ارسال بالايميل :
3229
الكاتب : عادل الشجاع
لفت انتباهي النقاش الذي دار بين الدكتور رشاد العليمي وسفير الولايات المتحدة الأمريكية، أبرز عناوينه حتمية التسليم بأنه لا معركة جديدة مع الحوثيين، أما النقطة الثانية التي شدت انتباهي، فتمثلت بحديث السفير عن جهود مكافحة الإرهاب، وكأنه يشير لإرهاب غير إرهاب الحوثيين، وبهذا يكون السفير قد سجل نقطة مهمة في ملعب الشرعية، ليثبت أن بلاده تحمي الحوثيين .
ما أريد أن أقف عنده، الفقرة التي أكد فيها السفير إعادة تأهيل قوات خفر السواحل اليمنية، لتنطلي على الشعب اليمني والعالم أن أمريكا في حالة مواجهة مع الحوثيين، ولم يتطرق إلى الجيش اليمني، ولا إلى استعادة الدولة وإنهاء الانقلابات شمالا وجنوبا واستعادة التعددية السياسية والديمقراطية المقرونة بالإرادة الشعبية .
وكأن السفير يريد أن يقول، إن المليارات التي ضختها السعودية والإمارات من أجل إسقاط انقلاب الحوثيين، كلها ذهبت في غير محلها، فمن الواضح أن الرياض وأبو ظبي لم تتخليا عن دعم الشرعية وتسليحها فحسب بوصفها الممثل الشرع، بل باعتها للحوثيين، مثلما أمريكا باعت السعودية لصالح إيران .
الملفت للنظر، توالي الضربات على مجلس القيادة من كل الجهات هذه الأيام، ما يدفعنا للقول بأن هناك خطة للتخلص منه بعد أن انتهى دوره، فلا يكفي أنه لم يسمح له بالجلوس حتى على مقاعد المتفرجين في إطار الرباعية ولا حتى في المفاوضات الجارية منذ سنتين بين السعودية والحوثيين، بل دفع به لإصدار قرارات اقتصادية، ثم طلب منه التراجع عنها، لكي يفقد مصداقيته ويظهر عجزه أمام مواطنيه .
ولست بحاجة إلى التأكيد بأن مجلس القيادة الرئاسي يعيش حالة احتضار هذه الأيام، فبعد التراجع عن قرارات البنك المركزي في عدن، يخوض الانتقالي حربا وتصفيات جسدية ضد قيادات جنوبية، الأمر الذي يعني أن هذا المجلس لا يحتكم إلى مرجعية واحدة، فهو مفتت والخلافات فيما بينه أكثر مما هي بينه وبين جماعة الحوثي .
ومن يعتقد بأن المجلس سيتوصل إلى تسوية سياسية ملزمة لحل الأزمة اليمنية، فهو واهم، لأن الرياض وأبو ظبي لا تعترفا بحزب الإصلاح ولا الإصلاحيون يعترفون بطارق صالح، وتلتقي أطراف مختلفة على ضرورة تصفية الإصلاح وأخرى على ضرورة تصفية المؤتمر وثالثة على تصفية الانتقالي .
ما ينبغي استخلاصه، أن مجلس القيادة الرئاسي والحكومة لم يتم استشارتهما طوال العامين الماضيين أو وضعهما حتى في صورة ما يجري من مفاوضات بين السعودية والحوثيين، وكأن مهمة المجلس والحكومة فقط متابعة عملية البيع والشراء بين الطرفين .
لقد ازدحم البحر الأحمر والعربي بالأساطيل الأمريكية البريطانية، الهدف كما قيل مواجهة الحوثيين، لكن الحقيقة أن أمريكا تحمي الحوثيين بكل السبل وتجعل منهم ورقة رابحة تشهرها في وجه السعودية، فلا هي تركت السعودية تعقد صفقة مع الحوثيين، ولاهي تركت الحوثيين يسقطوا بسبب سلوكهم .
والسؤال الذي يطرح نفسه: ألا تستحق كل هذه التطورات على الصعيدين السعودي واليمني قمة خليجية أو حتى مؤتمرا يمنيا لدراستها ومناقشتها ووضع استراتيجية موحدة لمواجهتها والاعتراف بفشل الاستراتيجية المتبعة منذ عشر سنوات، سياسيا وإعلاميا ووضع حد للتدخل الأمريكي الذي باع السعودية لإيران واستخدم الحوثيين لابتزازها، وهي بدورها باعت الشرعية للحوثيين اعتقادا منها أنها تشتري بها أمنها من الحوثيين، أترك الحريصين في السعودية واليمن خاصة أصحاب القرار يجيبوا على هذا التساؤل !.
*من صفحة الكاتب على الفيسبوك
اضف تعليقك على الخبر