مقالات حرة

أكتوبر ومداميك الدولة الاتحادية

أكرم توفيق

القيادة المشوهة والأجندة الخارجية الدخيلة على المجتمع والتي لا تحمل مشروعا وطنيا تنمويا أسهمت في إفشال مشروع التقسيم ، وستفشل أمامها كل السيناريوهات القادمة لانعدام الرؤية في الحراك المسلح العابث بمصالح الوطن وأبنائه.

إن تقديم تلك الشخصيات المهزوزة لمصالحهم السياسية و التجارية والشخصية على مصالح العموم والضعفاء أفقدهم الثقة المجتمعية في جدية ما منحهم يوماً أملاً بإيصال أصواتهم الصادقة التي تبحث عن الانصاف فبادروهم ببيع الوهم وحنثوا بايمانهم.

لقد خلقت تلك المواقف منذ تحرير عدن ولحج وأجزاء من الضالع من براثن ميليشيا الحوثي يقيناً لدى الأسوياء باستحالة تمرير أخطر مشروع عنصري لتشظي اللحمة الجنوبية لمجرد شوه انتقام ودراهم ملوثة طامعة في باب المندب ومؤانئ أو جزر اليمن.

لقد تصدر أولئك مقدمة المشهد استغلالاً لمظلومية حقيقية تجاهلتها قيادات متعاقبة دون معالجة ، انصف هادي الكثير فقابلوا ميوله وجنوحه إليهم بالمزيد من الممانعة دون وعي وتعقل، واستدعت الحكمة نشؤء تكتلات حرة جنوبية رفعت صوتها ضد هذا الجنون وهيجان رموزه، نعم فعندما كان أولئك في أعلى رأس هرم السلطلة التنفيذية والسلطة المحلية اهدوا لأبناء قضيتهم المزيد من الخذلان ، وجرعة كبيرة من التحريض كفيلة بإلغاء فكرة التعايش مع الآخرين لعقود.

جملة من قضايا الإفساد بمزيد من القمع المجتمعي وممارسة الارهاب السياسي وإثارة النعرات المناطقية في صفوف اتباعهم نحو الرافضين لسياستهم وإن كانوا من أبناء جلدتهم وعمومتهم.

تلك الأصوات التي كرست للعنصرية وغذت الكراهية وفاقمها جشع وقبح مناطقي لم يكن متوقعا ولا على الحسبان في مسلسل التسويق المثالي لجنوب مزدهر متطور آمن مسالم.

ما نشهده اليوم من اختلالات أمنية وتشنجات وفوضى تفرضها عصابات متمردة خارجة عن القانون والإجماع المجتمعي ما هي إلا مؤشر واضح لفشلهم وتعجل لنهايتهم أمام صبر وصمود كل جنوبي حر وتمسكه بتاريخ نضاله وبمشروع دولته الاتحادية ورفض ولفظ الدمى الدموية من أرض أحرار 14 أكتوبر. 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى