اليمن إلى أين ؟
بقلم : معتمد وادي
يعيش الشعب اليمني في هذه اللحظات الحرجة أصعب المراحل على مر تاريخ هذا الوطن، مراحل عصيبة يعيشها أبناءه شماله وجنوبه نتيجة تردي الأوضاع الاقتصادية والخدماتية والأمنية وبشكل غير مسبوق، تداعيات للصراع العسكرية والسياسي للأطراف السياسية المتحاربة وحلفائها، وتأخر حسم المعارك في الجبهات ما ألقى ذلك بأثره على البسطاء من هذا الشعب المكلوم، ما أدى إلى خلق مجاعة لم يشهدها التأريخ.
ومن أكبر الجرائم التي نتجت عن الحروب التي تدخل عامها السابع ما يتعرض له الإنسان من قتل وتشريد ومهانة ومعاناة حياتية وزيادة معدلات الفقر في هذا الوطن الجريح، إذ يستمر التدهور الاقتصادي وتفاقم المعاناة الإنسانية في البلاد بصفة عامة، ويتجلى ذلك بوضوح في انخفاض القوة الشرائية، نتيجة انخفاض قيمة الريال اليمني وارتفاع مستويات البطالة والفقر، والانهيار الكبير في نظام تقديم الخدمات العامة والدفع غير المنتظم لرواتب موظفي القطاع العام وغيرها من الأمور.
ومن الناحية الخدماتية مازال المواطن يعيش في ظروف لا يحسد عليها، فبدلا من أن تكون عدن والمناطق المحررة عام 2015 أنموذجا، إذ أصبحت هذه المناطق تعيش حرب خدمات مقصودة لا مثيل لها، هدفها الأول هو إذلال هذا الشعب وتركيعه وعدم السماح له بالعيش بكرامة، بعد أن وصلت الأوضاع إلى مرحلة سيئة للغاية نتيجة حرب الخدمات التي تشنها قوى نافذة.
من هنا نناشد كل المنظمات الحقوقية الإنسانية الدولية في التدخل السريع للحد من تلك الجرائم بحق الشعب اليمني والتخفيف من معاناته، وكذا مناشدتنا لجميع القوى اليمنية السياسية المتصارعة أن يراعوا الله في هذا الشعب والعمل على تغليب المصلحة العامة في تحسين الأوضاع الاقتصادية الخدماتية التي أصبحت تشكل عبئاً كبيراً على المواطن اليمني البسيط وتثقل كاهله في ظل هذه الظروف
