ارسال بالايميل :
5311
يمن اتحادي - متابعات*
في الوقت الذي توقفت فيه مليشيا الحوثي الانقلابية المدعومة إيرانياً عن الحديث عن أي انتصارات في مأرب والجوف عبر وسائل إعلامها الرسمية، أوكلت لإذاعاتها المحلية وسيارات متجولة بمكبرات الصوت، وناشطين وهميين عبر وسائل التواصل الاجتماعي التغني بأكاذيب الانتصارات الخرافية في مأرب والجوف.
وفق كثيرين في مأرب والجوف فإنهم اضطروا خلال الأسبوعين الماضيين للتوقف عن الإجابة على تلفونات متصلين من مناطق مليشيا الحوثي بما فيهم أقارب لهم، وبعضهم أقفل تفلونه بعد اتصالات متكررة تريد التأكد من الانتصارات الوهمية التي يتغنى بها الحوثيون في مناطقهم، استغلالاً للاختراق العسكري الذي وقع في جبهة نهم بضواحي العاصمة صنعاء.
الشائعات التي نشرها الحوثيون في مناطق سيطرتهم ركزت على الحديث عن سيطرة كلية على محافظتي مأرب والجوف، والقبض على محافظ مأرب، واستسلام محافظ الجوف، والسيطرة على شركة النفط وحقول الغاز، موعزين للمواطنين بأنه بات بإمكانهم الحصول على اسطوانة الغاز وفق ما أكده سكان محليون لـ"الثورة نت".
وبعيداً عن شائعات مليشيا الحوثي في مناطق سيطرتها وأهدافها الرامية للزج بالمزيد من المقاتلين معها وفق مراقبين، رصد موقع "الثورة نت" عشرة أخبار كاذبة سوقتها مليشيا الحوثي عبر قيادات تابعة لها وناشطين على وسائل التواصل الاجتماعي ومواقع إخبارية ، روجت لانتصارات كاذبة.
حضن الوطن
ففي 24 يناير نشر موقع يمن الغد وعدد من المواقع خبراً مفاده أن ناشطين عبر مواقع التواصل الاجتماعي تداولوا أنباء عن وفاة محافظ الجوف اللواء أمين العكيمي متأثراً بجراحه ، جراء إصابته بطلق ناري في الرأس خلال معارك الجوف مع مليشيات الحوثيين.
لم تمض خمسة أيام على هذه الأكذوبة حتى ناقضتها أكذوبة أخرى نشرتها صحيفة الهوية التابعة للقيادي الحوثي محمد العماد في 29 يناير، بنشرها عنواناً بارزاً في صدر صفحتها الأولى مضمونه (العكيمي في حضن الوطن)، وعنوان فرعي عن تفاهمات بين الحوثيين والمحافظ العرادة لتسلم مأرب والبقاء محافظاً.
وأرفقت الصحيفة صورة تجمع العكيمي مع أحد قيادات الحوثيين ويدعى النمس، وذكرت في مضمون الخبر أن العكيمي القيادي في حزب الإصلاح وبعد اقتراب "انصار الله" من السيطرة على الجوف أجرى مفاوضات لتسليمها بدون حرب.
كما أوردت في ذات الخبر أن تفاهمات بين مليشيا الحوثي ومحافظ مأرب سلطان العرادة حصلت في اليومين الماضيين - وفق الخبر - وأن التفاهمات مع العرادة جاءت حول تسليم مدينة مأرب بعد سيطرة الحوثيين على جميع مديرياتها الأخرى والاتفاق على بقاء العرادة محافظاً لها.
وفي محاولة واضحة للتضليل بأن مليشيات الحوثي باتت مسيطرة على مأرب قام القيادي في مليشيا الحوثي حسين العزي بكتابة تغريدة على صفحته في تويتر في 26 يناير قال فيها: "سنبقي على العرادة محافظا لمأرب ولا نية لنا في إزاحته ولو أردنا عكس هذا لفعلناه بكل ثقة واقتدار وكل ذلك بعون الله".
وفي السياق حاول الصحفي جلال الشرعبي تعزيز شائعات صحيفة الهوية من خلال نشر تغريدات ذكر فيها أن محافظ مأرب " أوفد مبعوثَين للقاء قيادات للحوثيين بصنعاء للتفاوض وصياغة اتفاق يضمن عدم تقدم الحوثيين لمدينة مأرب".
وأضاف الشرعبي في تغريدة لها على حسابه بتويتر أن " المبعوثين عقدا ثلاثة لقاءات حتى الآن في مقر تم تجهيزه فنياً في شارع حده خلف نادي هاواي".
مواقع عالمية تشارك
ولم تتوقف شائعات الحوثي عند المستوى المحلي أو في وسائل التواصل الاجتماعي ، بل وجدت لها سوقاً في الإعلام العالمي، حيث نشر موقع قناة الحرة في الثالث من فبراير خبراً تحت عنوان (تسريبات حوثية حول "مفاوضات يمنية سرية"..مسؤول حكومي: انتصارات وهمية) أشارت فيه إلى تسريبات عن مفاوضات تجريها محافظات مجاورة مع الحوثيين، بعد تسريب الحوثيين لوصول وفد من محافظة مأرب للتفاوض معهم، زاعمين أنهم اقتربوا من السيطرة على مأرب.
