بالكشف عن مصير مواطن تم اعتقاله وإخفائه قسرا، وبطبيعة الحال، فإن هذه المظاهرات ونتائجها يتحمل نتائجها الحاكم وليس المتظاهرين أوالمحتجين، وإلا لكانت المظاهرات مجرمة في كل أنحاء العالم، لكنها محمية بقوة القانون الذي خرج المحتجون في عدن يطالبون به، لكنهم لم يدركوا أنهم يطلبونه من مليشيا لا تعترف بالقانون ولا بحق المواطن في الحياة .
لو كان الحاكم الذي يحكم عدن إنسانيا ومتحضرا، فإنه لن يسمح أولا لأجهزته باعتقال مواطن وإخفائه، ومن ثم لن يعطي مجرميه أوامر بقمع المحتجين واستخدام الهراوات لإشباعهم ضربا أو استخدام الرصاص الحي لإصابتهم وقتلهم، ففي الوضع الطبيعي انهم سيجدون شرطة تحدد مسارهم وتحمي الممتلكات من المتفلتين منهم وتردع النازعين للشغب منهم بالماء الكثيف أو الغاز المسيل للدموع في أسوأ الحالات .
طبيعي جدا أن يعطي عيدروس الزبيدي ومن معه من قيادات المجلس الانتقالي التعليمات في مواجهة من يتظاهرون ضده، لأنه أخذ منهم التفويض ويجد نفسه أن هؤلاء تجراؤا عليه وخرجوا على هذا التفويض الذي يحق له قتل من يقتل ويخفي من يخفي دون أي مساءلة وهو بنفس الوقت ليس محاطا بقوانين تجرمه أوتحاكمه ولا رأي عام يناصحه ويخطئه، والأخطر من ذلك أنه محمي بأبناء منطقته يرون أن المطالبة بإنفاذ القانون يقوض سلطتهم التي اختطفوها بدون إرادة الجنوبيين جميعهم، لذلك فهم يقمعون الرأي العام إن جرمهم أو خطأهم فنجدهم قد تجراؤا على سحق الناس إن ثاروا أو تظاهروا ويظنون أنفسهم على حق مهما زاد ظلمهم وجبروتهم .
الخلاصة أن العنف والضرب والسحل والقتل الذي يجري في عدن ليس نتيجة للاحتجاجات والمظاهرات حتى يجرم المتظاهرين أو يحرم عليهم الاحتجاجات من قبل الزبيدي ومن معه استنادا على أن هؤلاء المتظاهرين أنهم مشاغبون مع أن المشكلة صنعتها أجهزة مليشيا الانتقالي وليست من صنيع المتظاهرين الذين هم ضحية للجريمة التي ارتكبت بحق المواطن عشال إذاً فالأولى هنا أن يقدم المجرمون للمحاكمة كونهم الفاعل والمجرم الحقيقي وليس المتظاهرين، لأنه الطرف الذي ارتكب الجريمة وهو الذي مارس القوة المؤذية وهو القادر على ضبطها وتهذيبها .
يحسب لأبناء المحافظات الجنوبية أنهم ثاروا في وجه مليشيا الانتقالي التي ارتكبت كل الجرائم تحت ذريعة استعادة الدولة، مع أنه وفق قوانين الطبيعة لا توجد مليشيا تؤسس لدولة أو تعمل وفق قوانينها، وهنا يجب على ابناء المحافظات الشمالية أن يحذوا حذو إخوانهم في المحافظات الجنوبية ويزحفوا ضد مليشيا الحوثي لإسقاطها فإن العصابات لا تخلف إلى جرائم ضد الإنسانية .
*من صفحة الكاتب بالفيسبوك
اضف تعليقك على الخبر