ارسال بالايميل :
4275
يمن اتحادي / استوكهولم
تتجدد آمال اليمنيين في إنهاء الحرب وتحقيق السلام مع بدء مشاورات السلام اليمنية برعاية الأمم المتحدة في السويد بعد توقفٍ استمر عامين منذ آخر محادثات عقدت في الكويت، ويلتقي وفدا الحكومة الشرعية والانقلابيين الحوثيين في قصر جوهانسبرغ في منطقة ريمبو على بعد ستين كيلومتراً شمال العاصمة السويدية ستوكهولم، وجهاً لوجه وعلى طاولتين متقابلتين برعاية أممية، في سبيل تحديد مسار التسوية في اليمن وإنهاء أربعة أعوام من الحرب دفعت البلاد إلى حافة المجاعة.
خطوات أوليةالجلسة الافتتاحية للمحادثات عقدت بعد تأخير لساعات، إثر احتجاج الوفد الحكومي على تواجد عدد أكبر من ممثلي جماعة الحوثي قبل أن ينجح المبعوث الأممي باستبعاد العدد الإضافي من الموفدين عن الحوثيين، ليعلن انطلاق المحادثات.
وفي مؤتمر صحفي عقده المبعوث الأممي إلى اليمن مارتن غريفيث، مع وزيرة خارجية السويد مارغوت فالستروم، تم التأكيد بأن مشاورات السلام تأتي في ظل أوضاع إنسانية صعبة يعيشها اليمنيون، وقالت وزيرة الخارجية السويدية مارغو إليزابيث والستروم إن المشاورات هي إحدى الخطوات المكونة لعملية السلام في اليمن، وأكدت أن الأطراف اليمنية المعنية ستقوم باتخاذ خطوات أولية وملحة لحل هذه الازمة، مضيفة أنه من المهم أن يكون لدينا توقعات واقعية لهذه المشاورات.
وأعلن المبعوث الأممي خلال المؤتمر أن طرفي الصراع في اليمن توصلا إلى اتفاق لتبادل الأسرى، سيسمح بلم شمل آلاف الأسر، وقال إن من المأمول التوصل إلى اتفاق لتخفيف تصعيد القتال في اليمن، وأن المحادثات ستتطرق إلى كيفية فتح مطار صنعاء، واتخاذ إجراءات لبناء الثقة، والعمل على تحسين الوضع الاقتصادي.
وأشار غريفيث إلى أن الأمم المتحدة ترغب في لعب دور في إدارة ميناء الحديدة إذا ما قبل الطرفان، مؤكداً أنها تسعى أيضاً لوضع خطة لتحسين الوضع الاقتصادي في اليمن وخفض العنف، رافضاً الاتهامات الموجهة للأمم المتحدة بالسعي لإنقاذ الحوثيين من خلال ممارسة الضغوط لوقف الحملة العسكرية في الحديدة، مؤكداً في السياق أن ما تسعى إليه المنظمة الدولية هو ضمان استمرار عمل ميناء الحديدة، الذي يعد شريان وصول المساعدات الإنسانية والواردات التجارية إلى ملايين اليمنيين.
وأكد غريفيث أن هناك جهداً دولياً كبيراً لإنهاء الحرب في اليمن، موضحاً أن هذه الجولة لا تمثل مفاوضات بشأن الأزمة اليمنية، وإنما هي "مشاورات" من أجل وضع إطار عمل سياسي، محذراً من أن نصف سكان اليمن قد يعانون من مجاعة إذا لم يتم التوصل لحل.
ترحيب أممي
وفي نيويورك رحب الأمين العام أنطونيو غوتيريس ببدء المشاورات اليمنية في السويد وناشد طرفا الصراع إلى إظهار المرونة والالتزام بحسن النية وبدون شروط مسبقة بهدف إحراز تقدم في المفاوضات الرامية لإنهاء النزاع في اليمن، داعياً الأطراف المتحاربة في اليمن إلى مواصلة نزع فتيل التصعيد في الحديدة واستكشاف إجراءات أخرى لتحسين الوضعين الاقتصادي والإنساني، اللذين يعرضا حياة المدنيين للخطر.. مؤكدا أن التسوية السياسية التي يتم التفاوض عليها من خلال حوار شامل داخل اليمن هي السبيل الوحيد لإنهاء النزاع والتصدي للأزمة الإنسانية المستمرة.
وفي سياق متصل، رحبت اللجنة الدولية للصليب الأحمر بالاتفاق الذي توصلت إليه الأطراف اليمنية والذي يقضي بالإفراج عن محتجزين لأسباب تتعلق بالنزاع واعادتهم الى ديارهم.
وأكد فابريزيو كاربوني، المدير الاقليمي لمنطقة الشرق الأدنى والشرق الأوسط في اللجنة الدولية للصليب الأحمر في بيان صحفي عزم المنظمة الدولية على المساعدة في عملية الإفراج عن المحتجزين ونقلهم وإعادتهم إلى ديارهم.
إيجابية التجاوب
وتواصلت مشاورات السلام حول اليمن في السويد اليوم السبت لليوم الثالث على التوالي برعاية الأمم المتحدة، بهدف التوصل إلى اتفاق سلام ينهي الحرب الدائرة في البلاد منذ نحو أربعة أعوام.