وقبل ذلك كانت قد نشرت وكالة سبوتنك الروسية الشائعة، نقلا عن مواقع تابعة لمليشيا الحوثي ذكرت أن وفداً يمثل قيادة محافظة مأرب وصل إلى صنعاء للقاء الحوثيين والتفاوض بعد اقتراب الجماعة من مركز محافظة مأرب كما أوردت الوكالة.
ونشرت الوكالة في ذات السياق تصريح وزير الإعلام الذي نفى فيه جملة وتفصيلا الأكاذيب التي تروج لها عدد من وسائل الإعلام الحوثية عن عقد لقاءات أو محادثات أو وساطات مباشرة أو عبر وسطاء بين قيادة محافظة مأرب أو أي من المحافظات المحررة مع الحوثيين".
ولتعزيز مصداقية الشائعات التي بثتها مطابخ الحوثي عن الانتصارات خرج الناطق العسكري للحوثيين يحيى سريع في 31 يناير ببيان صحفي تحدث فيه عن السيطرة على 2500 كيلو متر من مديرية نهم ما أثار سخرية واسعة في وسائل التواصل الاجتماعي إذ أن المساحة الكلية لمديريات نهم الأربع لاتتجاوز 1800 كيلو متر، لكن وبعد مرور يومين على هذه الأكذوبة عاد ليبررها بإكذوبة أخرى مفادها أن المساحة التي وردت في بيانه السابق تشمل انتصاراتهم في الجوف ومأرب.
سريع وخلال مؤتمره الصحفي الذي عقده في 2 فبراير أعلن أنهم سيطروا على نهم بالكامل، ليتضح بعد أيام من هذا الإعلان أن مواجهات ميدانية ماتزال مستمرة في جبهة نهم، وأن الجيش الوطني مايزال يخوض معارك يومية مع الحوثيين حتى اليوم.
وساطة عربية
وأمام الفشل الذي منيت به مليشيا الحوثي في إثبات أكاذيبها وإقناع أنصارها الذين ساءهم هول أعداد القتلى القادمين من جبهات نهم، لم يكن أمام محمد البخيتي ناطق مليشيا الحوثي إلا الخروج للعلن والحديث عن وساطة دولة عربية لم يسمها قال إنها أوقفت عملية دخول مأرب بعد أن أصبحوا على بعد عدة كيلو مترات عنها.
وقال البخيتي "عندما اقتربت قوات الجيش واللجان؛ من مدينة مأرب تدخلت دولة عربية في خط الوساطة ونشيد بجهود هذه الدولة".
تناقض فاضح
مطبخ الشائعات الحوثي الذي روج لأكاذيب السيطرة على مأرب ظهر متناقضاً بشكل جلي، فبعد مرور أسبوعين على شائعة اقتراب الحوثيين من مركز محافظة مأرب، وحديث حسين العزي عن إبقاء العرادة محافظاً لمأرب عادت مطابخ الحوثيين للترويج لانتصارات وهمية على أطراف مأرب.
ففي 13 فبراير نشر موقع صحافة نت عاجل خبراً مفاده أن معلومات واردة من محافظة مأرب شرق صنعاء قالت إن الحوثيين واصلوا تقدمهم وتمكنوا بمساندة قبليين من السيطرة على إحدى أهم المديريات قرباً من محافظة مارب معقل حزب الإصلاح.
ومن يعرف جغرافيا مأرب سيكتشف أن الجدعان تبعد عن مركز محافظة مأرب أكثر من 50 كيلو متر، وهو مايكشف مستوى الكذب الذي رافق المواجهات الدائرة في مديرية نهم وأطراف محافظة الجوف، والتي تكبدت فيها مليشيا الحوثي الإنقلابية مئات القتلى والجرحى.
قديمة جديدة
يشار إلى أن شائعات إسقاط مأرب ليست وليدة المعارك الأخيرة، فقبل عام ونيف، وتحديداً في 22 ديسمبر 2018 خرجت مليشيا الحوثي عبر عدد من الصحف والمواقع المحلية للحديث عن سيطرتهم على 90% من محافظة مأرب إثر عملية عسكرية.
ويكمن الفرق بين هذه الأكذوبة والأكاذيب التي رافقت المواجهات في مديرية نهم وأطراف الجوف، أن تلك الكذبة أعلنت بشكل رسمي عن طريق ناطق جيش الحوثيين يحيى سريع الذي قال لقناة المسيرة إن مليشياتهم نفذت عملية ناجحة ضد الشرعية في مأرب تمكنوا خلالها من تطهير مساحات واسعة من مأرب.
وأمام هذه الشائعات التي تشنها مليشيا الحوثي الانقلابية عن الانتصارات الوهمية يبقى التساؤل المطروح لماذا يصنع الحوثيون أكاذيب الانتصارات الوهمية؟ وهذا ماسنحاول الإجابة عليه في تقريرنا القادم.
* نقلًا عن الثورة نت
اضف تعليقك على الخبر