ارسال بالايميل :
987
الكاتب : عادل الشجاع
قبل أن نخوض في الفرق بين الرجلين ، علينا أن نوضح الفرق بين رجال صدام حسين ورجال صالح ، فقد تابع الجميع كيف وقف رجال صدام أمام الاحتلال بكل شموخ ولم ينحنوا أمام المحتل ولم يخونوا وطنهم وظميرهم وأهلهم ورفضوا الحياة الرغيدة في المنافي الأمريكية والأوروبية ، بينما رجال صالح قبلوا بأن يعيشوا في الرياض وأبو ظبي ومن بقي في الداخل قبل أن يكون مجرد غسيل يغسل به الحوثي جرائمه .
رجال صدام تركوا الخيانة لمن هم أهل لها وفضلوا المقصلة أو الموت في السجون خلف القضبان ، أما رجال صالح قالوا للخيانة نحن أهل لك واعتبروها مسألة وطنية وانحنوا للاحتلال ومسحوا ثمانية آلاف عام من العمق الحضاري وتعاونوا مع المحتل في ترميل ما يقرب من نصف مليون امرأة وتيتيم اثنين مليون طفل ، ليخلقوا يمن جديد ممزق بلا هوية ولا وحدة وطنية ، ولا ماء ولا كهرباء ولا كرامة ولا مكانة إقليمية أو دولية ، وحينمان نقول رجال صالح ، فإننا نعني بهم كل الذين كانوا معه في الحكم .
لنأتي الآن لما ورد في العنوان ونقترب أكثر ممن هم من خاصية صالح ، ونقصد طارق صالح ، قائد الحراسة الخاصة للرئيس صالح وطارق عزيز وزير خارجية الرئيس صدام حسين رحمهما الله جميعا ، فالاثنان قتلا على يد مليشيات تأتمر بأمر إيران .
طارق عزيز كان مسيحيا ، تخلى عن اسمه ، طوبيا ميخايل حنا ، بينما طارق صالح سلفيا سنيا ،طارق عزيز لا يقرب لصدام حسين لا من قريب ولا من بعيد ، بينما طارق ابن أخ صالح ، ظل عزيز وفيا لصدام وقرر الاستمرار بالوقوف إلى جانبه في أصعب الظروف وأدقها ورفض أمام المحكمة أن يدلي بشهادة تدين صدام ، بينما طارق صالح ترك رئيسه يواجه الحوثيين بمفرده وفر هاربا ونسج لنفسه قصة تزعم أن الرئيس قال له أنجو أنت واتركني أواجه مصيري بمفردي !!
كان طارق عزيز رجل مبادئ وأخلاق وكانت لديه وحدة حزب البعث وتماسكه أولوية تتقدم على أولويات أخرى بهدف مقاومة الاحتلال ، بينما طارق صالح أولوياته تفكيك حزب المؤتمر وإضعاف كتلته البرلمانية بشراء مجموعة من أعضائه ، ولم يتوقف الأمر عند ذلك ، بل أضعف موقف ابن عمه الذي يخضع لعقوبات جائرة تستدعي تقوية موقفه بتقوية الحزب وليس تشتيته .
طارق عزيز العزيز على قلب كل عربي رفض الاحتلال والهيمنة الإيرانية التي ترقص مع أمريكا على حقوق العرب ، ساوموه على كرامته الوطنية ، حاولوا يستغلوا مسيحيته ، لكنه رفض كل هذه المغريات وفضل السجن وهو المريض على حياة طابعها الذل تحت راية المحتل ، كان مطلوب منه أن يخون قائده حتى بعد إعدامه ، وأن يشهد ضده ويتخلى عنه ، لكنه علمهم أبجدية العزة والكرامة ، فمات في سجنه .
أعرف أن القليل ممن يعيشون على ما يقدمه طارق لهم سيسفهون قولي ، لكنهم لن يستطيعوا الإجابة عن : لماذا طارق لم يتخذ موقفا فيما يخص العقوبات المستمرة على اليمن وعلى عمه الذي قتله الحوثيون المتهم بأنه تحالف معهم وكذلك على السفير أحمد علي ،خاصة وأن طارق نائب رئيس مجلس القيادة الرئاسي الذي ستوقع السعودية اتفاقية باسمه خلال الساعات القادمة مع الحوثيين ؟ واخترت طارق تحديدا من بين الثمانية ، لأن الناس كانوا يؤملون عليه في استعادة الجمهورية من صنعاء ، فجاء لهم بقناة الجمهورية من المخاء !!
١٥ نوفمبر ٢٠٢٣
*من صفحة الكاتب بالفيسبوك
اضف تعليقك على الخبر