مقالات حرة

الدعوة للمجلس الرئاسي.

 

عمر الحار.

تمتلك اليمن تجارب زاخرة بالفشل لمختلف انواع ومسميات المجالس الرئاسية، التي ترافق قيامها بعد التحولات الثورية التي شهدتها في مراحل متفرقة من تاريخها السياسي المعاصر.
والتفكير نحو تكرار التجربة بعد الانتهاء من الحرب الجارية فيها لاكثر من ست اعوام مدعاة للفشل، على حدة الصراع القائم بين اطرافها، والمؤهلة للانبعاث الى الوجهة في اية لحظة، بعيدا عن نظريات التوظيف الخارج لها، وستظل فكرة الاستحواذ، مسيطرة على عقلية مراكز القوى المعروفة الداخلة في تشكيلتها،المشحونة بكم هائل من التناقضاتها والخلافاتها الحية المرشحة للحضور والتحكم بشكل العلاقات بينهم،ويمكن قرأة الادوار التي لعبتها هذه العوامل الملغومة في تفجير وتدمير المجالس السابقة لليمن،وكتابة الفشل الذريع لها،لخضوعها لعملية ضغط للاطراف المتنافرة في هذه الاشكال من القوالب السياسية القابلة للانفجار في اية وقت.وهي بالاصح قائمة على غياب الثقة فيما بينهم وتجاهلها، وهي تمثل حجر الاساس المتين لبنيانها،ويمكن ارجاع انهياراتها المتسارعة واندثاراتها المتوالية الى اسباب فقدان هذا العامل الاساس في كياناتها.
اذن مرت اليمن بتجارب فاشلة لانماط مختلفة من اشكال نظام المجالس الرئاسية، وكل المحاولات الجديدة لتكرارها مآلها الفشل المبكر والذريع.
وتبنى مركز صنعاء للدراسات الاستراتيجية دعوة لتفكير في هذا التوجه بغية بلورته فكريا من قبل النخب السياسية والقوى الوطنية والمدنية في اليمن،واورد المركز ورق عمل بحثية عن انماط تشكيلات المجالس الرئاسية التي شهدتها اليمن.
واعتمدت الكاتبة ميساء شجاع الدين في ورقتها على الاسلوب الوصفي في الاحاطة المعرفية والتاريخية بالمجالس، وارجعت فشل تجاربها لعوامل تحكم مراكز القوى الداخلية والخارجية فيها.
ولا مناص ولا فرار من اعادة انتاج مراكز القوى التقليدية والجهوية في التشكيلة وفرض هيمنتها وبقوة على المجلس القادم ،فكارثة الحرب الحقيقة تكمن في انها عمقت ورسخت قوة ونفوذ هذه القوى المتصارعة بدلا من القضاء عليها، مما يجعل عملية استفرادها بالمجلس ماهي الا مسألة وقت فقط، وقد يتولي المناضل الرئيس عبدربه منصور هادي رئاسة المجلس،ولكن لفترة مؤقتة ثم تعود سيطرة تحالف القوى القبلية والدينية والعسكرية عليه من جديد،مما يوكد استمرار الغبن اليمني في شمال الوطن وجنوبه الى مالا نهاية،فهناك يمنا مشظى بالحرب والمؤمرات،وهو بحاجة الى نظام سياسي رشيد يعيد لحمته الوطنية ويرمم علاقاته الداخلية الممزقة ويحافظ على وحدة كيانه الاجتماعي وسيادة ترابه الوطني .
وعملية اعادة انتاج واستنساخ مجلس رئاسي متعدد الاقطاب والرؤوس بعد كل كارثة تتعرض لها اليمن امر غير مجد بل غير مقبول،وتحتم على القوى الدولية المهتمة باعادة صناعة السلام في اليمن،التفكير الجاد في ايجاد نظام حكم وطني مدني ديمقراطي عادل،بعيدا عن همينة القوى التقليدية عليه وعدم اتاحة الفرصة لها وتمكينها من السيطرة وحكم اليمن من جديد،في ظل الاوضاع التي افرزتها الحرب اليوم فيها،والتي تعصف بها النزاعات شمالا وجنوبا.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى