يمن اتحادي هو منصة إخبارية رقمية رائدة تسعى لتقديم تغطية شاملة وعميقة للأحداث الجارية في اليمن، مع التركيز على تقديم صورة واضحة وموضوعية للأوضاع السياسية والاقتصادية والاجتماعية في البلاد

هل تخاف من فوات الأشياء وهل تستغرق وقتا طويلا لاتخاذ أبسط القرارات

الجمعة 08/يناير/2021 - الساعة: 5:17 م
هل تخاف من فوات الأشياء وهل تستغرق وقتا طويلا لاتخاذ أبسط القرارات

  متابعات

وتعني كلمة فومو؛ الخوف أو القلق من فوات الأشياء، وتعني أيضا؛ الخوف من عدم اتخاذ الخيار الأفضل.

وازداد انشار هذه الظاهرة " فومو" مع الانتشار الواسع لاستخدام شبكات التواصل الاجتماعي. أي أنها ظاهرة مرضية منتشرة بين "السبرانيين" المتصلين بشكل دائم بشبكة الإنترنت، حيث يظهر القلق جليًا على ملامحهم، خشية أن يفوتهم خبر أو حادثة قد لا يعلمون بها قبل الجميع.

وأول شخص تحدث عن ”الفومو" هو رجل الأعمال "باتريك ج ماكجينيس"؛ وهو أحد المضاربين في البورصة، ونتيجة تتبعه لأسهم شركاته، أصبح متصلاً بالشبكة بشكل دائم، حيث تحدث عن ذلك في مقالة نشرها في مجلة تابعة لكلية هارفارد للأعمال. ومنذ ذلك الحين بدأ المصطلح في الانتشار بين الناس وكان ذلك عام 2004.

”فومو“ الخوف من فوات الأشياء والتردد في اتخاذ أبسط القرارات:

عرف علماء النفس هكذا خوف على أنه حالة تدفع صاحبها إلى أن يكون على معرفة دائمة بما يقوم به الآخرون، خشية أن يفوته حدث ما قد لا يشارك فيه -وقد عزز الاستخدام المبالغ فيه لوسائل التواصل الاجتماعي من هذه الرغبة-.

يرتبط الفومو أيضا بالخوف من الندم، وأن قرار عدم المشاركة هو اختيار ليس صائبا.

ويرجع انتشار الخوف من فوات بعض الأمور على مواقع التواصل الاجتماعي، إلى بعض  الأسباب الموضوعية، وأسباب أخرى ذاتية، نذكر منها التالي:

الأسباب الموضوعية لانتشار ظاهرة ”الفومو":

نتج عن التطور التكنولوجي المتسارع خلال الألفية الثانية، وانتشار الجوالات، واللوحات الرقمية؛ مع تراجع عدد من يستعملون حواسيب المكاتب؛ سهولة كبيرة في الوصول إلى المعلومة وتلقيها حيثما كنت وفي أي وقت.

حيث لم يعد أحدنا في حاجة إلى التنقل إلى المنزل أو المكتبة للحصول على المعلومة من الحاسب الشخصي أو المكتبي.

ولا يمكننا بأي حال من الأحوال التغافل عن إيقاع الحياة اليومي المتسارع، بل نحاول مجاراته والتأقلم حتى ولو جزئياً معه، خوفًا من أن نتخلف عن الركب.

وعليه فإن هكذا محاولة لمجارات كل ما هو جديد، في حد ذاتها ستخلق قلقاً جماعياً لدى كل من لم يتمكن من مواكبة تلك الإيقاعات.

كما أن الحاجة الملحة إلى الوصول إلى المعلومة بسرعة ومن ثم اتخاذ القرارات تجعل المتصل يراقب حسابه بشكل دائم، بالإضافة إلى فيسبوك و تويتر والشبكات الأخرى التي تؤمن المعلومة في أسرع وقت.


 الأسباب الذاتية لتفاقم ظاهرة.” الفومو“:

عديدة هي الأسباب الذاتية التي تجعل ظاهرة "الفومو" تنتشر على نطاق واسع على شبكات التواصل الاجتماعي، يمكن تلخيصها فيما يلي:

يميل الإنسان بطبعه إلى معرفة كل ما خفي عنه، فما بالك إن كان هناك حدث مر دون أن يعلم به، وهي طبيعة إنسانية بحتة، وحتى تشبع تلك الحاجة الإنسانية، يصبح اللجوء إلى شبكات التواصل الاجتماعي ضرورة حتمية.

الجدير ذكره أن أكثر فئة عمرية تهتم بتتبع الأحداث والأخبار؛ أغلبهم من الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و30 سنة.

وبسبب وضعهم الاجتماعي والاقتصادي وأيضًا النفسي، يعانون من القلق المتواصل. الأمر الذي يجعلهم يدمنون على استخدام وسائل التواصل الاجتماعي، طمعًا في العثور على مصدر رزق أو تكوين علاقات اجتماعية؛ هكذا متطلبّات قد تخلق لديهم قلقًا دائما، سواء بسبب الخوف من الفشل أو بسبب الانتظار المستمر للنتائج.

مما يعني أن المعاناة الذاتية للمبحرين في شبكات التواصل الاجتماعي تتلخص في استمرارية الاتصال اليومي بالشبكة العنكبوتية.

https://www.sociallegy.com
FOMO

وقد يختلف هذا الأمر تماماً عند الأشخاص الذين نادراً ما يختارون الاتصال بالفضاء أو في أوقات متباعدة، بحيث لا يعانون من متلازمة "الفومو" ولا تؤثر في حياتهم.

أكثر الناس عرضة لمتلازمة "الفومو":

أكثر الناس عرضة للقلق والخوف من أن يفوتهم شيء؛ هم أشخاص كثيرو القلق وانطوائيون.

إذ تمنح مواقع السوشيل ميديا (التواصل الاجتماعي) بعض الأشخاص القدرة على التعبير بشكل أفضل من الطريقة المباشرة مما يزيد من إدمانهم.

ويلعب الفراغ العاطفي الذي يعيشه بعض الاشخاص، وعدم وجود شخص قريب يمكن التحدث معه من دون حواجز، دورًا هامًا في انتشار ظاهرة الفومو.

وهناك أناس يعانون من مشاكل في الاندماج مع المجتمع، ويجدون صعوبة في الاختلاط بهم وتبادل المعلومات؛ هكذا فئة هم أكثر عرضة للوقوع بمتلازمة فومو.

خطوات قد تساعد في العلاج :

√ أول خطوة هي الاعتراف بوجود مشكلة وتحديدها.

√ تقنين زيارة حساباتك بشكل تدريجي .

√ الاختلاط بالعائلة والبعد عن العالم الافتراضي قدر الإمكان.

√ الاندماج بالمجتمع، وسد الفراغ بالأنشطة المتنوعة.

تثبت متلازمة الفومو، أن التكنولوجيا قد تصبح باب وبال على المجتمع؛ حيث أنها قادرة على تغيير تركيبته الإنسانية وتشتيته، وقد عجزت الحلول الآنية عن إبعاد مرضى "الفومو" عن الإتصال بالشبكة العنكبوتية إلى حين إيجاد حل حقيقي وجذري للمسألة.

المصادر :سيوشيالجي

 FOMO، ظاهرة الفومو، متلازمة الفومو، الخوف أو القلق، من فوات الأشياء، الخوف من، عدم اتخاذ، الخيار الأفضل، الاتصال بالفضاء

اضف تعليقك على الخبر