ارسال بالايميل :
6070
يمن اتحادي - خاص
لم تعطله أعماله الخاصة كرجل أعمال يمني كبير، ولم يشغله نضاله في سبيل القضايا الوطنية الحقة، ولم يؤخره القيام بالأعمال الإنسانية الواضحة للعيان، عن دعم الرياضة والرياضيين.
إنه الشيخ أحمد صالح العيسي، الشخصية الوطنية الرياضية الإنسانية، رجل الأعمال الذي جند نفسه وماله وجهده في خدمة وطنه وشعبه، وقدم الكثير والكثير، ترجمة لما يحمله من معاني الخير والحب للوطن، والشغف بالرياضة بشكل عام وكرة القدم بشكل خاص.
شغف واهتمام
تنامى شغف الشيخ أحمد العيسي بالرياضة وكرة القدم منذ نعومة أظفاره، ولأن محافظة الحديدة كانت أبرز محطات حياته الاجتماعية كان للرياضة والرياضيين فيها نصيب الأسد من دعمه واهتمامه، ويعذ نادي الهلال الساحلي خير دليل على ذلك الاهتمام، فقد تمكن النادي بدعمه في فترة وجيزة من إحراز نجاحات فائقة وبطولات وكؤوس عدة، ليصل خيره واهتمامه إلى كل أندية المحافظة.
دعم الشيخ العيسي لأندية محافظة الحديدة لم يكن سوى بداية توجه للاهتمام بعددٍ من الأندية في جميع محافظات الجمهورية، الأمر الذي دفع أعضاء الاتحاد العام لكرة القدم إلى انتخابه رئيسًا له، ليكون بعدها عضوًا بمجلس إدارة اللجنة الأولمبية اليمنية، ورئيسًا فخريًا لعدد من الأندية الرياضية اليمنية، وداعمًا للعديد من الاتحادات الرياضية في البلاد.
رئيسًا للاتحاد
ومنذ انتخاب الشيخ أحمد العيسي بأغلبية ساحقة رئيساً للاتحاد العام لكرة القدم، في الانتخابات التي جرت في 15 يونيو 2005م بقصر الشباب بصنعاء، حقق الاتحاد العام لكرة القدم نجاحات باهرة، كان أبرزها المشاركة الفاعلة في إنجاح بطولة كأس خليجي 20، بترؤسه المؤتمر العام لرؤساء اتحاد كرة القدم المشاركة في دورة كأس الخليج العربي العشرين، والتي أقيمت في اليمن.
وبالرغم من الظروف الصعبة التي تمر بها البلاد؛ حققت الكرة اليمنية خلال الأعوام الأخيرة العديد من الإنجازات التي سجلتها مختلف المنتخبات الوطنية في مختلف الفئات العمرية كبارًا وناشئين وشباب.
فقد فرضت ظروف الحرب منذ اللحظات الأولى واقعًا جديدًا مليئًا بالمعاناة، ليتراجع بسببه مستوى الرياضة، ويبرز الشيخ أحمد صالح العيسي رئيس الاتحاد العام لكرة القدم وينقذ الموقف، ويقوم بدور محوري.
صانع الابتسامة
أصبح الشيخ العيسي الفاعل الرئيسي في تنشيط الفعاليات الرياضية، حيث جعل من نجاح المنتخبات اليمنية هدفًا لابد من تحقيقه، مسخرا وقته وماله وجهده للوصول إلى هذه النتائج التي شرفت جميع اليمنيين ليستحق لقب صانع الإبتسامة في زمن الحرب.
نجح الشيخ العيسي في الحفاظ على التماسك الوطني من خلال كرة القدم إضافةً إلى نجاحه في استمرار سفينة المنتخبات الوطنية بالحضور على المستوى القاري والدولي رغم كل الظروف التي فرضتها الحرب على الوطن والمواطن.
نتائج متميزة
وشهد العام المنصرم 2019 نتائج متميزة لكرة القدم اليمنية على صعيد المنتخب الأول ومنتخب الشباب ومنتخب الناشئين، خلال مشاركاتها في المحافل الإقليمية والدولية وخرجت بنتائج مشرفة بدعم وإسناد كبيرين من رئيس الاتحاد العيسي، وفي هذا العجالة سنحاول ذكر بعض تلك الإنجازات التي تحققت لمنتخباتنا الوطنية خلال العام المنصرم.
المنتخب الأول
حقق المنتخب الأول ظهورًا متميزًا في بطولة غرب آسيا التاسعة التي أقيمت في العراق خلال الفترة 30 يوليو – 14 أغسطس الماضيين، والتي شارك فيها ضمن المجموعة الأولى بجوار منتخبات العراق وفلسطين ولبنان وسوريا، حل فيها المنتخب اليمني في المركز الثالث برصيد أربع نقاط حصدها من فوز وتعادل مقابل خسارتين، وكان قريباً من التأهل للنهائي ولكن الحظ لم يخدمه.
فخسر مباراته الأولى من فلسطين بصعوبة بالغة وبهدف وحيد، وتعادل في الثانية مع المنتخب السوري بهدف لمثله، قبل أن يكسب المنتخب اللبناني بهدفين لهدف في المباراة الثالثة، وفي المواجهة الأخيرة خسر بصعوبة من المنتخب العراقي بهدفين لهدف.
وفي مطلع سبتمبر الماضي شارك المنتخب اليمني الأول في تصفيات آسيا المزدوجة المؤهلة إلى نهائيات كأس العالم بقطر 2022، وكأس آسيا بالصين 2023، وذلك ضمن المجموعة الرابعة التي ضمت إلى جواره منتخبات أوزبكستان والسعودية وفلسطين وسنغافورة، ورغم عدم تمكنه من التأهل إلا أنه استطاع تقديم مستوى جيد خاصة في المباراتين الأولى أمام سنغافورة والسعودية، وخرج من أمامهما المنتخب اليمني متعادلاً بهدفين لمثلهما في كل مباراة رغم العوائق التي اعترضت سير مشاركته وأبرزها، خوضه لجميع مبارياته خارج أرضه بسبب الحظر المفروض على الكرة اليمنية منذ العام 2011 وعدم توفر أي دعم له سوى دعم الاتحاد.
منتخب الناشئين
منتخب الناشئين كان هو الآخر على موعد مع إنجاز استثنائي بتأهله إلى نهائيات آسيا للناشئين تحت 16 سنة التي ستقام في البحرين خلال العام المقبل 2020، حيث تمكن المنتخب اليمني للناشئين من خطف بطاقة التأهل إلى النهائيات كأفضل منتخب يحتل المركز الثاني من بين المجموعات الـ"11" التي أقيمت فيها التصفيات وأبعده هدف واحد فقط عن التأهل المباشر عن المجموعة الخامسة حيث ذهبت بطاقة التأهل المباشرة للمنتخب القطري بفارق هدف عن المنتخب الوطني.
وشارك منتخب الناشئين في هذه التصفيات ضمن المجموعة الخامسة التي جمعته بمنتخبات قطر وبنغلاديش وبوتان وأقيمت مبارياتها في العاصمة القطرية الدوحة خلال شهر سبتمبر الماضي، وجمع فيها منتخبنا سبع نقاط وله أربعة عشر هدفاً وعليه هدفان فقط، ففاز على بوتان بعشرة أهداف لهدف، وتعادل مع قطر بهدف لمثله، وكسب بنغلاديش بثلاثية نظيفة، ليخطف أول بطاقة في قائمة المنتخبات المتأهلة كأفضل ثاني.
منتخب الشباب
كان منتخب الشباب هو صاحب أحدث إنجاز في مسيرة الكرة اليمنية خلال العام المنصرم 2019م حين تمكن من التأهل إلى نهائيات آسيا التي ستقام في أوزبكستان العام الحالي.
وخطف منتخب الشباب بطاقة التأهل كأفضل ثاني بفارق الأهداف أيضاً عن قطر بعد أن تصدر الأخير المجموعة الثانية بسبع نقاط، وله 10 أهداف وعليه 3، فيما حل المنتخب اليمني ثانياً بسبع نقاط أيضاً وله 6 أهداف وعليه هدفان ليخطف المنتخب اليمني بطاقة التأهل كأحد المنتخبات المتأهلة في قائمة أفضل ثاني، بعد أن فاز على تركمانستان بهدفين لهدف، وتغلب على سيريلانكا بثلاثية نظيفة وتعادل مع قطر بهدف لمثله.
الدوري التنشيطي
لم يتوقف اتحاد كرة القدم برئاسة الشيخ العيسي عند المشاركات الخارجية، فبعد توقف الدوري بسبب الظروف الأمنية والسياسية.. أقر الإتحاد العام لكرة القدم إقامة دوري تنشيطي تشارك فيه أندية الدرجتين، الأولى والثانية، حسب التصنيف الأخير المعتمد من الاتحاد في آخر دوري قبل التوقف، وأقيم الدوري على مرحلتين، الأولى بنظام التجمعات حيث تم تقسيم الفرق الـ 34 على ثمان مجموعات في ست محافظات بحسب التوزيع الجغرافي، وأقيمت المباريات في محافظات ( صنعاء – عدن – حضرموت – الحديدة – تعز - إب)، ليتأهل بطل كل مجموعة إلى الدوري الثاني.
و تأهلت 8 فرق أبطال المجموعات إلى المرحلة النهائية والفرق الفائزة هي : أهلي صنعاء ، اليرموك ، التلال ، وحدة عدن ، أهلي تعز ، الهلال الساحلي ، شعب حضرموت ، إتحاد إب، وأجريت القرعة يوم 11 يناير في سيئون، وقسمت الفرق الثمان إلى مجموعتين.
تأهل شعب حضرموت ووحدة عدن كمتصدر ووصيف عن المجموعتين للمباراة النهائية التي أقيمت على أرضية الإستاد الأولمبي بسيئون.
وفي 26 من يناير 2020 وعلى أرضية الاستاد الأولمبي بسيئون توج نادي شعب حضرموت، بطلا للدوري التنشيطي اليمني لكرة القدم، بعد فوزه على نادي وحدة عدن في المباراة النهائية بمدينة سيئون بركلات الترجيح(2/3)، وشهدت المباراة النهائية حضورا جماهيريا كبيرا، غطى مدرجات الملعب الأولمبي بالكامل.
وأخيراً نستطيع أن نقول أن هذه النجاحات ما كانت لتتحقق في بلد يعاني ويلات الحرب وشحة الإمكانات لولا الدعم الكبير والإسناد اللامحدود بالوقت والمال والجهد من الشيخ أحمد صالح العيسي، الرجل الذي أحب اليمن وقرر أن يرفع رأس وطنه عالياً وأن يمنح اليمنيين في شمال البلاد وجنوبه وشرقه وغربه متعة الرياضة وأفراح وبهجة الانتصارات في زمن الأوجاع والحروب.
اضف تعليقك على الخبر