مقالات حرة

قرأة في بيت شعري. ( لشاعر الشهيد محمد صالح باسردة)

 

عمر الحار

الهمني زميلي الطبيب المبدع على البعسي الكتابة في مجال لا ناقة لي فيه ولا جمل وهذا اعتراف مسبق حال فشلي في خوض غمار هذا النوع من الكتابات الادبية التي لها فرسانها اللذين اخاف غضبهم وردة افعالهم غيرتهم الشديدة ، وكيف لا اخشاهم وهم اساطين مملكة النقد وكتابها الكبار وجراحي النصوص المهارين في تشريحها واخراج جواهرها الثمينة واهدائها لنا بلا اثمان وهي تساوي كنوز من ذهب،ولي العذر من اساطين الادب ان تجاوزت عتبات قصورهم العالية المقام لا الحيطان.
وما حفزني للكتابة في هذا الباب هو بيت من الشعر لواحد من فحول شعراء شبوة واليمن الشعبيين والخالدين باشعارهم في ذاكرة الاجيال من ابنائها كما يمثل شعره اختراقا شعريا لازمانهم المتنوعة وسجل جامع لاحداثها.
الشاعر الشهيد الوالد محمد صالح باسردة ظاهرة شعرية نادرة وغيرة متكررة في سموات الابداع الشعري بشبوة ومثل مع رفيق دربه الشاعر الشعبي العملاق السيد محسن البغدادي،رحمة الله عليهم حالة استثنائية في عالم الشعر الشعبي بشبوة وسيطرا على مملكته الحصينة التي لا يدخلها الا الفرسان من الشعراء بشقيه الادبي والشعبي.من مطلع اربعينات القرن الماضي وحتى اليوم، ولم يستطع اجيال من الشعراء منافستهم على المكانة التي حققوها بعبقرية شعرية ساحرة.
وما دفعني للمغامرة في الدخول في هذا المضمار القائم حكرا على ابطاله من الاعلام الكبار هو بيت من الشعر لشاعر العملاق باسردة يمثل حالة من تجليات الشعرية المحيرة للالباب والتي يتجاوز بها افاق اللحظة الخاطفة من القول لتستقر في عمق الزمان وتدور في فلكه لينهل منها الاجيال ماتناسب مع اذواقهم وتطابق مع ميولاتهم وقدراتهم في قراءة الاحداث من منظور شعري جميل.
وعرف عن الشاعرين باسردة والسيد بمسجلاتهم الشعرية الفورية في المحافل والزواجات ومالها من جماليات شعرية آسرة واندفاع غنائي ملحوظ في ثناياها يسهل عملية حفظها وترديدها بصوت الجموع الحاضرة وبصورة تشعر فيها بحركة الذات والجماعة والاشياء بتعبير احد النقاد العرب اللذين لم تسعفني الذاكرة باسمه.
وبيت القصيد الذي اعنيه هو
ياغارة الله من مصايب مقبلة
عام الحد عشر بايقع فيها قبيض

كلمة محمد سجلوها كلكم
والقوا لها تاريخ بالخط العريض.

هذا البيت جاء في مساجلة شعرية مثيرة في مدينة حبان حاضرة الزمان الشبواني الجميل على ماعرفت بحبها لشعر وللفحول من الشعراء،في العام اثنين وسبعين من القرن الماضي، وقبيل مقتله ربما بشهور معدودات، وهو يحدثنا برؤيا شعرية صادقة عن احداث العام الفين واحدى عشر التي دخلت بها اليمن ارقام جينس في نوعية الاحداث الجسيمة التي شهدتها في الالفية الثالثة ومن اوسع الابواب.ووضعت حاضره ومستقبله على كف عفريت.
يا الهي من حدس هذا الشاعر الفحل وقراءته وتنبؤاته بالاحداث وهي اجنة في بطون الاقدار في حياة الشعوب.
ولي عذري الجميل من اساطين وسلاطين الكتابة النقدية والادب على تطفلي عليهم بكتابة هذه( المغامرة).

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى