مقالات حرة

النكبة.. ذكرى وتذكرة!!

نجيب المظفر

تذكرني نكبة 21سبتمبر 2014م دوما بأخر زيارة عمل لي الى المنطقة العسكرية السادسة (عمران وصعدة) والتي كانت في ١٤ فبراير ٢٠١٤م أي بعد سيطرة الحوثة على دماج بصعدة، والخمري بعمران حيث كان قبلها الحوثة الذين كانوا معنا في دائرة التوجيه المعنوي يطالبوني بزيارة صعدة على حسابهم لأتعرف على الأمن والأمان هناك حتى تتغير نظرتي لهم، وتتغير تبعا لها كتابتي عنهم لكنه ما إن عدت من تلك المهمة إلا وأحد الحوثيين يتصل بي فرحا مستبشرا بزيارتي لصعدة وبدأ من خلال اتصاله يسألني عن الأمن والأمان بصعدة فقلت له أريد أن ألقاك لنتكلم بدون التلفون عن كل شئ فجاء مسرعا ولكني سرعان ما قلت له كان عليك قبل أن تسألني عن الأمن والأمان بصعدة أن تسأل لماذا الأمن والأمان بصعدة؟ فهذا هو السؤال المنطقي فقال لي: لماذا؟ فأجبته قائلا: محافظة كلها نقاط مسلحة من البديهي أن يكون فيها أمن، ومحافظة ذاقت مرارة ست حروب من الطبيعي أن يكون أهلها قد عافوا حياة الخوف وتاقت نفوسهم للعيش بأمن وأمان.

ثم قلت له كنت سأحترم الحوثية لو أنهم تركوا النقاط للأمن والجيش ليقوموا بمهامهم لكن أن يستبدل من تلك النقاط رجال الجيش والأمن بمسلحين بثياب مدنية ( الثوب والعسيب) ويمنع منتسبي الجيش والأمن من التحرك بالسيارات العسكرية والأمنية، ويقال لهم أنتم عندنا أسرى أما السلاح الذي معكم فهو سلاحنا فعن أي نموذج للدولة في صعدة تتحدث، وقد كنا نمر في النقاط فيتم توقيفنا لأن إحدى السيارات التي كنا نستقلها بلوحة جيش في الوقت الذي رأيت في تلك النقاط سيارات بدون لوحات تمر دون أن يتم توقيفها، وحينما تسألنا عن سبب توقيفهم لنا عند خروجنا من صعدة مثلما كان يتم توقيفنا عند دخولها أجابنا الذي أوقفنا بالنقطة بقوله لأن معكم سيارة جيش وسيارات الجيش إذا خرجت من صعدة يسرقوها بصنعاء فقال لهم الذي كان بجانبي ساخرا يعني أنتم تحافظوا على أموال الدولة فقال نعم.

*الشاهد من هذا كله أننا في ذكرى نكبة ٢١سبتمبر أمام مليشيا إبتلعت الدولة لأنها لاتملك للتعايش الذي كان سيسمح لها بالبقاء أي مشروع سوى مشروع التبعية المهينة أو الموت في أقبية سجونها لهذا فإن الواجب المتعين اليوم علينا أن نرص صفوفنا للقضاء المبرم عليها حتى لاتكرر وجودها مستقبلا في أي مرحلة من مراحل التأريخ اليمني، وأن نتذكر أن وجود المليشيا الإمامية اليوم كان نتاجا للمصالحة التي تمت بين الملكيين والجمهوريين على اثر حصار السبعين تلك المصالحة التي لم تسمح للثوار بحسم أمرهم على الأرض واسهمت بإعادة انتاج الإمامة داخل وزارات الدولة السيادية التي سلمت لهم على إثر تلك المصالحة فتمكنوا من إلتهام الدولة من جديد.

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى