مقالات حرة

 قصمت ظهر اليمن .

عمر الحار

لا يختلف اثنان بان المليشيات الانقلابية هي من قصمت ظهر اليمن شمالا وجنوبا ، وتتحمل مليشيا الحوثي  الوزر الاعظم والاعم في الجناية العظمى عليها ،لتأتي  مليشيا انقلابي عدن وتقضي على البقية الباقية من الامل في المحافظات الجنوبية المحررة وتقصم ظهرها من جديد .
هذه الحقائق لا مجال للهروب منها مضافا لها القاسم الدولي والاقليمي المشترك بين انقلابي صنعاء وانقلابي عدن وخروجهما من مكشاة ومطبخ دولي واحد ،استغل دعواهم بالمظلومية من النظام اليمني ،وخلق منهم ادوات رخيصة لتدمير اليمن عن بكرة ابيه ،لدرجة يصعب معها حتى التكهن بمالآت المخرج مما نحن فيه من الضياع والخراب وبيع الوطن بارخص الاثمان والارتهان للمستقبل المجهول .
ولعل الصورة تتضح اكثر مع تصريح اوم وكالة الانباء الاماراتية والمنسوبة لمحمد بن زايد ،والتي اكد فيها التوجه الدولي لتطبيع مع مليشيا الحوثي بشكل علني والتحالف العسكري الواضح معها من اجل القضاء على الاخوان بحسب زعمه ،وهذا الحقيقة هي جوهر وصلب الحرب التي اشعلوها في اليمن والمراد منها تخليص اليمن من عوامل قواها ومقوماتها البشرية والمادية ،وجعلها قشة في مهب الريح غير قادرة على لملمة نفسها ولو بعد سنين لا بعد حين ،وهو مايؤكد ماقلته مرارا وتكرارا بان مليشيا انقلابي صنعاء وعدن هما وجهان لخيانة دولية واحدة ،وان ارتضت ابو ظبي و قبلت على نفسها القيام بالادوار القذرة فيها لتتحمل قبح ما تفعل مع المليشيات التي تغامر بها لتدمير اليمن ارضا وانسانا دونما خجل او وزاع من ضمير ،جاهلة عوامل المتغيرات في السياسة الدولية ،وامكانية انقلابها رأسا على عقب في طرفة عين ،والغياب من حسبانها بان ماكان لصالحك اليوم ممكن ان ينقلب ضدك غدا ، وهناك شواهد حية لضحايا هذا النوع من التحالفات المشبوهة على مستوى العالم باسره دولا وانظمة وحكاما .
وما تصريح بن زايد الا الاستعداد لجولة جديدة من الحرب ربما تكون الامضى والاعنف من سابقاتها ،وعلى نتائجها سيتم تقرير وحسم مصير اليمن وايقاف آلة الحرب فيها لكن بعد ماذا؟! بالتأكيد بعد الطوفان وما كان لهم الاستفراد باصلاح اليمن لانه واحد من اكبر قواها السياسية الفاعلة وصاعق الحركة الوطنية فيها، وما عجزوا عن تحقيقة في الجولات السابقة من الحرب لن يحققوه في الجولة القادمة منها .ممايحتم عليهم سلوك اقصر الطرق واستصدار قرار دولي بايقاف حياة التعددية الحزبية في اليمن واستهداف القضاء على الاصلاح بالقرار وتحريم وتجريم ممارسة انشطته السياسية بدلا من منحه فرصة اخرى لتغيير استراتيجية تحالفاته على الارض مع بعض القوى المسيطرة عليها وبها يكتسب مناعة سياسية جديدة وقوية تؤهله للبقاء الاطول و الاقوى والمستدام .

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى