مقالات حرة

صراحة العيسي أوجعتهم !!

بقلم / فؤاد محمد قاسم

حقيقة لم أستغرب البتة من ردود الفعل التي شنها البعض عقب مقابلة الشيخ أحمد صالح العيسي مع مركز صنعاء والتي حملت معها كثير من العناوين والنقاط التي جعلتهم يشبعوها بالتحليلات والنقد والتشهير، وكأنهم وجدوا ضالتهم .. وذلك لأسباب عدة منها:

أن أغلبيتنا في العالم العربي على وجه العموم وباليمن بشكل خاص لم يعتد على صراحة القول والطرح والمواجهة المباشرة .. وإنما اعتدنا على المراوغة والكذب والنفاق في حديث الساسة .. فقد اعتاد من نعرفهم من ساستنا على اللف والدوران والكلام المنمق .. والحديث بدبلوماسية هكذا اعتدنا .. وهكذا أصبح في نظرنا أن من يكذب ويراوغ ويغالط وصفناه بالسياسي المحنك.. وأحيانًا بالحكيم..

ومن جانب آخر أعرف جيدًا كما يعرف الكثير أن أعداء الشيخ كثر والمتربصين أكثر ولهم أدواتهم ومطابخهم التي اعتادوا أن يقدموا لنا بين حين وآخر وجبات من الأكاذيب والشائعات يعبرون فيها عن عجزهم .. فالشائعات حياة عندهم لكنهم لا يحسنون طبخها.. إحداها ما تناولته بعض المواقع الإخبارية المشبوهة، ونسجها أكاذيب وافتراءات بأن الشيخ العيسي أجرى لقاء مع مسؤولين في الكيان الإسرائيلي المحتل بقصد التطبيع، ونسب الخبر لمصادر وهمية.. حيث استغلت تلك المواقع المشبوهة صورة للشيخ العيسي خلال لقائه مع أمين عام الحزب الحاكم بروسيا الاتحادية ونشرتها على أنها تطبيع مع الكيان المحتل..

وهاهم يعيدون الكرة ويعاودون سقوطهم المتكرر المخزي.. لا لشيء ولكن “لمزحة”  قالها الرجل في سياق الحديث “أنا الأحق بالرئاسة” مزحة تحمل رسالة واضحة المعالم للمتربصين بما بعد هادي ومن اختارتهم قوى أجنبية لخلافة هادي في حكم اليمن .. وكأن الرئاسة وكرسيها هم الأحق بها دون سواهم .. متناسين أن الشعب اليمني سئمهم وسيلفظهم جميعا.. موقنًا أن لا خير فيهم جميعا إلا من رحم ربي.

تناسوا وتجاهلوا ما أورده الرجل في سياق حديثه من مكاشفة وصراحة غير معهودة.. وركزوا على مزحة نعم مزحة وأكررها مرارًا وتكرارًا فالتكرار يعلم “الشطار” فالرجل وأقصد الشيخ أحمد العيسي لا يبحث عن كرسي الرئاسه ولا تستهويه السياسة فهو تاجر .. وليس تاجر وحسب بل تاجر شاطر.. فإن كان كرسي الرئاسة في اليمن كما قال عنها الرئيس الأسبق علي عبد الله صالح “كالرقص فوق رؤوس الثعابين” قالها صالح وكانت تحدياته وثعابينه مشائخ وزعامات قبلية وتيارات سياسية.. فما بالك الآن واليمن على صفيح ساخن تتقاذفها الأمواج من شاطئ إلى آخر بقوى محلية وأخرى عربية ومن ورائها قوى أجنبية.. كلهم يسعون لتدميرها وتقاسم كعكتها.. فإذا جاز لنا أن نسمي فترة حكم “عفاش” بالرقص فوق رؤوس الثعابين .. فماذا نسمى هذه المرحلة؟ وقد أصبحت التحديات أعظم وأخطر مئات المرات.

فمن يفكر بكرسي الرئاسة إما غير عاقل أو مدعوم من قوى أخرى خارجية نحن نعلمها.. ومقابلة العيسي كشفت لنا أنه هاجم حتى بعض الدول الفاعلة في التحالف وأقصد بها الإمارات وهي لاعب أساسي وفاعل.. وبالنسبة لي شخصيًا هي اللاعب الأبرز فهي من تدعم الحوثي من تحت الطاولة.. وتدعم ميليشيات أخرى بالعلن ممثلة بما يسمى الإنتقالي وقوات طارق عفاش.

لم يعتد البعض على المكاشفة.. وقول الحق يزعجهم .. العيسي قال ما لم يقله سياسي من قبل كشف عن أمور كانت عبارة للبعض عن خطوط حمراء لا يمكن الاقتراب منها .. وبدلًا من الاستفادة مما كشفه العيسي في حديثه وخاصة علاقة رئيس الحكومة ببعض البيوتات التجارية والمؤسسات المالية.. سارع البعض بطريقه سوقية للقول إن العيسي هاجم التاجر فلان ورجل الأعمال علان وبيت س ومؤسسة ص .. وبالعودة لحديث العيسي لم نجده يهاجم أحد وإنما وضع النقاط على الحروف وقال هكذا حرفيًا وخاصة فيما يتعلق بمجموعة بيت هائل قال العيسي :

(أنا لا أتحدث عن مجموعة معينة، بل عن معين عبدالملك وسياساته، استفادت منها مجموعة هائل سعيد، وفاهم (حيدر فاهم، أكبر مستورد للقمح) وثابت (مجموعة إخوان ثابت الاقتصادية) وكذلك تجارًا آخرين، العيب ليس في التاجر، بل في المسؤول الذي هو تاجر في نفس الوقت).

استسمحكم عذرًا أن تعيدوا قراءة ما كُتب أعلاه بين هلالين على لسان العيسي أكثر من مرة لتتثبتوا أنه هاجم البيوتات التجارية، في محاولة من البعض لزرع الفتنة التي حرمها رب العباد باعتبارها “أشد من القتل” فاتقوا الله فيما تكتبون.

وأحدهم سياسي معروف قال كذبًا وبهتانًا إن العيسي قال في حديثه ( إن الحوثيين أوفى من الشرعية والتحالف والتعامل معهم ليس ممنوعًا) هكذا قال وعودة للمقابلة للتأكيد ليس إلا .. فقد كان رد العيسي بشأن الحوثي كما نشرها مركز صنعاء دون تدخل مني :

(العيسي: تجارتي؟ إذا فكرت بتجارتي، سأعمل مع جماعة الحوثيين ومع المجلس الانتقالي ومع الحكومة الشرعية، الصورة واضحة، التجار جميعًا يعملون في المناطق الثلاث، تجار الشمال والجنوب يعملون في جميع المناطق، أنا الوحيد الذي حددت موقفي من الحوثيين، وكل رؤوس أموالي وإمكانياتي الاقتصادية في مدينة الحديدة والعاصمة صنعاء (خاضعتان لسيطرة الحوثيين)، التجارة مهمّة، لكن الوضع الذي وصلنا إليه مع الحوثيين كان مستحيلًا.

مركز صنعاء: لكن على حد معلوماتي إن تجارتك قائمة، وحتى النفط الذي يموّل الحوثيين يمر عبرك؟
العيسي: لا يا حبيبي، أتحدى أي شخص يثبت ذلك. منذ أول يوم من عملية عاصفة الحزم [في مارس/آذار 2015] ليس لدي أي نشاط تجاري في المحافظات الخاضعة للحوثيين أبدًا، تجارتي متوقفة إذ استولى الحوثيون على بعض الممتلكات مثل منازل وأراضي في صنعاء ومستشفى، كما أغلقوا مقر شركاتي ومصانعي وكليّة الشفاء الطبية في مدينة الحديدة.

مركز صنعاء: يعني ذلك أنه لا يوجد لديك أي استثمارات حالية في أماكن سيطرة الحوثيين؟
العيسي: ما يوجد لدي الآن هو عملي الخيري، ودفع رواتب الموظفين الباقين في منازلهم منذ 2015 حتى اليوم.

استسمحكم مرة أخرى أن تعيدوا قراءة ما قاله العيسي لتتاكدوا أن ما قاله ذلك السياسي مجرد كذب وافتراء (ومن أراد أن يلعن نفسه فليكذب )
العيسي قال: لو فكر بعقلية التاجر فسيعمل هنا وهناك كما يعمل البعض وذكرهم بالإسم.. ولم يحرم ذلك.. وهذا يحسب للعيسي وليس عليه .. إذ أنه لم يجرم أو يتهم أو يحرم من يعملون في المناطق التي يسيطر عليها الحوثي كونهم يتعاملون مع سلطة أمر واقع ليس بإرادتهم.. لكن بالنسبة له “حدد موقفه من البداية” وكل ممتلكاته في الحديدة وصنعاء مسيطر عليها الحوثي.. ولم يكتف بذلك بل أنه تحدى أي شخص يثبت تورطه بالعمل مع الحوثيين.

يتكلم العيسي بلغة الواثق من نفسه بوضوح دون مواربة، فيما يتحدث البعض بلغة الكذب والدجل .. وما يقولونه ركيك المعنى ضعيف الحجة .. ومن أجل ذلك يلجأون للكذب والتدليس وبث الإشاعات فترتد عليهم ويبحثون عن أخرى دون كلل  منهم أو ملل.. ولن يفلحوا..

وقبل أن أختم بالقول وأنا على يقين أن العيسي لن يسلم من الأذى وتربص الأشرار به وخاصة بعد كل ما قاله وكشفه عن الكثير من الأمور .. ودخوله عش الدبابير.. وأدعوا الله بكل صدق أن يحفظه من كل شر وسوء وغدر .. بلطفك يا خفي الألطاف نجنا مما نخاف، اللهم قه شر الأسوأ ولا تجعله محلًا للبلوى..

وهي فرصة أن أختم حديثي بنصيحة مُحب أقدمها له بالعامية: ابعد لك من السياسة واتركها فما منها إلا البلاء والخراب .. وعد لتجارتك ولأعمالك الخيرية التي حببتك وقربتك إلى الناس فأنت بالنسبة للكثير من اليمنيين مشروع حياة..

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى