مقالات حرة

فوارق مليشاوية

 

بقلم : عمر الحار

لم يكن انقلابي عدن التابع للامارات الا حالة ارتزاق عابرة للمرحلة الصعبة التي تعيشها اليمن، والقابلة للزوال بعد الخروج منها،على خلاف نظيره انقلابي صنعاء التابع لايران الذي صمم بعمر افتراضي اطول لنوعية الاهداف الاستراتيجية المرتبطة بوجوده وبرغبات الموجه الدولي للاحداث في اليمن والتي اعطاها صبغة مذهبية فاقعة لتتواكب مع موجات الصراعات الطائفية التي تجتاح المنطقة لاجتثاث مذهبها السني المتهم بجريرة التطرف والارهاب والمطلوب استئصاله بها، وعلى هذا المنوال تجري عمليات التصفية الاولى للمرجعيات الاساسية للمذهب، واحلال المذهب الشيعي المنتظر الذي استغل التوجه الدولي نحوه لتحقيق انصافه من الحرمان التاريخي لدوره في الحياة الدينية في العالم الاسلامي وتغييبه منها ولعقود طويلة من الزمن.
وآجادت القوى الروحية للمذهب حسن استغلال اسباب الانفتاح الدولي عليها وتوغلت في تحقيق اطماعها الذاتية وتصفية حساباتها المزمنة مع عدوها التاريخي اللدود المذهب السني،واحيت بحكنة سياسية نافذة ناموس الصراع الديني المتآصل مابين اتباع المذهبين بمسميات احدث واجد من النواصب والروافض التي اضمحلت خلفيات وجودهم الحقيقي في غالبية المجتمعات الاسلامية.
اذن دور انقلابي صنعاء محوري واستراتيجي في الازمة التي تشهدها اليمن وهو مطالب بتحقيق واحداث فارق مذهبي راسخ القدمين فيها،بينما دور انقلابي عدن اسثنائي في مجريات الاحداث،وارتبط وجوده المرحلي والمؤقت فيها لتحقيق اهداف التعطيل لشرعية الدولة وسلطاتها في المناطق المحررة،واجبارها على العيش في دوامة الازمات التي خلفتها الحرب،وهو مطالب بالحفاظ على هذه الحالة المرعبة وعدم السماح بالخروج منها الا بعد التوصل لنهاية المطاف الحربي،والانخراط في مرحلة تحقيق التسوية النهائية للازمة اليمنية،وما عملية حصوله على الاعتراف الدولي المجحف في حق الشرعية،وحصوله على احقية في تشكيل حكومتها، الا محاولات لدفع معنوياته المنهارة واكتسابه قدرات افضل لمواصل مهمة التعطيل المؤكلة له بدرجة رئيسة،وفتح الباب امامه للممارستها من عقر دار الحكومة بدلا من اعلان الحرب عليها كل مرة من اراضي العاصمة الثانية للجمهورية مدينة عدن والواقعة تحت سيطرت مليشياته.
وربما تذهب توظيفات ابوظبي له الى ابعد من ذلك،وقد تهئه مع القوى الدولية الداعمة لها على ضرب اتفاق الرياض وافشاله في خاتمة المطاف نكاية بالمملكة، عقب احتدام حدة الخلافات بين قطبي التحالف العربي في الاونة الاخيرة.
وبهذا تظهر الفوارق الجوهري بين المليشيات الانقلابية في صنعاء وعدن، وان كانت حياتهم قابلة للزوال بعد انتهاء صلاحية وجود كل واحدا منهم.

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى