يمن اتحادي هو منصة إخبارية رقمية رائدة تسعى لتقديم تغطية شاملة وعميقة للأحداث الجارية في اليمن، مع التركيز على تقديم صورة واضحة وموضوعية للأوضاع السياسية والاقتصادية والاجتماعية في البلاد

هل ستوجه أمريكا ضربة عسكرية للحوثيين؟

الأربعاء 20/ديسمبر/2023 - الساعة: 11:53 م
هل ستوجه أمريكا ضربة عسكرية للحوثيين؟
  الكاتب : عادل الشجاع تلقيت العديد من الاتصالات من جهات إعلامية تسألني ، أيهما سيسبق ، اتفاق السعودية مع الحوثيين ، أم حرب الحوثيين مع أمريكا ، وحزنت كثيرا ، كيف لإعلاميين درسوا الإعلام ونظرية الاتصال والتحليل ، كيف يرسمون لأنفسهم صورا ذهنية ، ثمّ يصدقونها . وقع هؤلاء الإعلاميون ضحية لخداع الإعلام الغربي وتحديدا الإعلام الأميركي والبريطاني ، الذي يروج لحرب افتراضيّة في البحر الأحمر ، بسبب ما يقوم به الحوثي من هجمات على السفن التجارية، الهدف من ذلك دفع السعودية للإسراع بتوقيع الاتفاق مع الحوثيين ، وهذا ما هو حاصل بالفعل ، حتى أن الرياض تطلب من واشنطن ضبط النفس تجاه هجمات الحوثيين . وفي مكان آخر نجد المبعوث الأممي الخاص إلى اليمن هانز غروندبرغ كثف من تحركاته في عواصم الدول الخليجية ، ونسمع عن تحفظ أميركا وبريطانيا على مضامين هذا الاتفاق ، فمتى بالله عليكم كانت الأمم المتحدة تتحرك خارج رغبة مجلس الأمن ، ثم أليست أميركا وبريطانيا هما من منعا سقوط الحوثي في الحديدة ؟ تلعب أمريكا لعبتها المعروفة ، تصعد في خطابها تجاه الحوثيين ، لكي تدفع الأطراف للتوقيع على اتفاق مضامينه لصالح الحوثيين ، تحت ضغط ، عدم التوقيع أو التأخير قد يؤدي إلى اشتعال حرب تعيق اتفاق السلام ، والسؤال : ماذا لو تم التوقيع على الاتفاق ، ثم اشتعلت الحرب ، فما قيمة الاتفاق ؟ وبمعنى آخر ، مالذي سيمنع الحوثيين من مهاجمة السفن في البحر الأحمر ، طالما والهدف هي إسرائيل ؟ أما السؤال الأهم ، ماهو هذا الاتفاق الذي يجري بمعزل عن اليمنيين ، ولا يعرف أحد تفاصيله أو حتى مضامينه ؟ فكيف يتم الحديث عن اتفاق تحضر فيه دول الإقليم وتغيب عنه اليمن ؟ ولنا في اتفاق ستوكهولم خير دليل على تقويض المركز القانوني للشرعية ومنح الحوثيين شرعية لدى المجتمع الدولي . أرجو أن تتحملوني قليلا ، لكي أعود بكم إلى فبراير من عام ٢٠١٩ ، لكي ترون الصورة بوضوح وما الذي يراد من اليمن ، ففي هذا التاريخ تسمرت عيون اليمنيين على شاشة التلفزيون وهم يشاهدون وزير خارجيتهم خالد اليماني وهو يصافح نتنياهو في مؤتمر ورسو الدولي ويقدم الميكرفون له ، فأثنى عليه نتنياهو وقال ، هذه فاتحة تعاون بين إسرائيل واليمن . طبعا الراسخون بالعلم والعالمون بحال الشرعية اليمنية التي لا حول لها ولا قوة ، أدركوا أن السعودية والإمارات كانتاخلف هذا المشهد ، وأكلتا الثوم بفم اليماني ، فكانت الشرعية عبارة عن ورقة استخدمتها السعودية والإمارات لنسج علاقاتهما مع إسرائيل ، بل ونتيجة من نتائج الحرب على اليمن . ما يمكن أن نخلص إليه ، أن الحرب على اليمن تنطوي على رغبة أمريكية وإسرائيلية بجعل البحر الأحمر ومضيق باب المندب ممر آمن لإسرائيل وللملاحة الإسرائيلية ، وهذا لا ينفصل عن دور الإمارات في سيطرتها على الموانئ والجزر اليمنية ، وهذه السيطرة هي الوجه الآخر في التطبيع الإماراتي الإسرائيلي . اليمن تعاقب لأنها أكثر البلدان التي شاركت في الصراع مع إسرائيل بأفواج من الفدائيين واستضافت المعسكرات الفلسطينية وكان لها دور محوري في حرب ١٩٧٣ ، ولا ننسى موقف الرئيس صالح في قمة بيروت ٢٠٠٢ ، وإصراره على تثبيت حق العودة للفلسطينيين في مبادرة الملك عبدالله للسلام . أختم بالقول ، إن ما يقوم به الحوثيون يتفق مع تطلعات الشعوب العربية ، لكن الذهاب نحو تل أبيب أو اصطياد السفن التجارية لا يرجع حقا ولا يكسب حربا ، ولكي يثبتوا مصداقيتهم ، فإن قاعدة إسرائيل العسكرية في جزيرة دهلك تبعد عن الحديدة ٣٠٠ كيلوا متر ، وبطبيعة الحال لن يستهدفها الحوثي ، لأنه جزء من إعادة رسم حدود اليمن بالحديد والنار ، وقد ذهبت السعودية والإمارات إلى تشكيل مليشيات تمزق الدولة اليمنية وتعمل كحاميات عسكرية ، مثلما هو حاصل مع طارق صالح الذي يتبنى حماية البحر لدولة مختطفة وغير موجودة ، فإذا لم يسارع اليمنيون إلى استعادة بلدهم من هذه الميليشيات التي تعمل لصالح إيران والسعودية والإمارات ، فإن إسرائيل ستصبح الآمر الناهي في جنوب البحر الأحمر وباب المندب . ١٩ فبراير ٢٠٢٣ *من صفحة الكاتب بالفيسبوك

اضف تعليقك على الخبر