وقد أبدى طرفا المشاورات إيجابية في التجاوب مع النقاط المطروحة خلال الجلسات الأولى لبناء الثقة حسب مسؤولة في مكتب المبعوث الأممي إلى اليمن مارتن غريفيث، والتي أكدت اجتماع المبعوث الأممي بشكل منفرد مع الطرفين والتركيز بشكل أكبر على القضايا الإنسانية أكثر من غيرها، في مقدمتها ملفات المعتقلين، ومحافظة تعز، ومطار صنعاء، والملف الاقتصادي.
الوفد الحكومي أكد في أكثر من تصريح جديته في الوصول إلى سلام حقيقي من خلال المشاورات حيث أكد عبدالعزيز جباري، عضو وفد الحكومة الشرعية المشارك في مشاورات السلام بالسويد في تصريحٍ نقلته “غرفة أخبار مشاورات السلام اليمنية”، أن هناك فرصة للاتفاق حول عددٍ من القضايا بين الجانبين، كإطلاق المحتجزين والأسرى والمختطفين، من الصحفيين وكتاب الرأي والسياسيين والمواطنين العاديين، مشيراً إلى أن الجوانب الإنسانية وملف الأسرى لم يشهد أي اختراق خلال الفترات الماضية، وحالياً توجد فرصة للاتفاق حولها.
على نفس الصعيد طالب وزير الثقافة، وعضو الوفد الحكومي المفاوض مروان دماج، جماعة الحوثي بترك مشاعر الاستعلاء ونزعات التميز السلالي، والقبول بإقامة دولة مدنية حديثة تضمن المساواة والحقوق، وتوفر عملية سياسيةً ناجحة.
وقال دماج، إن طريق السلام معروف، ويقوم على تنفيذ القرارات الدولية والمبادرة الخليجية ومخرجات الحوار الوطني، مؤكداً أن وفد الشرعية جاء إلى استكهولم ولديه استعداد كامل للسير خطوة باتجاه السلام.
وذكرت "غرفة أخبار مشاورات السلام اليمنية" المخصصة لمتابعة المحادثات، أن العمل جارٍ لتقسيم المتفاوضين من طرفي الحكومة الشرعية والحوثيين إلى مجموعات عمل لبحث ملفات محددة، مشيرة إلى أن المجموعات ستشمل مجموعة لبحث إعادة توحيد البنك المركزي اليمني، ومجموعة لبحث التهدئة المحلية ووقف التصعيد بين طرفي النزاع، إضافة إلى مجموعة لبحث إعادة الأمل بفتح مطار صنعاء الدولي، ومجموعة ستناقش ملف مدينة وميناء الحديدة، إلى جانب بحث ملف الأسرى.
النجاح الأكبر
محللون سياسيون اعتبروا جمع الفرقاء اليمنيين على طاولة واحدة نجاحاً يحسب للمبعوث الأممي إلى اليمن مارتن غريفيث، وقال المحلل السياسي اليمني الدكتور محمد جميح في تغريدة له على تويتر "بسبب تعنت الحوثيين، كان النجاح الأكبر الذي حققه المبعوث الأممي السابق إسماعيل ولد الشيخ هو أن جمع الحكومة اليمنية والمتمردين على طاولة واحدة، في ثلاث جولات، في سويسرا والكويت، وسيكون هذا النجاح وحده حليفاً للمبعوث الحالي مارتن غريفيث، في جولة السويد، وللسبب ذاته".
"لكن مشاورات السلام في ظل تعقيدات الحرب في اليمن وظروف استيلاء مليشيات مسلحة متمردة بدعم خارجي على العاصمة بالقوة، ورفض المليشيات الانصياع للقرارات الدولية، كلها تستلزم فهم الوسطاء تفاصيل ما يجري كي يتمكنوا من حل كل المشاكل العالقة وإيجاد سلام عادل وشامل" حسب قول الكاتب المحلل السياسي اليمني علي عبدالله الضالعي.
وأضاف الضالعي في تصريح خاص ل"يمن اتحادي" لا توجد رغبة دولية حقيقيه لمعالجة أساس المشكلة والمحددة في قرارات مجلس الأمن للأسف، لذلك لا توجد عوامل موضوعية لنجاح هذه المشاورات، معتبراً الرغبات والضجيج الإعلامي والحديث عن الأزمة الإنسانية كلاماً في الهواء
وأكد الضالعي أن حل المشكلة اليمنية يكمن بتنفيذ القرارات الدولية وخاصة القرار رقم 2216 ومخرجات مؤتمر الحوار الوطني التي وضعت الحلول لكل القضايا الوطنية، ومن ضمنها قضية صعدة والقضية الجنوبية، ووقع عليها ممثلو الأحزاب والتنظيمات السياسية والنقابات ومنظمات المجتمع المدني وممثلو الشباب والمرأة والشخصيات الاجتماعية .
يذكر أن جولات محادثات سابقة وعديدة انعقدت في جنيف والكويت، جمعت بين وفدي الحكومة الشرعية والإنقلابيين الحوثيين، لكنها باءت بالفشل، وعلى الرغم من ذلك يبدو أن كثيراً من اليمنيين هذه المرة يبحثون عن سراب من التفاؤل بنتائج مشاورات السويد والتي ترعاها الأمم المتحدة، أملاً في إنهاء المعاناة وإيقاف شبح الحرب الذي طال كل شيء.
اضف تعليقك على الخبر