مقالات حرة

لقد قبلتم بالحوثي فهل يقبل بكم؟

عادل الشجاع

 

يرى البعض أن دعوتي للحوار واستثناء الحوثي من هذا الحوار أنه تعصب ضد الحوثيين وأن ذلك لن يفضي إلى سلام حقيقي طالما استثنينا الحوثيين . والحقيقة أنني أقدر هذا الرأي الذي يأتي تحت اليأس والتعب من الحرب . لكنني أقول لهؤلاء أن المشكلة تقع في الحوثي نفسه وليس في الآخرين . أنتم تتحدثون عن الحوثي وكأنه جماعة عادية لا علاقة لها بسلاح إقليمي موجه إلى صدور اليمنيين .

تتحدثون عن جماعة تعتقد أن سلالتها لا تمتلك الصواب فحسب ، ولكنها ملزمة بإخضاع وإبادة الجنس الأدنى منهم . تأملوا في حوادث القتل التي أقدم عليها مشرفي الحوثي بدم بارد وقتلوا الآلاف وأقربها إلى أذهانكم كانت مقتل جهاد الأصبحي . ماذا كانت النتيجة ، هل حاكموا القتلة ، أم أنهم جيشوا الجيوش لقتل من طالب بالقصاص الرباني ؟ يأتي هذا من منطلق أن الآخرين مجرد حشرات طفيلية لا تستحق سوى الإبادة .

هل لديك ما يكفي من المال؟ كيف ربحتُ مبلغ 2,300,000 جنيه مصري
هل لديك ما يكفي من المال؟ كيف ربحتُ مبلغ 2,300,000 جنيه مصري
أخبار يومية
يرى الحوثيون أن التركيبة البيولوجية للبشر لا تتغير وأنها متجذرة في الإرث البيولوجي وثابتة طوال الوقت ومحصنة ضد أي تغيير . من هذا المنطلق هم السادة وأنتم العبيد . ولم يأت رفض تزويج بناتهم من أبناء القبائل إلا تأكيدا على عدم تغيير السمات الموروثة التي يحملونها . كانت الجمهورية قد كسرت هذا الحاجز إلى حد ما ، لكنه عاد بعودة الحوثي . من وجهة نظر الحوثيين أن القيمة العليا للإنسان لا تكمن في شخصه ، بل في نسبه .

أنتم تتحدثون عن سلام مع جماعة تعتبر الحفاظ على نقاء الجنس مهم ، وتعتبر الاختلاط بالآخرين يؤدي إلى فساد وانحطاط السلالة ويفقدها خصائصها المميزة . تتحدثون عن جماعة تؤمن بفكرة التسلسل الهرمي للأجناس ، فالناس ليسوا متساويين . تتحدثون عن جماعة تعتقد أن الجنس الهاشمي منح هبات وعطايا تفوق بقية الناس الآخرين .

تتحدثون عن جماعة لم نسمع حتى الآن موقفا ضد ممارساتها من داخل الفكرة الهاشمية . تتحدثون عن جماعة تستثمر في الغرائز الطائفية . تتحدثون عن جماعة خلافنا معها ليس على السلطة ، بل على هوية البلد . خلافنا معها ليس على أمريكا ، بل على اليمن .

لطالما خضنا حوارات ومعارك فكرية ضد العنصرية والطائفية بكافة أشكالها ، ولطالما دافعنا عن الهاشميين غير الحوثيين وغير المؤمنين بفكرة الوصاية والولاية ، ودعونا لعدم تحميلهم جرائم الحوثي ، وانتقدنا الدعوة إلى تشكيل الأقيال وهو نهج وسياسة ومواقف صحيحة سنستمر في انتهاجها . ولكن من حقنا أن نسأل ونتساءل عن المواقف والجهود والفاعلية التي يبذلها الهاشميون تجاه ممارسات الحوثي العنصرية والإجرامية .

إذا كنا نشاركهم معاركهم في الدفاع عن الهاشمية كمسمى يشبه مسمى حاشد وبكيل ضد أي دعوات عنصرية تزدريهم أو تجمعهم مع الحوثي ، فمن حقنا أن نتساءل عن حجم وجدية مشاركتهم لنا في معركتنا ضد هذه الجماعة المجرمة العنصرية الإرهابية التي تقدم نفسها بصفتها وصية علينا من الله . هل سمعتم هاشمي كتب أو اعترض على اعتقال المئات من النساء الحرائر ورميهن في سجون هذه العصابة ؟

من حقنا أن نحاسبهم ونسألهم ماذا يفعلون في القضايا التالية تحديدا :

١. رأيهم في مسألة الاصطفاء .

٢. رأيهم في الجرائم التي ترتكبها عصابة الحوثي .

٣. هل الحوثي يمثل الهاشميين ؟ .

٤. لماذا لم تظهر أية حركة هاشمية ضد الحوثي لا على المستوى الفردي ولا الجماعي ؟.

فهل يدرك دعاة السلام مع الحوثيين أنه لا توجد أية إمكانية للسلام معهم ، وأن القانون الوحيد الذي يمكن معاملتهم به هو البندقية ، وهو الذي سيحل المشكلة ، لأنها جماعة تأسست على القتل وبقاؤها مرهون بمنطق القوة . وهذه القوة نحن من يمدهم بها . إنهم يبطشون بأيدينا ويحاربون بأبنائنا وما دون ذلك فهم كالعنكبوت وأوهى من بيتها .

ومع ذلك نقول لمن مازال يعتقد أنه بالإمكان صناعة سلام مع هذه العصابة ، عليكم أن تقنعوها بأن تنزل من السماء لتعيش معنا في الأرض وفق ما توصلت إليه البشرية من نظام الحكم ، أو توجهوا بنادقكم إلى صدورها مرددين قول الله تعالى : “وقل جاء الحق وزهق الباطل إن الباطل كان زهوقا “. حينها ستسقط هذه العصابة وستعاملها الدولة وفق دستورها الذي يساوي بين المواطنين جميعا .

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى