مقالات حرة

خونة الوطن.. ألم تخجلوا ؟!

محمد سالم بارمادة

بالرغم أنني لا أحبذ الاقتراب أو الحديث عن خيانة الوطن، إلا انالظروف أحيانًا تضطرني إلى توصيف البعض بهذا الجرم بناء علىأفعالهم وتصرفاتهم، صحيح لا يحق لأحد أن يتهم غيره بالخيانة لمجردأنه يتحدث في أمر ما يخص الوطن، أو يعارض بعض السياسات، ولكنعندما يصل الأمر إلى أن يتم شراؤك من بعض الدول ويُدفع لك مئاتالملايين من الريالات من أجل تدمير الوطن، فهنا لا أجد سوى أنك مجرمخائن الوطن, تكره الوطن في السر والعلن ولا يهمك إلا إسقاط الوطنفي براثن الدمار والحروب الأهلية, تلعب على كل الحبال, وتقفز من حبلإلى آخر، تريد الحصول لشخصك على قطعة من الوطن وتتصوّر أنهناك من يحميك، وأن هناك من يساندك ضد وطنك إذا كانت لديك وطن أصلاً .

إن المواطنة الحقيقية تعني حسن الولاء والانتماء للوطن, والحرص علىامن الدولة الوطنية, واستقرارها, وتقدمها, ونهضتها, ورقيها, لا بيعة فيأسواق النخاسة بأرخص الأثمان, كما تعني الالتزام الكامل بالحقوقوالواجبات المتكافئة بين أبناء الوطن جميعاً دون أي تفرقة على أساسالدين أو اللون أو الجنس أو اللغةالمواطنة تعني أن نتحمل واجبالحفاظ والذود عن سيادته وأمنه واستقراره ووحدة أراضيه، ومن يخالفذلك وينتهكه إنما هو مخالف ومنتهك للعهد في الوطن الواحد .

تعني المواطنة الانتماء السياسي إلى الوطن، والتسليم لشرعيتهاوالخضوع لدستورها وقوانينها, فهي في الفكر المعاصر مرحلة أعلى منالجنسية، وتُعبر عن الكينونة الاجتماعية التي تشكل جسم المواطنةوروحها، وهو ما يعني في نظر العديد من المفكرين والمصلحينالسياسيين أنه رغم التغيرات الجوهرية التي اعترت مفهوم المواطنة عبرحقب التاريخ وتقلباته بسبب الحملات العنصرية والاستعمارية، ظلتمفاهيمها تمتد على مساحة واسعة من الزمن الإنساني إلى السلطةوالثقافة .

أن خونه الوطن هم ثلة من الشياطين يعرفون ما يفعلون، لأننا نعرفهمومطّلعون على أفعالهم وصنيعهم، عندما تقترب من أحدهم لا تعرف لههوية واضحة بل وتنطبق عليه مجموعة من التوصيفات التي تجدهاعنده، فلا تعرف له صلة ولا بوصلة ولا اتجاه تجده لنفسه فقط وملعون أمالوطن، فلا يهمه وطن ولا أرض ولا عِرض, ولا يهمه سوى نفسه .

أخيراً أقول …  لكل بائعي الوطن الخونة الذين سولت لهم أنفسهمالتآمر على الوطن من أجل مصالحهم الشخصية, إن ثمن الخيانة فادحويجب أن يتحمله كل من باع ضميره ووطنه، أما الوطن باق مهماعصفت به الظروف، والأشخاص زائلون لا محالة، ولهؤلاء الذين باعواضمائرهم وتعاونوا مع أعداء الوطن أقول أيضاً, ألم تستحوا منأنفسكم؟، ألم تخجلوا ؟!, والله من وراء القصد .

حفظ الله اليمن وشعبها وقيادتها ممثلة في فخامة الرئيس القائد عبدربهمنصور هادي من كل سوء وجعلها دوماً بلد الأمن والأمان والاستقرار والازدهار .

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى